نقاط على الحروف
نتنياهو وطاقمه يلعبان على حافة الهاوية
خليل نصر الله
بدأ رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو وطاقمه الأمني والسياسي العدوان على غزة بعمليات اغتيال قادة في سرايا القدس وعائلاتهم. التقدير الإسرائيلي كان يتوقع ردا سريعا ومنفردا لحركة الجهاد الاسلامي، لكن تقدير المقاومة كان مختلفا، وبعد ٣٦ ساعة على الجريمة بدأ الرد الناري، وعبر غرفة العمليات المشتركة.
انتظر الاسرائيليون الوساطة. كان الهدف المعلن تعديل في قواعد الاشتباك وتقديم العملية كنصر أعاد للردع الإسرائيلي هيبته. بنى نتنياهو آمالا على قبول المقاومة بمنطق التهدئة مقابل التهدئة، لكن الإجابة عبر الوسطاء تمثلت برفض تلك المعادلة القديمة التي تبقي يد العدو مفتوحة لتنفيذ اعتداءات على رأسها الاغتيال ساعة يشاء، وردت المقاومة بسلة شروط لوقف النار على رأسها تعهد بوقف الاغتيالات، واستعادة جثمان الشهيد خضر عدنان.
سرعان ما أجاب العدو باغتيال آخر لتوسع المقاومة من دائرة النار واستخدام أسلحة نوعية، ولمرتين.
وسط ذلك تحدثت أوساط مصرية عن توجه مصري لتخفيض مستوى الاتصال بالطرفين، كنوع من الغضب على تعنت بنيامين نتنياهو وطاقمه. ولم يكن صدفة ما حذر منه وزير الخارجية المصري من إمكانية توسع الأمور، وهو العالم بخفايا ما يدور.
يرى نتنياهو وطاقمه نفسيهما مضطرين لتحقيق إنجاز، وتشي التوجهات الميدانية التي يقدمون عليها بأن ما يقدمانه عن انتصارات لمجتمعهم ما هو إلا وهم، خصوصا أن المقاومة لا زالت تبادر، بل وباتت تتحكم بإدارة المعركة، وهو ما بينه اليوم الرابع بشكل أساسي.
في المقابل، المقاومة ليست معنية بتقديم تنازلات ستدفع ثمنها لاحقا، خصوصا أنها المعتدى عليها من خلال ما جرى فجر الثلاثاء.
وعليه، إن اللعبة الإسرائيلية التي تحاول فرض معادلة، تشير المعطيات كافة أنها مساع صعبة، قد تدفع الأمور إلى مزيد من التصعيد، الذي لا يمكن التكهن بمداه وسعته.
وفي ضوء اللعب الذي يمارسه نتنياهو وفريقه الأمني والسياسي، والذي يوصف بأنه لعب على حافة الهاوية، يجب التوقف عند مؤشر مهم على إمكانية توسع الأمور، وهو ما فهم من تحذير أطلقه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لقادة العدو الإسرائيلي من أن المقاومة في لبنان على اتصال دائم بفصائل المقاومة الفلسطينية، وهي تراقب الأمور دقيقة بدقيقة، ولن تتردد في اتخاذ خطوة أو خطوات من منطلق المسؤولية.
تحذير السيد نصر الله نابع من قراءة عميقة لواقع الفريق السياسي الإسرائيلي، الذي قد تجره دوافعه إلى ارتكاب حماقات لينقذ نفسه داخليا، من جهة، ومن جهة أخرى واقع الكيان من الناحية الأمنية وسعيه لاستعادة الردع ولو من بوابة ما بدأه في قطاع غزة ضد سرايا القدس، التي يحاول حصر المعركة معها، وهو أمر غير مضمون.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024