ابناؤك الاشداء

نقاط على الحروف

بريد ٌإسرائيلي بـ"العربية"
13/12/2022

بريد ٌإسرائيلي بـ"العربية"

محمد باقر ياسين

تواصل قناة "العربية" ممارسة هوايتها المفضلة المتمثلة بالفبركة، ولها باعٌ طويلٌ في هذا المجال، إلى حد أننا لو أردنا إحصاء ما قامت بفبركته فلا يتسع المقام للحديث عنه، ولن تكون آخر فبركاتها ما ادعته من أن "شركة طيران "معراج" الإيرانية تنقل أسلحة لحزب الله على متن رحلاتها عبر مطار بيروت". ومن هنا، هل أصبحت قناة "العربية" صندوق بريد إسرائيليًّا؟

قبل أن ندخل في الإجابة عن تساؤلنا، لا بد من التوقف بعجالة عند التحريض المتواصل والمستمر منذ سنوات لـ"العربية" ضد حزب الله عبر بثها الأخبار المفبركة، بغية تشويه صورة الحزب المقاوم. فتارةً تزعم أن "إيطاليا ضبطت شحنة مخدرات بمليار دولار تابعة لحزب الله"، في وقت أعلنت "الشرطة الإيطالية عن ضبط 14 طناً من أقراص الكبتاغون أنتجها تنظيم داعش في سوريا". وتارةً أخرى تدّعي "مقتل أحد الأفراد التابعين لحزب الله، على الحدود السورية الأردنية، في عملية نوعية للجيش الأردني أدت إلى مقتل 4 مهربين مخدرات". ليرد حزب الله ببيانٍ أصدرته العلاقات الإعلامية "دانت فيه خبر "العربية"، متهماً إياها بصناعة الأكاذيب، وفبركة ‏الاتهامات الباطلة، والزج باسم حزب الله في صناعة المخدّرات والإتجار بها ‏والترويج لها، بهدف الإساءة الى الحزب وتشويه صورة حركات المقاومة ‏وخدشها أمام الرأي العام".

ولم تتوقف القناة عند هذا الحد بل تعدته إلى أن تصبح مفبركة للأخبار التي تعرض أمن لبنان وسلامة أراضيه للخطر، ففي الأسبوع المنصرم ادعت القناة بتقريرٍ موسع زعمت خلاله بأن " حزب الله قام بنقل صواريخ كيميائية من سوريا إلى لبنان"، وهذا ما بنى عليه الإعلام "العبري"، فاعتبر موقع "Israel-Alma" أن قناة "العربية" تعتمد "مصادر معلومات ذات مصداقية غامضة، ومن المعروف أيضًا أنّ السلطات السعودية تستخدم الحدث لتسريب معلومات من أجل خلق تأثير"، واستبعدت المصادر المزعومة أن "يستخدم حزب الله هذه الأسلحة ضدّ أهداف عسكرية أو مدنيين داخل حدود دولة إسرائيل، لأنه يدرك أن ذلك سوف يتسبّب بأضرار بليغة لا يمكن إصلاح تبعاتها على لبنان وحزب الله" حسب ادعائها.

بريد ٌإسرائيلي بـ"العربية"

ومنذ أيام فبركت "العربية" خبرًا جديدًا مفاده أن "شركة طيران "معراج" الإيرانية، تنقل أسلحة ومعدات حساسة لحزب الله"، مشيرة إلى أن "استغلال مطار بيروت في نقل أسلحة إيرانية للبنان سيضر الاقتصاد اللبناني"، وبنفس الوقت تنقل القناة تهديد العدو "بشن ضربات على مطار بيروت لإحباط توصيل شحنات الأسلحة على غرار ما فعلته من قبل في دمشق".

وللمفارقة في الخبرين المفبركين أعلاه، "نقل الأسلحة الكيميائية إلى لبنان" و "استخدام مطار بيروت لنقل الأسلحة"، قام العدو الإسرائيلي بتسريبهما للقناة وهذا ما نجده في فلتات الإعلام "العبري"، كاعتبار موقع "Israel-Alma" أن قناة "العربية" تعتمد على "مصادر معلومات ذات مصداقية غامضة"، وحديث ما يسمى "مصادر إسرائيلية" بأنها "كانت على علم بما بثّته" قناة "العربية".

خلاصة القول، تحولت قناة "العربية" إلى صندوق بريد "إسرائيلي"، يزودها العدو بالمعلومات، فتقوم القناة بفبركتها ونشرها لإيصال الرسالة، وبعدها يلجأ العدو إلى استثمار الخبر والتهديد والوعيد، بأمورٍ هو أعجز عن القيام بها.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف