نقاط على الحروف
هاليفي في مرمى عدسة المقاومة .. ما الرسالة؟
خليل نصر الله
ما يشغل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وقيادة الجيش هو الجبهة الشمالية، تحديدًا الحدود مع لبنان، حيث يرتفع منسوب التحدي، كما يعبر قادة العدو الأمنيون والعسكريون.
لم تهدأ الجبهة، وإن كان الظاهر هو حالة الصمت. ما يجري من اشتباك أمني مع المقاومة بعيد بكثير من تفاصيله عن الأضواء، وما يجري كذلك من تموضعات على الجانبين يعلمه أهل العسكر إن كان في لبنان أو في الكيان الإسرائيلي.
لا يخفي الكيان قلقه، بل يعبر عنه صراحة، خصوصًا بعدما بات مصطلح الجليل أو تسميته مرتبطًا بقوة "التدخل" في المقاومة، المعنية ما إن طلبت منها قيادتها السطيرة على الجليل بالعبور إلى الأراضي المحتلة.
انطلاقًا من هنا، تتصاعد وتيرة الأعمال التحصينية من جانب العدو، ليس بالضرورة لمنع العبور الكلي بل لإعاقته، وما يتطلب متابعة شبه يومية.
لكن في العامين الماضيين، ارتفع منسوب الاهتمام الإسرائيلي بالجبهة الشمالية إلى حدود لم تشهدها من قبل. يعود ذلك إلى تنامي قدرات المقاومة، ومبادرتها في كثير من الأحيان، ودخول وحدة الساحات أو الجبهات حيز التنفيذ العملي، هذه العوامل وضعت قيادة جيش العدو في ورشة عمل دائمة، يشرف عليها رئيس الأركان، سواء السابق أو الحالي.
وطوال السنوات الماضية، وتزامنًا مع هذا الإعداد على الجانبين، كانت الحرب النفسية لازمة عند كل مفصل، وكعادتها كانت المقاومة صاحبة اليد الطولى، وحققت نجاحات كبيرة، خصوصًا أنها باتت تتقن توجيه الرسائل، واستغلال أي تفصيل يمكن أن يخدم توجهاتها، أو يوصل رسائل للعدو.
في الـ 20 من الشهر الماضي، زار رئيس الأركان برفقة قائد المنطقة الشمالية وقائد فرقة الجليل وكبار الضباط الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة. تركزت الزيارة في القطاعين الشرقي والأوسط. يومها نشر مراسل قناة "المنار" في الجنوب مقطعًا مصورًا من 27 ثانية، يظهر رئيس الأركان وقد أحاط به كبار الضباط، عند مرتفع في موقع العباد قرب بلدة حولا الجنوبية. المقطع لم يكن عبثيًا، وهو ما فهم من رد الفعل الإسرائيلي عبر معلقيه، الذين اعتبروا أن هاليفي كان في مرمى القتل، وقال أحدهم كانت لتكون ضربة قاتلة.
في الثاني من آب، استكمل قائد أركان جيش العدو جولته في القطاع الغربي من الحدود الفاصلية بين الأراضي المحتلة ولبنان. ويبدو أنه تنبه لما التقط له من صور في المرة السابقة، فعمل على ارتداء درع، لكن دون خوذة. وهو ما بان من صورة ومقطع مصور، هذه المرة بكاميرا وعدسات المقاومين المتربصين بالعدو عند الحدود. ما نشر بين أدق التفاصيل، كانت الكاميرا تلاحقه من مكان إلى مكان.
في كلا الزيارتين ثمة رسائل، بعضها ذو بعد نفسي وأخرى ذو بعد عملي.
في البعد النفسي، كأن الصور التي بثت أريد من ورائها القول: إن المقاومة تقول إن الجولة بظاهرها تحت مرمى أعيننا، وإن من بإمكانه التقاط الصورة قادر على فعل أكثر من ذلك، وهو ما سيكون له تبعاته في الوعي الإسرائيلي.
على الصعيدد العملي، كأن المقاومة أرادت القول، ومن خلال صور مسربة: إن الحدود بكامل تفاصيلها من التحصين الذي تقومون به إلى تحركات ضباطكم وجنودكم ودورياتكم وأمور أخرى، هي محط متابعة لحظوية للمقاومة.
يبقى القول: إن ما تشهده الحدود أعمق بكثير مما هو ظاهر، وفي الحرب النفسية تبقى يد المقاومة هي العليا، خصوصًا أنها أتقنت فن الاستفادة من أدنى تفصيل لتسجيل نقاط على العدو.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024