نقاط على الحروف
بين النقب والعقبة.. ثمة خضيرة وحوارة: الرسالة وصلت
خليل نصر الله
قرابة العام على "قمة النقب" التي حضرها وزراء خارجية واشنطن ومصر والمغرب والبحرين والإمارات والكيان الاسرائيلي". هناك في منتجع "سديه بوكير" في صحراء النقب، اجتمع هؤلاء على قاعدة تهيئة أرضية لاعلان "إيران ووكلائها العدو المشترك"، حسب بيان ختامي سرعان ما تنصلت منه لاحقا مصر والامارات.
القمة التي سبقتها حملة إعلامية ضخمة، وانعقدت يومي 27 و28 مارس 2022، لاقت ردود فعل منددة خاصة على الساحة الفلسطينية، فصائليًا وشعبيًا، كذلك نددت بها قوى ودول محور المقاومة في المنطقة.
لم ينتظر الفلسطينيون كثيرًا ليوصلوا الرسالة. عشيّة السابع والعشرين من آذار، أي يوم افتتاحها، تحوّلت الأنظار إلى الخضيرة وسط فلسطين المحتلة، حيث همّ شابان فلسطينيان بتنفيذ عملية فدائية، دوّى صداها في أرجاء منتجع "سديه بوكير"، أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيلين وجرح عشرة واستشهاد المنفذين.
في قاعة المؤتمر، لم يكن مستغربًا صدور الإدانة من قبل الحاضرين، لكن الرسالة وصلت سريعًا. ومنذ عام حتى اليوم، إن كان على صعيد المنطقة، أو داخل فلسطين المحتلة، تكفي متابعة مشهد العمليات الفدائية وتطور عمل المقاومة في الضفة الغربية، لفهم الرسالة.
اليوم، في العقبة بالأردن، اجتماع أمني حضره المصريون والأميركيون والأردنيون إلى جانب الإسرائيليين وممثلين عن سلطة رام الله. كان واضحًا أن اللقاء يمهد إلى مؤامرة جديدة، هدفها ضرب المقاومة في الضفة، وترطيب العلاقة بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية، والعمل على تطويع الأخيرة لخدمة أهداف المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة سواء في تتبع المقاومين أو الإسناد في وأد مقاومتهم.
قبل اللقاء، حذرت قوى المقاومة من مشاركة فلسطينية، لكن المتوقع كان حضور ممثلين عن السلطة، الذين لا سلطة لهم على الشباب الفلسطيني ومقاومته، كما تؤكد أوساط عدة.
حضر ممثلو السلطة، ومع بدء اللقاء، أتت الرسالة من حوارة جنوب نابلس، شاب فلسطيني، ينفذ عملية نوعية أسفرت عن مقتل مستوطنين، فيما لاذ هو بالانسحاب الآمن.
الرسالة من العملية كانت واضحة، وهو رفض أي نتائج تصدر عن لقاء العقبة، الذي تنصل الاسرائيليون منه قبل مغادرة وفدهم على أية حال.
لكن ما أرخته تلك العملية هو أكبر من رسالة عادية، إذ تبين من ناحية التوقيت، أي التزامن مع لقاء العقبة، أنها أُعِدّت مسبقًا وكانت مدروسة، وهو ما يعطي علامة للمقاومة على قدرتها على التحكم العملياتي بما تريد، وأن قرار الشعب الفلسطيني بقي في أيدي المقاومين لا من سلكوا طريق أوسلو والتنسيق الأمني.
ما فهم من رسالة النقب 27-3-2022، يفهم من رسالة حوارة 26-2-2023، وهو أن خيار الشعب الفلسطيني على امتداد الأراضي المحتلة هو المقاومة، وأن التسويات بين السلطة و"تل أبيب" لا تعني المقاومة، وأن العمليات سواء الفردية أو المنظمة ستتواصل. والأهم في الرسالة هو أن جدوى المقاومة أفضل بكثير من جدوى الاستسلام، فهل من يعتبر؟
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/10/2024
المراسل الحربي لا ينقل "مجرد وجهة نظر"..!
26/10/2024