ابناؤك الاشداء

نقاط على الحروف

ليلة السخرية من "إسرائيل"
16/03/2023

ليلة السخرية من "إسرائيل"

ليلى عماشا

حدثٌ لا مؤشرات جديّة على حدوثه هو في الواقع مؤشّر شديد الوضوح على الفشل الصهيوني على قاعدة "إن كان يكذب مصيبته كبيرة، وإن صدق المصيبة أعظم".
البلبلة التي تلت "السماح بنشر" بعض المعطيات عن حدث أمني والأخذ والردّ في الداخل الصهيوني حول ماهيّة الحدث، حول كيفيّته وحتى حول مصداقيّته كشفت الغطاء عن حجم التصدّع في كيان الاحتلال بكلّ مكوّناته المتداخلة: الجيش بحال تخبّط يشهد عليها ويوثّقها على مدار الساعة الزميل علي شعيب، والبؤر الاستيطانية بحالة عصبية هي أقرب إلى الهستيريا.

ليلة السخرية من "إسرائيل"

الكيان المؤقّت المبني على رمال الوهم يعاني اليوم من هلوسات تضعه في خانة المجانين المحتاجين إلى عزل عاجل، لقدرتهم على إلحاق الضرر بأهلهم ولتحوّلهم إلى محل سخرية واستهزاء كلّ المشاهدين، ولا سيّما أولئك الذين ساهموا بشكل أو بآخر في صناعة مشهد الانهيار النفسي الدّال على قرب زوال "إسرائيل" من الوجود.

ليلة السخرية من "إسرائيل"

بعيدًا عن السيناريو الصهيوني للحدث الأمني المرويّ بركاكة تكذّبه، والذي ارتفعت احتمالية تكذيبه على ما يبدو بالصوت والصورة بعد بيان موقّع باسم "المجلس الثوري لقوات الجليل - الذئاب المنفردة" تحدّث عن كذب الرواية الصهيونية جملة وتفصيلًا ولمّح إلى وجود دليل يوثّق ما جرى، المشهد من ناحية الحدود "اللبنانية" شكّل طيلة ليلة أمس حفل استهزاء بالصهاينة ولعب بأعصابهم، عبر اعتماد تقنية "المقاهرة" بتسليط أضواء "لايزر" من قبل لبنانيين، أضواء "لايزر" تكفّلت بالعبث بآخر ما بقي من أعصاب مستوطني شمال فلسطين، وبشكل خاص مستوطني "المطلّة". فهؤلاء بعد فيلم نتنياهو الذي أراد من خلاله اجتذاب الكاميرات نحو الشمال لمتابعة "حدث أمني" تمكّن وجيشه من التعامل معه، لم يعرفوا طعم النّوم. أراد الغبي طمأنتهم بأنّه سيحسن التصرّف بحال تعرّض شمال فلسطين لأي هجوم أو تسلّل من حزب الله، فإذا به يضيف إلى رعبهم رعبًا بحديث عن شخص تمكّن من الدخول من "نفق" واجتاز مسافة 40 كيلومترًا حاملًا ذخائر وعبوات وفجّر احداها وقفل عائدًا. وفيما ينتظر هؤلاء أن يصدر حزب الله بيانًا حول الحدث المدّعى حدوثه، أو حديث للسيّد نصر الله حول الموضوع ليعرفوا حقيقة ما حدث، إن كان قد حدث، كان الجانب اللبناني يسهر بمرح متفرّجًا على رعبهم، ساخرًا منهم ومحطّمًا ما بقي من رماد معنوياتهم، بهدوء شديد، كالذّبح بالقطنة!

ليلة السخرية من "إسرائيل"

"هزِئنا بالاحتلال" عبارة جاورت زميلتها "هم أوهن من بيت العنكبوت" على منصّات التواصل، ومرّة جديدة، سلّطت الضوء على "الزمن الذي تحوّل!" على يد المقاومة، وجعل "الجيش الذي لا يُقهر" على حدّ توصيف المنبهرين بعتاده وتجهيزه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، إلى جيش أشبه بتجمع لمرضى عقليين موتورين مثقلين بعتادهم وبالرعب الساكن فيهم. فالجيل الذي عاصر الوقوف عند المعابر وشهد على الإجرام الصهيوني يوم قيل "العين لا تقاتل المخرز"، يشهد اليوم على الجبن الصهيوني وانهياره المعنوي حدّ تحوّل كلّ الكيان المؤقّت إلى محلّ سخرية! الأمر بحد ذاته انتصار معنوي حقّقته المقاومة من ضمن سلسلة انتصاراتها، ودليل إضافي على أنّ "الهدف الواضح والمحدّد والدقيق" بات قريب التحقّق، بالمعطيات الواقعية وليس بالأمنيات.

ليلة السخرية من "إسرائيل"

 

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف