نقاط على الحروف
"حوارة" بين "العقبة" و"شرم الشيخ".. هل تتعظ السلطة؟
خليل نصر الله
لا يختلف المراقبون للمشهد الفلسطيني حول الإدارة المتقدمة لفصائل المقاومة، التي تتقن توجيه الرسائل والتعبير عن رفض ما تراه مضرًا بالشعب الفلسطيني وقضيته.
لم تكن عملية "الخضيرة" العام الماضي صدفة، عندما تزامنت مع لقاء النقب، ثمة من وجّه الرسالة بقوة بأن المقاومة خيار لا تراجع عنه.
ترسخت تلك الفكرة مع عملية نابلس، أواخر شباط/فبراير الماضي، عندما خرج مقاوم فلسطيني ليوجه ضربة موجعة في "حوارة" بنابلس، تزامنًا مع اجتماع في الأردن حضرته السلطة ومسؤولون اسرائيليون برعاية أردنية - أميركية، يهدف إلى تهدئة الأوضاع في الضفة، وهو ما رأت فيه فصائل المقاومة تآمرًا على الشعب الفلسطيني ومقاومته.
لم يمر شهر، وكان اجتماع شرم الشيخ المتمم لاجتماع العقبة، من ذات المكان، حوارة، كانت الرسالة. شاب فلسطيني يمتشق سلاحًا مصنعًا محليًا وينقض على سيارة للمستوطنين ويوقع اصابات في صفوفهم، تزامنًا مع اجتماع شرم الشيخ.
ببساطة، هي رسالة واضحة، لا تحتاج الى كثير من التفكير والتحليل، فمن ضرب في حوارة اليوم أراد إيصال ما مفاده:
- المقاومة خيار لا يمكن التراجع عنه.
- خيار المقاومة وتصعيدها ليس مرتبطًا بجوانب اقتصادية، إنما بتحرير الأرض.
- أن ما تبرمه سلطة رام الله وأجهزتها، يمثلها هي، ولا يعني الشعب الفلسطيني، خصوصًا أن تلك السلطة تقبع تحت الاحتلال.
في قراءة مشهد ردود المقاومة الفلسطينية، يتضح أنها باتت في مراحل متقدمة من عملها، سواء بتوجيه الرسائل أو سرعة الرد على جرائم العدو الإسرائيلي، وهو ما يمكن أن يفسر سعي الكيان الإسرائيلي الى إبرام تفاهمات "أمنية" مغلفة مع السلطة لإعادة رفع مستوى التنسيق الأمني بما يحقق مصالح إسرائيلية، ويضر المقاومة المسلحة.
على المقلب الآخر، ثمة أسئلة للسلطة في رام الله حول اندفاعها نحو عقد "تفاهمات" مع الإسرائيليين، مع تنصل "تل أبيب" من كافة "التفاهمات" طوال ثلاثة عقود من الزمن؟ وعلى أي أساس تختصر خيارات الشعب الفلسطيني برؤيتها التي باتت أكثر رفضًا من حانب الفلسطينيين حتى أولئك الذين ينتمون لحركة "فتح"؟ وثمة سؤال هام، لماذا لا توظف السلطة قوة المقاومة وعملياتها في الضفة الغربية المحتلة، أقله لتحرير الضفة وفرض انسحاب الاسرائيليين منها، عوضًا عن تقديم أوراق استسلام متتالية مردها لا يتعدى المنفعة الشخصية؟
إن عمل المقاومة في الضفة آخد بالتصاعد، ومن اتخذ قرار مقاومة الاحتلال، أخذ بعين الاعتبار المخاطر الأمنية، ومنها "خدمات" التنسيق الأمني، وهو بالتالي يعمل في ظل تلك المخاطر.
إن ضربات المقاومة تأخذ أبعادًا عدة، وسرعان ما سيكتشف الإسرائيليون ومن جالسهم في شرم الشيخ، وقبلها في العقبة، أنهم كمن يود الإمساك بالسمك في الماء.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/10/2024
المراسل الحربي لا ينقل "مجرد وجهة نظر"..!
26/10/2024