معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

الضحك المتدحرج إلى الهاوية
16/02/2023

الضحك المتدحرج إلى الهاوية

لنا العزير

قرأنا في كتب الجغرافيا أنّ لبنان يتمتّع بمناخ معتدل وأربعة فصول، ولكن في التاريخ، فلبنان هذا يمتدّ على مدىَ أكبر بكثير من جغرافيته. يحدّه من الغرب، إتفاقية سايكس بيكو ودستور شارل ديغول، ومن الشرق إتفاق الطائف.

هذه إفتتاحية لا بد منها لكلّ من أراد أن يكتب حرفاً عن هذا البلد المُنبسط لكلّ الزراعات العالمية، والمنفتح بالتالي على كلّ الأبواق والسياسات، ففي طحيننا تدخل السياسة فكيف في الإعلام!

غزت العالم ومع الإنفتاح الكوني على الإعلام التفاعلي، موجة من فنون النقد واختلط حابلها بنابلها، حتّى بتنا نرى الشخصيات الإفتراضية الوافدة من صفحات "فيسبوك" و"تيك توك" و"إنستغرام"، هي الممثل المُشرّف في الإعلام اللبناني التقليدي، بكل ما تحمله معها من تريندات مستوردة دون جمارك فكرية. إلى حدّ باتت لغة التعبير الذاتي تأخذ طابع الحقيقة، وقد يكون لها أثر بفعل التفاعل الشعبي، أكبر من الحقيقة نفسها، وفرضت نفسها كلغة رائجة ونمطية لحالات أو مجتمعات أو فئات.

وفي ظلّ جنوح لبنان، بلد الحريات الناهض من تحت الدمار، إلى الترفيه بشكل كبير طلبًا للحياة، خرجت علينا "الكوميديا السوداء" بأدنى مستوياتها الأدبية. فكانت مزيجًا من التعبير غير المرتكز إلى علم أو فن فعلي، بالإضافة إلى كلّ ما أسلفناه من تأثرات جيوبوليتيكية خاصة بهذا البلد وما تعنيه من أثر فعلي على الخطاب الإعلامي بكل أشكاله حتّى الحفلات الراقصة منه، فضلًا عن عنصر الهبوط بالنص الإعلامي من الحرفة إلى التعبير الفردي، كلّ هذا وضعنا أمام محتوىً كوميدي مُبكي فضلًا عن كونه مُسفّ.

حالة الهبوط هذه ليست حكراً على لبنان، فهي حالة عالمية، إذ بعد أن كانت الكوميديا السوداء تُخطّ بحبكة مارك توين وجورج برنارد شو، باتت الكوميديا الإجتماعية على لحن فيديو GAG . أي الضحك على زلّات الناس وآلامهم. ولبنان كبلد مُستهلك، يجترّ الإعلام العالمي بحلوه ومرّه، وينسخ في برامجه ليس المضمون فقط بل حتّى الديكورات والإضاءة والإسفاف، وبميزة أكبر أن الإختلافات والتنوعّات الموجودة في هذا البلد، إضافة إلى الويلات التي يعيشها على مختلف المستويات لا سيما السياسية والإجتماعية، تمنحه مادّة دسمة لحياكة هذا النوع من الكوميديا.

وفي حين كانت الكوميديا السوداء تهدف إلى إلقاء الضوء على المأساة بهدف إصلاحها أو التحذير منها، أي دور توعوي، فقدت هذه الكوميديا دورها الأساسي، كما فعل الإعلام بشكل عام، وانتقلت إلى دفّة التنميط الإجتماعي، والمترسة الفئوية.

مؤخرًا، باتت هذه البرامج تحتلّ الشاشات جميعًا، فلا تخلو قناة لبنانية من برنامج أو اثنين من هذه العيّنة، وكانت إلى وقتٍ قريب تأخذ طابع الإصطفاف السياسي. فالإعلام اللبناني كما لبنان، فيه منابر متصارعة وإيديولوجيات وانتماءات مختلفة، وذلك لسببين، الأول أن صاحب هذه الوسيلة الإعلامية يحمل توجّهات سياسية معيّنة، والسبب الآخر أن مموّل هذه الوسيلة يشاركه أو يدفعه باتجاه مواقف سياسية محدّدة بوجه وسيلة إعلامية أخرى أو جهة سياسية أخرى.

الضحك المتدحرج إلى الهاوية

ولكن الجديد في الموضوع، أن الإصطفاف الإعلامي الكوميدي بات يحمل طابعًا مذهبيًا وليس سياسيًا، الأمر الذي يعيد إلى أذهاننا صورة المتاريس الإعلامية الطائفية، انما بحلّة كوميدية ربما تكون مقدّمة بزحفها الناعم، إلى مواجهات طائفية تراجيدية بين فئات الشعب الواحد.

تكفي دورة سريعة على البرامج الكوميدية لكي نرى التنميط الفئوي والطائفي غير المسبوق في الإعلام اللبناني، بحلّة كاريكاتيرية تضخيمية للمستخدمة عادة في الخطاب الساخر من العدو. مثلاً، كنا نرى السخرية من الشخصية السياسية الفلانية لاقترانها بالفساد بشكل ما، اليوم تُقدّم بيئة كاملة بشكل ساخر وتنميطي، يُقابله درامياً مُسلسل "الهيبة" ومسلسل.. نادين نجيم.

على المستوى الشخصي ولاعتقادي الراسخ أن الإعلام أداة سلطة إجتماعية وسياسية، لصناعة الرأي وإدارة المجتمعات، فلا يوجد ثورة دون إعلام، ولا يوجد انقلاب دون إعلام، ولا يموت أحد ما لم نُعلم به. فالناس والدول والشعوب، تعيش وتموت في الإعلام أولا، ثم نتلقاها فنحييها فينا أو نُميتها. لذا لا أجد كلمة واحدة في الإعلام بريئة من الالغائية، والكوميديا الناقدة كذلك. وهنا نسأل ما الغاية؟

ما الغاية من تحويل الكوميديا من منبر النقد السلوكي المهني إلى النقد الشخصي الفئوي؟ ما الغاية من تقسيم الضحك إلى متاريس طائفية، فإذا أخرجنا ساخرًا شيعيًا هنا، نُخرج بالمقابل ساخر درزي هناك وسُنّي في مكان آخر؟ وهذا ليس تصنيفي بل هو تصنيف البرنامج نفسه، والشخصية المُنمّطة نفسها التي يُصنع لأجلها فقرة تختصّ بالسخرية من عادات وميزات طائفة ما، أو بيئة ما، ودائماً بما يناسب سياسة المحطّة.

أبو طلال، حسين قاووق، أمل طالب، محمد جعفر، وريما الحج. شخصيات كاريكاترية فئوية بامتياز، تُستخدم كسائر أنواع الفنون التطبيعية، التي يُسقى فيها المُشاهد من خمر التصديق بكلّ شيء ما دام يرافقه إنفعالات غضبية وترفيهية في آن.

وإن كان الجاحظ في كتابه "الحيوان" قد هرب إلى الغابة للسخرية من الحكم، وكذلك فعل البهلول في زمن العباسيين فارّاً إلى الجنون لاستخلاص الحكمة ومواجهة ظلم الخليفة، فإن ما نراه من كوميديا ساخرة اليوم في إعلامنا، تؤجج وتوطّن شريعة الغابة لتُصبح بديلا عن الواقع، وتصنع الجنون المحموم لتفتن الشعب وتحمي الخليفة.

من برنامج عادل كرم إلى برنامج هشام حداد سواء على "ال بي سي" أو "ام تي في" النسخة المكررة، أو برنامج حسين قاووق على "الجديد"، التوزيع المدروس بين القنوات وإن كان يرتكز بمشاركة كوميدية "شيعية" تارة ساخرة من البقاع وتارة من منطقة الجنوب أو الشياح، باختزال واضح لهذه المناطق بصبغة طائفية وباختزال مركب أيضًا لجعل هذه المناطق وهذه الطائفة رموزا تُشبع تماما الصورة النمطية التي كانت مُعتمدة في زمن الإقطاع السياسي، سواء صورة "الطفّار" والثأر، أو صورة الرعاع التابعين.
 
لن يطول الأمر كثيراً في هذا التدحرج، فإن وصوله للقاع بات قريبا جداً وما سيُحدثه إما انفجار في داخل هذه الفئات، أو استسلام تام لهذا التنميط وسيكون ارتطامه انعكاسا لهذا الكاريكاتير في الشارع اللبناني.

"كتير هلقد" برنامج من المُفترض أنه طرح جديد على قناة "MTV" للمقدّم هشام حداد، الذي عمد على مدار فصول من برنامجه السابق على قناة LBC  الى السخرية من قناة المر التي أسماها "كوكب الكواليتي" إلى حدّ أنه أطلق أغنية "كواليتي يا كواليتي" ليسخر من هذه المحطة وسياسة صاحبها المرّ، إلى قبل أسابيع قليلة قبيل انتقاله إلى كوكب الكواليتي مقدّماً لانتقاله هذا صكوك الغفران من خلال بروموشن يصوّر فيه رحلة صعوده فوق القمر للوصول إلى كوكب الكواليتي.

إذا قلنا أن الإعلام أيضا يُشبه التجارة، فإن الصراع بين قناتي "ال بي سي"، والمر قائم منذ عودة الأخيرة إلى الساحة، وما ترافق مع ذلك من خروج رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من السجن وخلافه مع مدير قناة "ال بي سي" بيار الضاهر، وانفتاح قناة المر مع القوات اللبنانية على السياسات السعودية، ومحاولة هذه القناة استقطاب الشارع المسيحي "الكلاس" بينما سعت "ال بي سي" إلى امتلاك الساحة العربية بمُنتج الترفيه. وكان انتقال حدّاد مثالا لهذه التجارة اللبنانية، فالترانزيت من الـOTV  الـ MTV  مرورا بالـ LBC  أي من اليسار إلى اليمين، ترافق مع تصريحات ومواقف له تُشبه تماما سياسة المحطة التي يمكث فيه إلى حين الإنتقال، أي أنه يرتدي ثوب السلطان ويضرب بسوطه وصوته بشكل مبالغ به ويفوق حتّى مقدمات نشرات أخبار هذه المحطات التي باتت عنوانا مُتّسق لسياسة المحطة أكثر من كونه مقدّمة إعلامية حقيقية.

سوى الاستوديو والقناة لم يتغيّر الكثير في برنامجه الجديد، فقد سحب حدّاد معه الفرقة الموسيقية ونديمه في التقديم جاد وفقرته البقاعية الساخرة والنسخة نفسها من حركة البرنامج ولكن بإضافة جديدة وهي الفقرة الجبلية الدرزية.

لم يُضف إلى هذا البرنامج سوى فقرة فئوية تنميطية أخرى، من خلال كوميديان درزية، وهذا لاصرار هذه المحطات على السخرية من فئة أو طائفة بلسان ابنها، حرصًا على توكيد الطرح بمصداقية" شهد شاهد من أهله"، أي لا يُمكن لأحد أن يتهمهم بإهانة الطائفة بحجة أن من يقوم بتقديم الفقرة هو ابن الطائفة نفسها وهو حر في انتقاد بيئته. الأمر نفسه مع الجميع، بمعنى آخر هم يفتحون المجال لأفراد منظومة "الكاره لنفسه" لرشق طوائفهم ومناطقهم بهذا الكره ممزوجاً بابتسامة.

الضحك المتدحرج إلى الهاوية

وهذا لا يشبه النقد الفكري أو الطائفي، بل هو أقرب للفكر العنصري والكراهية الإلغائية ولكن بالبناء على الذات والبيئة المحيطة من خلال الإستخفاف والتوهين لكل من ينتمي لهذه الفئة، هذا من جهة ومن جهة مقابلة، يحث العصبية الفئوية لاستشعار الخطر الفئوي سواء طائفي أو مناطقي، بحيث يهيئ أرضية الإستنفار بوجه أي آخر، وهذا نتيجة استشعار الفئة التي يتم السخرية منها، أنها مُستهدفة.

يقول فرانس فانون:" كراهية الذات ينتج عنها مع الوقت كراهية الآخر، فالأشخاص الذين ينظرون لأنفسهم بدونية وعدم ثقة لا يستطيعون بطبيعة الحال أن يحبوا الآخرين، بناء على مبدأ فاقد الشيء لا يعطيه، فيلجأون -كنوع من الانتقام- إلى محاولة نقل ما يوجد في كينونتهم إلى العالم الخارجي وتصدير كراهيتهم للآخرين، وهنا تبدأ سلوكات الخيانة والاحتقار والنقد اللاذع والكراهية المفرطة والحسد وما إلى ذلك من سلوكيات عدائية مختلفة ومتفاوتة الضرر كرد فعل نفسي على معاناة الفرد داخليا".

هذا النفس انتشر سابقًا بشكل مناطقي في زمن الإقطاع السياسي الذي سبق الحرب الأهلية، ولا سيما بين منطقتي البقاع والجنوب، وهذا لتحقيق فصل تام بين مناطق التحكم الإقطاعي. كما انتشر ايضًا في مناطق أخرى، كرّست من شخصية أبو عبد البيروتي الشبيح والـ"زكِرت" وصاحب النكات الخارجة فضلًا عن الشطحات الكاذبة. و"الأرمني" البخيل والتائه.

أما التركيز بهذا الشكل من النقد على مناطق محددة فهو بسبب النظرة الإستعمارية الفرنكوفونية في لبنان إلى بقية الشعب اللبناني، سواء لكونهم أقلية أو لكونهم أرياف نائية لم يلامسوا المدنية إلا مؤخرا مع زوال الإقطاع السياسي في هذا البلد الذي صُنع بأيدي الإستعمار فرنكوفونيا كوسيط بين الشرق والغرب.

لذلك كانت إستضافة أريج الحج الجبلية الدرزية لترشق هذه المنطقة بالمنطق نفسه، ولكون أمل طالب البقاعية الشيعية قد استنفذت في برنامج حداد السابق كلّ ما يمكنها أن تفدّمه من لوحات ساخرة، وأخذت باجترار نفسها، ولكن لضرورة البقاء على المنظومة كان لا بد من الإبقاء على طالب البقاعية الشيعية، لا سيما مع انفتاح جميع الدول وعلى رأسهم السفير السعودي على منطقة البقاع بخطاب إنقلابي للبيئة على نفسها.

هذه الشخصيات أعطت نمطاً حتمياً لهذه المجتمعات ولكن بصيغة الأقليات أو المناطق، المُستجد اليوم هو الطائفة فضلا عن المنطقة.

الأمر نفسه وبقوة نجده في برنامج "تعا قلّو بيزعل" مع الكوميديان حسين قاووق الذي سطع نجمه بشخصية الشيعي التابع والمتخلّف عن مواكبة التطوّر الموجود في البلد، والذي يعاني مسألة الخوف من الإعتراض على زعيم الطائفة. مما لا شك فيه أن شخصية قاووق فيها أداء كوميدي خفيف الظل، بغض النظر عن المضمون، وذلك بعكس المخرج محمد الدايخ الذي لم يتقبّله أحد حتّى من المؤيدين والمتابعين لبرنامج قاووق سابقا. هذا البرنامج بطلّته الأولى لا يمكن أن تراه سوى محاولة من الدايخ إبراز نفسه كمدرّس لقاووق في محاولة جدا واضحة لمشاركة قاووق نجاحه أمام الشاشة، أو للإشارة الى أنه هو من علّمه هذه اللهجة التي كانت سبب نجاحه. بمعنى آخر، الصيغة التي تمّ تقديم البرنامج من خلالها، بالدرجة الأولى هي منافسة داخلية بين أعضاء الفريق نفسه.

أما مسألة وضع أفراد من طوائف متعدّدة لتعليمهم ما أسموه "اللغة الشيعية"، فلا أعلم أي وزير إعلام أو لجنة إعلامية مرّت بهذا البرنامج ووجدته "لا يؤثر على الأمن القومي ولا يزدري أبناء الطوائف ولا يؤجج الفتن والطائفية" كما هو منصوص في مبادئ الأخلاق الإعلامية من قانون الإعلام والإتصال؟

حرفياً لا يمكن كتابة نقد لهذا البرنامج بقدر ما يمكن أن يكون تعبيراً عن الخيبة بكل المقاييس. حتى وإن أردنا أن ننتقده على مستوى العمل الفني فهو فارغ تماما من أي مضمون إلا من العزف على الوتر الطائفي فقط للعزف، وهو يفتقد لأقل مقومات الكوميديا حتّى أن اللهجة التي يتمّ تعليمها من قبل هذا الدخيل اللزج الدايخ، قد تكون لهجة منطقة محددة عبّر عنها سابقا قاووق في فيديوهاته، إلا أنها ليست لهجة طائفة تمتد على مختلف المناطق اللبنانية المتعدّد اللهجات. فضلاً عن كون اللهجة في لبنان ترتبط بالمنطقة وليس بالطائفة إذ نقول لهجة بقاعية أو جنوبية أو شمالية وهكذا... وذلك بما في البقاع من مسلم ومسيحي وسواه، ربما الطائفة الدرزية قد تمتاز بلهجتها لكونها نفسها تتلازم طائفيا ومناطقيا وتتميز بحرف القاف في لهجتها وذلك ليس في لبنان فقط. فلما تنميط طائفة كاملة بلهجة واحدة والأصرار على فصل هذه الطائفة عن بقية الطوائف، من خلال استحضار مجموعة من الشباب والفتيات من طوائف مختلفة للتأكيد عن انفصال هذه الطائفة عن بقية الطوائف وحتى انفصال بقية الطوائف عن فيما بينها؟ واعتماد مصطلح لغة عادة تُقال عن شعب محدّد ودولة محددة، وذلك للتأكيد أكثر على فصل هذه الفئة عن سواها في بلد واحد يتشارك شعبه اللغة نفسها مع محيطه العربي الواحد ولكن بلهجات مختلفة. إلا أنه لم يستخدم مصطلح "لهجة" بل "لغة" وهذا في الإعلام لا يسقط سهواً.

أما الأكثر غرابة فكانت استضافة شخصية إعلامية من المُفترض أنه من المنادين بالعلمانية وإستبعاد لغة الطوائف وهذا ما كان يتحدث عنه في برنامجه الإنتخابي أثناء ترشحه في الدورة الإنتخابية الأخيرة، جاد غصن.

لم يكن في هذه الإستضافة جملة واحدة مكتملة لغصن سوى الحديث عن الألبسة الداخلية التي يبيعها والده، ربما كانت الأكثر موازاة بالقيمة مع مضمون هذه الحلقة.

أما من حيث المضمون، فلو سألت أي شخص عن مضمون الحلقة الأولى من هذا البرنامج لما وجدت شيئاً يُشبه برامج الكوميديا البيضاء أو السوداء سوى أصوات الضحك الموضوعة في خلفية التصوير، ويُمكن اختزال هذا البرنامج أنه بغايتين، الأولى للممثلين، وهي محاولة من القاووق بالإستمرار بالشخصية الوحيدة التي حققت له المشاهدة، ومن جهة ثانية، محاولة الدايخ سحب البساط من تحت أقدام القاووق، أو مشاركته "النجاح". والغاية الثانية هي للوسيلة الإعلامية التي تقف خلفها سياسة واحدة منتشرة على باقي المحطات أيضا، وهي التنميط والفصل الطائفي والمناطقي الذي يُعتمد عادة لكسر الروابط الإجتماعية وتأجيج الإنقسامات للتمكن من إحكام السيطرة على هذه المجتمعات بغية التمكن من إدارة الصراعات.

وإن نزّهنا بسذاجة البراءة كل هذا العمل من السياسات المُبرمجة، فإنها على المستوى الإعلامي والكوميدي لا تقارب أدنى حد مهني يُمكن أن يُنسب إلى الأعمال الإعلامية، وبذلك خطورة كبيرة تضرب مجددا المستوى الإعلامي وهذه المهنة التي تُعتبر صانعة الوعي الإجتماعي والرقي الثقافي لدى المجتمعات.

الإعلامالإعلام والاتصال

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة