نقاط على الحروف
طوفان الأقصى.. تحول استراتيجي بتوقيت المقاومة
إيهاب شوقي
من المبكر جدا الحديث عن مآلات عملية #طوفان_الأقصى ووضع تصور لتطراتها وانزلاقاتها وما ستسفر عنه من تغييرات ونتائج تتدرج احتمالاتها من اللملمة واحترام العدو للخطوط الحمر وصولا الى حرب شاملة وزوال للكيان.
ولكن سيكون من التقصير والتأخر عدم رصد دلالات ما تقوم به المقاومة وما فوجئ به العدو ورعاته وأعوانه من المطبعين، وهنا لا بد من رصد ما يلي:
1ــ هناك عملية عسكرية شاملة بادرت بها المقاومة وهي عملية صاروخية وبرية تتجاوز الرسائل السياسية لتصل بالأمور إلى حالة حرب حقيقية، وهو ما يعني أن الاستعداد للانزلاق للحرب الكبرى هو اليوم بتوقيت المقاومة وليس استدراجا من العدو لحرب وفقا لمزاجه وتوقيته.
2ــ دخول حركة حماس بهذا الشكل المتصدر للعملية يعني التخلي عن كافة المحاذير السابقة التي كانت تقيد حركتها باعتبارها مسؤولة عن القطاع وبالتالي تتجنب حربا شاملة على القطاع، وهو ما يعني أن غزة اليوم أمام خيار حتمي وهو المقاومة المسلحة ولا توجد حلول ومخارج أخرى سوى المواجهة مع العدو أيا كانت التطورات والانزلاقات.
3ــ إعلان العدو الاسرائيلي بأنه في حالة حرب، يعني وصول الرسالة للعدو وأن الأمر يتخطى كثيرا مواجهة مع غزة، وأن العدو يفطن إلى أن الجبهات متكاملة وأن غزة ليست وحيدة وأن الجهوزية لمعركة شاملة على كافة الجبهات متوفرة، وهو ما يعني أن العدو قد استوعب أن محور المقاومة متكامل وجاهز لكافة التطورات، وقد كانت كلمة محمد الضيف واضحة وموحية بمطالبة الجميع بالمساندة.
4ــ الوضع الدولي والإقليمي والذي يراهن على جبهة دولية هي محل الاشتباك وجبهات فرعية هي محل الحصار وزرع الفتن لتغيير المعادلات دون تورط امريكي وصهيوني، تلقى اليوم مع انطلاق طوفان الاقصى ضربة موجعة تجعله أمام استحقاقات مختلفة، حيث قالت المقاومة أنها لن تقف متفرجة ومستسلمة لهذه المقاربة الشيطانية.
5ــ الأحداث التي سبقت عملية طوفان الاقصى كانت بمثابة تضييق للخناق مخطط وممنهج، حيث التطور النوعي للإرهابيين في سوريا والتسلل الممنهج للبنان بإجراءات مريبة لليونيفيل ومخيمات ترفع زورا راية النازحين على الحدود بالقرب من مزارع شبعا، واقتحامات وتدنيس للأقصى لتكريس أمر واقع مغاير للتاريخ وللدين، وصفقات متطورة للتطبيع يتوجها العدو بإدخال السعودية رسميا في المنظومة الصهيو أمريكية كحلف دفاعي للمرة الأولى، وهو ما يجعل من توقيت العملية توقيتا دقيقا وحتميا واستباقيا لمرحلة جديدة يدشنها العدو لا تعبر عن فائض قوة بقدر ما تعبر عن فائض خيانة وتواطؤ من انظمة التطبيع والهوان.
نحن الآن أمام واقع جديد وهو الخيار الحتمي للمقاومة وتطبيقه على الجبهات وقد وصلت الجبهات إليه بعد استنفاذ كافة الخيارات الأخرى، وهو يوم تاريخي حتما سيشكل مرحلة جديدة أيا كانت التطورات والانزلاقات، وسيجعل طوفان الاقصى جند الصهاينة والمطبعين حتما من المغرقين.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024