معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

توصيف البابا فرنسيس للشيطان وارتكاباته.. هل تكون أميركا؟
15/04/2023

توصيف البابا فرنسيس للشيطان وارتكاباته.. هل تكون أميركا؟

يونس عودة

في مقابلة لبابا الفاتيكان فرنسيس مع محطة التلفزيون الناطقة بالإيطالية التابعة لراديو وتلفزيون سويسرا (RSI) قال إن بإمكان الشيطان أن يزرع الفتنة ويضع الأشخاص بعضهم بمواجهة بعض، وأن إحداث الانقسامات والحث على شن الهجوم هما دائمًا من أعمال الشيطان الذي يسعى إلى إفساد قلوب البشر وعقولهم. انطلاقًا من هذه التوصيفات، هل من الصعب التوصل الى ماهية الشيطان الحقيقي في يومنا هذا والركون بالتالي الى توصيف الإمام الخميني (قدس سره) بأن أميركا هي الشيطان الأكبر؟

أليس أول ما يتبادر إلى الذهن أن مثل هذه الأفعال البشعة من زرع للفتن وتأليب للبشر على بعضهم البعص هي صناعة أميركية على مدار الكرة الأرضية منذ تأسيس الولايات المتحدة الأميركية قبل نحو 250 عامًا على الدم البريء لأبناء حضارات كانت قائمة وأبيد معظم أبنائها من أجل السيطرة على الأرض وثرواتها بعقل شيطاني، ومن ثم نشرت أوبئة أينما تمكنت وحلّت؟

لا تتردد الولايات المتحدة برسم سياسات تبث بذور التفرقة والانقسام. ولعل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط يقدم كل يوم دليلًا صارخًا على الأفعال الشنيعة والمنحطة التي تأخذ أحيانًا غلافًا براقًا لاجتذاب شياطين صغيرة لافساد المجتمعات وأحيانًا "يفعل هذا بشكل مؤدب"، أو ما أسماه البابا "بشكل دبلوماسي"، لا سيما "أن النفس لا تنتبه إلى هذا حين لا تعتني بفحص الضمير، وأن الأشخاص يجعلون الشياطين تدخل البيت بسبب فتور روحي"، ووصف البابا فرنسيس هذا بـ"المس الأسوأ"، حيث تبدأ عملية افساد البشر بقلوبهم وعقولهم. حيث إن الشيطان إما أن يدمر كل شيء بشكل مباشر بالحروب والظلم أو يفعل هذا بشكل مؤدب.

لقد شنت الولايات المتحدة حتى الآن أكثر من 90 حربًا وعدوانًا معظمها جرائم حرب، وكلّها موثقة، وغالبيتها ضد دول وأمم لا حدود جغرافية لها مع الولايات المتحدة، تم فيها سفك الدماء والعداوات بين البشر، تارة بذرائع حماية الأمن القومي الأميركي، وأطوارًا بشعارات كاذبة مثل نشر الحرية والديمقراطية، ومن ثم تعميم القيم التي تقوم عليها "الثقافة الأميركية" المدمرة، بتفوق العرق الجديد المستنبت من مكونات لا أخلاقية ولا إنسانية ومعادية لكل دين سماوي، مثل الترويج للشذوذ الجنسي، وقوننة ذلك من خلال تشريع من مجلس النواب الأمريكي.

لقد تحدث البابا عن شياطين يتّسمون بخطر كبير، أسماهم بالشياطين المؤدبين، مستشهدًا بما ورد في إنجيل "القديس لوقا" حيث قال: "إن الروح النجس، إذا خرج من الإِنسان، هام في القفار يطلب الراحة فلا يجدها فيقول: أرجع إلى بيتي الذي منه خرجتُ، فيأتي فيجده مكنوسا مزيَّنا فيذهب ويستصحب سبعة أرواح أخبث منه، فيدخلون ويقيمون فيه".

إن البحث عن العدالة والإنسانية في الولايات المتحدة أمر غير مجدٍ، اذ إن تاريخها لا يسمح بمقاربتهما لا سيما مع العنصرية الكبيرة ضد المواطنين السود، لكن يبدو أن العنصرية الأمريكية متنوعة، وعلى مدار التاريخ، فإن الأمريكيين مارسوا العنصرية ضد العديد من الفئات في مجتمعهم، كالسكان الأصليين "الهنود الحمر" والمسلمين وغيرهم رغم ما أصدرته من قرارات زعمت احترام الآخر ورفض العنصرية.

إن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في العقود الأخيرة لا تنطلق إلا من رغبات للهيمنة الشيطانية، وقد برز ذلك بوقاحة شديدة في استراتيجية الولايات المتحدة الأخيرة، اذ دونت أن "العالم اليوم بحاجةٍ شديدةٍ إلى القيادة الأميركية، ولا تستطيع أميركا أن تخيّب آمال العالم". وهذا بلا شك من بين الأحلام الشيطانية الزائفة، فالعالم ذاهب اليوم الى مسار مناوئ، ويسير الى عالم جديد فيه من العدل ما يدمر أحلام الشياطين الكبار منهم والصغار.

الفاتيكان

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل