نقاط على الحروف
"النهار" وغلمان ابن سلمان: "لا نسمع لا نفقه لا نرى"
كما جرت العادة، تعرّض خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى الثلاثين لانطلاقة المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، الى التشويش والتزوير والتقويل. وهي عادة واظب عليها الاعلام السعودي خصوصا والخليجي عامة، بدعم من الذباب الالكتروني لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو ذباب يتمدد من الرياض الى لبنان وحيث يصل الدولار الأميركي.
هذه المرّة، كانت صحيفة "النهار" اللبنانية بموقعها الالكتروني شريكًا أساسيًا في عملية الكذب والتزوير. ورغم أننا في زمن تظهر فيه الحقيقة واضحة وجليّة لمن يبحث عنها، لا سيّما أن خطاب السيد نصر الله يبث مباشرة على الهواء ثم ينشر من قبل اعلام حزب الله موثقًا بالكلمة والصورة والفيديو، الا أننا في زمن ذباب ابن سلمان من اعلام وناشطين، نجد ضرورة للتبيين.
في سياق الحديث عن اهداف أميركا في المنطقة بمنع أي دولة عربية من أن تكون قويّة ومقتدرة حتى تبقى "اسرائيل" الأقوى، وفي اطار الرد على الشبهات القائلة بأن تنفيذ لبنان للأجندة الأميركية ينقذه من الانهيار الاقتصادي، استشهد السيد نصر الله بالنموذج المصري، حيث نفّذت مصر كل الأجندة الأميركية والسعودية ومع ذلك تم اغراقها بالديون ووضعها الاقتصادي منهار ولا تتم مساعدتها لا من السعودية ولا من غيرها، وقال: "أدعوكم الى مراقبة موضوع مصر أول دولة أقامت سلامًا مع العدو الإسرائيلي وملتزمة بمعاهدة كامب ديفيد التزامًا دقيقًا، ومع الأميركان الى ما شاء الله، ولديها أفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج، وماشية مع صندوق النقد الدولي، وين صارت مصر؟ هلق شو وضع مصر؟ هل لبنان أهم لأميركا من مصر؟ هل لبنان أهم لأوروبا من مصر؟ هل لبنان أهم للسعودية من مصر؟ هل لبنان أهم للخليج من مصر؟ ماذا ينقص دول الخليج انو تجي 100 مليار 200 مليار 300 مليار، يحسبوا حالن عم يلعبوا فطبول، وتستنهض، في دولة عربية على حافة الانهيار، هلق من سوء حظنا أن بمصر رغم ان هناك لاعبين كبار ودوليين لكن ما عنا لا رونالدو ولا ميسي.. هذا نموذج ما في داعي لنشرح فيه أكثر".
مقصد السيد نصر الله مما قاله واضح وبيّن لكل ذي عقل وادراك، أما بالنسبة لمحرري موقع "النهار" وغلمان ابن سلمان، فيبدو أنه لن يكون واضحًا في يوم من الايام طالما أن الدولار الأميركي يعمي أعينهم ويصمّ آذانهم، فكتبت صحيفة "النهار" مجارية "العربية": "مقصد نصرالله واضح بطبيعة الحال، وإن كنّا لا نعثر على الجمل الواردة في مقطع الفيديو ضمن متن الكلمة المفرغة لحديثه الذي وزعته "العلاقات الإعلامية" في الحزب. مقطع الفيديو المجتزأ ومهما اجتزئ، فمفاده هو مطالبة نصر الله دولا خليجية بالانفاق على لبنان ومدّه بالمساعدة بعيداً من المسائل السياسية، وبعيداً من الهيمنة الايرانية الكبيرة على مفاصل أساسية فيه. نصر الله يطلب مساعدة خليجية غير مشروطة".
وأرفقت "النهار" النص المحرّف بمقطع فيديو مقتطع يبدأ من جملة "هل لبنان أهم للسعودية من مصر؟.. ماذا ينقص دول الخليج..؟ هناك دولة عربية على حافة الانهيار.." حتى يظهر للمشاهد وكأن الحديث عن استنهاض يدور حول لبنان بينما كما هو واضح في خطاب الامين العام فالحديث يدور عن مصر التي سارت بالأجندة الأميركية - السعودية. الأسوأ من كل ما سبق هو الجملة التالية التي نقلها موقع "النهار" عن خطاب الأمين العام والتي تتضمن عكس ما قاله تمامًا: "سأل نصرالله أيضاً عن سبب مساعدة دول الخليج مصر وعدم مساعدتها لبنان"!
حين يفقد الاعلام أدنى معايير الأخلاق المهنية التي تلزمه بالبحث والتدقيق في المعلومة، فإنه يرسب في ميزان المصداقية، والمصداقية رأس مال الإعلام، و"النهار" بلا رأس مال مهني..
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/10/2024
المراسل الحربي لا ينقل "مجرد وجهة نظر"..!
26/10/2024