معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

واحد من شهداء الغدر السبعة.. محمد السيد: جريح القصير وشهيد كمين الطيونة
15/10/2022

واحد من شهداء الغدر السبعة.. محمد السيد: جريح القصير وشهيد كمين الطيونة

هدى رحمة

هو جريح معركة القصير المفصلية، كان واحداً من أبطالها، أصيب خلالها في قدمه. حينها ذهب إلى عدوه متسلحاً بإيمانه ومعتنقاً سلاحه، هو الذي هبّ للدفاع عن مقدساته، وعرضه وأرضه، وهكذا كان. بجرحه وعرَقه دافع، فكان جزءاً من النصر الذي حصدته الأمة، حصده المؤيد والمشجع والصديق والحليف، وكذلك المهاجم والمعارض والحاقد. شارك في العديد من المواجهات البطولية في سوريا مثل معارك حلب، وفي لبنان في السلسلة الشرقية. كان هذا بعد أن خضع لعدد من الدورات العسكرية. فهو الذي كان يتهيأ ويتعبأ للجهاد في سبيل الله، للمقاومة والدفاع عن الحق.

وللدفاع عن الحق، خرج من منزله مواطناً مشاركاً في المظاهرة السلمية ضد تسييس القضاء اللبناني، ضد التدخل الأمريكي الظاهر والواضح في القضاء. هذا كان العنوان، ولهذا العنوان توجه، فكان هذا العنوان السلميّ المحق سبباً لشهادته.

هو تمناها، تمنى الشهادة، هو من كان يلطم مع هيئة الروضتين بكل ما أوتي من نفَسٍ حسيني ونبضٍ كربلائي. تمناها ودعا لها في ختام المجالس الحسينية، في صلاته، في لحظات خشوعه، هو رفيق الشهداء. رغِب بها على الجبهة، وجهاً لوجه مقابل عدوه، وبيده سلاحه الذي يدافع به عن حقه، عن مقدساته وعرضه وأرضه، وكان حينها مستعداً أن يقاتل ويقاوم حتى آخر رصاصة.

لكن ما تلقاه كان رصاصتين، تجمَّع فيهما كل غدر ولؤم وحقد، من سلاح أم 16 الذي كان بيد من لا يفقه ثقافة السلاح. قالها سماحة السيد موسى الصدر "السلاح زينة الرجال". لكن هذا السلاح تشبّه بمن حمله، ظالم وغادر ولئيم وحاقد وعابث وأعمى وجبان. اخترقت تلك الرصاصتان المصوبتان من على السطح، رأس ورقبة محمد.

هو "محمد حسن السيد"، ابن الشياح البار، الخدوم لكل الناس، ملبي حوائج من يقصده ولو على حساب نفسه، كاد على عياله. تزوج وسكن أيضاً في الشياح. هو أب لـ "راما" ابنة الخمس سنوات، و"حسن" ابن الأربع سنوات، ورثا منه لون السماء في عينيه، وهو الذي أغدقه عليهما من حنانه ودلاله. وهو مدلل أمه، وسند أبيه، حيث كان يقف في شهر رمضان مع أبيه في محله محل العصير في الشياح ليساعده. لم تكن تفارق البسمة محياه، وهو العفيف الغيور الذي لا يقبل الخلل بأي منهما.

هكذا كان محمد بين أهله وجيرانه وناسه، أما في الميدان فهو الأسد. هو "علي الرضا" (اسمه الجهادي)، ذو البأس الشديد. لكن مكان شهادته كان قريباً من أهله وناسه، سقط شهيداً في كمين مجزرة الطيونة. كان لمحمد عبارة شهيرة يذكرها كل من عرفه، وهو يبدأ سلامه بها "الله معو". والآن يا محمد، "الله معك"، وهو العادل المنتقم الجبار.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل