نقاط على الحروف
صراع القضاء يفضح الافتراء
د. زكريا حمودان
المضحك المبكي هو القضاء المتهالك أمام واحدة من أكبر جرائم العصر. إنه القضاء اللبناني الذي بات أضحوكة أمام الواقع، فالحدث المتمثل بانفجار مرفأ بيروت كبير جدًا، لكن الاستغلال الذي رافق الحدث يفرض علينا التوقف عند هذا الحد من النفاق السياسي والقضائي والأخلاقي لدى فئة كبيرة من اللبنانيين، ومن بين الذين يتم استغلالهم بعض الأهالي ممن فقدوا أبناءهم أو أقرباءهم في الانفجار.
الفساد السياسي في هذا الملف
أن تدخل لعبة السياسة والبروباغندا السياسية هذا أمر بديهي، لكن أن ترفع شعارات معادية لحزب الله تحت لواء انفجار مرفأ بيروت، وتحت مسميات الاحتلال الايراني، أو ضمن مشروع السلام في المنطقة عبر تطويع لبنان، فهذا يعني أن الفساد السياسي بات يهدد لبنان برمته، خاصة عندما تذهب كامل الأخلاق السياسية في مهب الرياح.
الفساد السياسي أخطر بكثير على البلد من الفساد المالي، فكيف اذا كان في القضاء!!!
سارق المال معروف، أما سارق أحلام الباحثين عن أسباب تتعلق بجرم كجرم انفجار المرفأ فهذا فاسد سياسيًا وبمستوى عالي. فلقد تم توجيه الرأي العام لأشهر تجاه حزب الله وحلفاء حزب الله في السياسة تحت عناوين عدة فيها من الافتراء ما لا تُصدقه نفس بشرية، حتى أن بعض من صنع كذبة أن النيترات تعود لحزب الله، عندما عرف الحقيقة رفض تصديقها لأنها تفضح كذبه المتواتر دون توقف ولا تخدم فساده السياسي.
أما ما يحصل بين القاضي طارق البيطار والمدعي العام التمييزي غسان عويدات اليوم فهو نتيجة لمسار تحقيقات مرفأ بيروت الحقيقية والتي صبت في السياسة، ولتوقيفات واستدعاءات طالت جهات متعددة لأهداف سياسية لا قضائية، ما لبثت أن انفجرت في وجه القضاء المنقسم على نفسه، فأتت النتيجة انهاء مرحلة القاضي بيطار السياسية.
الفساد القضائي في هذا الملف
من أهم ما قد يريح أهالي الشهداء والجرحى منذ وقوع انفجار مرفأ بيروت هو اخبارهم كيف حصل انفجار المرفأ بالتفصيل، قبل التوجه الى ما هو أبعد من ذلك في مسار رفع العناوين السياسية.
ما لم يستطع القيام به القاضي بيطار صراحة وخلفه القضاء الخارجي والسفارات التي لها أيادي متلونة وغير بيضاء في ذلك، يدحض كل الافتراءات القضائية والتي ادت مؤخرًا الى الاستدعاءات الشهيرة. وهنا ينقسم الملف القضائي الى قسمين:
١- القاضي بيطار لم يؤمن بنتيجة التحقيق التقني والفني بحيث لم يصارح اللبنانيين ولا أهالي الشهداء بما حصل، لأنه لا يراه مناسبًا لمشروعه السياسي كما يبدو.
٢- القاضي عويدات قام بكف يد القاضي بيطار بعدما وصلت افتراءات الأخير إلى القاضي عويدات واستدعاه الى التحقيق، وبالتالي حصلت عملية اخلاء سبيل الموقوفين.
هنا نسأل:
١- من يتحمل ظلم الموقوفين في تحقيق المرفأ والذين تم اخراجهم مؤخرًا عبر القاضي عويدات بعد سنوات من التوقيف دون محاكمة؟
٢- من يحاسب القاضي البيطار على محاولاته التي كادت أن تودي بالبلد الى الهاوية، سواء أحاديثه الداخلية التي تسرب عدد منها، أو تصفية الحسابات التي خاضها كالاستدعاءات الاستفزازية والحملات المعيبة بحق شخصيات وطنية؟
ما قام به القاضي بيطار يشير بوضوح الى أن الحرب التي كان يشنها القضاء المُسَير، أتت في اطار الافتراء المقصود كجزء من مخططات الحصار الذي يفرضه الغرب وأميركا على المقاومة. أما ردة فعل القاضي عويدات فهي كذلك تؤكد أن القاضيان يعلمان أن التوقيفات جائرة والاستدعاءات جائرة، وبين قضاءٍ فاسد وقضاءٍ جائر، نُسقِط اليوم حملة جديدة من حملات الافتراء التي تستهدف المقاومة.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024