نقاط على الحروف
"مرصد" "النّهار" لمراقبة حال المرأة.. الأمركة في الدعاية والتسويق
ليلى عماشا
نادرًا ما يتعثّر القارئ بمقال رأي حول المرأة من دون أن يكتشف بين سطوره الكثير من المغالطات المدسوسة عمدًا والمفاهيم المشوّهة والمعلومات التي تفتقر إلى المصداقية والموضوعية ولا يظهر لها سند أو مصدر موثوق.
لا يشذّ مقال منى فياض في 'النّهار"، "المرأة الإيرانية قامت بثورتها، ماذا عن المرأة العربية؟" عن هذه القاعدة المؤسفة، بل يكرّسها ويؤكّدها عبر تفخيخ العنوان ذي الظاهر النسويّ المحايد بتباكٍ دونيّ على حال المرأة العربية وبإعجاب بالأحداث التخريبية في إيران عبر تصويرها وكأنّها ثورة نساء مقموعات.
مفهوم أن تختار فيّاض هذا المنظار في توصيفها لمشهد تريد له أن يتمحور حول المرأة لتسهيل تمرير بعض المفاهيم الموزّعة على سائر الإعلام المتأمرك الذي يعمل وفق ما يراه الأميركيون وما يريدون أن يُكرّر ويعاد ويُتداول ويُتناقل حتى يصبح مصداق منهجية تكرار الأكاذيب يدفع الناس إلى التعاطي معها كحقائق، ناهيك عن الدونية المستدامة في كلّ مرّة تُذكر فيها المرأة العربية.
إذًا، تبدأ فياض مقالها بنبرة متسائلة محزونة: ماذا عن المرأة العربية؟ ليست بخير، ومقارنة حالها بحال المرأة الإيرانية مؤلمة بلا شك، ولكن ليس بحسب معايير فياض ومن تُستكتب لمصالحهم العابرة للحدود العربية والإيرانية والمشرقية. فمن منظور موضوعي، وبعيدًا عن لا علمية التعاطي مع دور المرأة في أي مجتمع وكأنّها فئة منفصلة عن سائر المكوّنات الأخرى:
تحتلّ المرأة الإيرانية مركزًا مرموقًا في حقل العمل العام وفي كافة ميادين الحياة في بلادها. وهي متحرّرة من قيد "النموذج التحرّري" بشكله الغربي الخاضع لمعايير التسليع والانتهاك الإنساني والأخلاقي تحت عنوان حريّة المرأة، ومتحرّرة أيضًا من قيد "النموذج السعودي" الذي ينتهك أبسط حقوقها كإنسان وكمواطن، والذي شهد بعض التقدّم الشّكلي في الآونة الأخيرة فأثار اعجاب فياض ومثيلاتها، كالسماح للمرأة بقيادة السيارة مثلًا، علمًا أنّ هذا التقدّم ارتبط بإباحة الكثير ممّا يتعارض مع فكرة النموذج الإسلامي للمرأة بل ومما يتعارض مع النموذج الإنساني الحامل للقيم. كذلك تناست فياض في خضمّ تملّقها للنموذج السعودي المهجّن والمستحدث، طبيعة النظام الذي تعتبره كان "متهمًا" بتصدير الوهابية وتشهد له بالانفتاح والوعي لدور "طاقات الشابات والشبان" عبر السماح لهم بالرقص وبالمجون.
يصرّ الناطقون باسم ما تريده أميركا على التسويق للدعاية التي تفيد السياسات الأميركية بشكل مباشر، حتى في المواضيع التي باتت مكشوفة عالميًا ومنها ما سُوّق له على أنّه ثورة تخوضها المرأة الإيرانية وهو في الواقع أعمال تخريبية منظمة يقودها مجنّدون أميركيون ضدّ نظام بلادهم.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024