نقاط على الحروف
"بحرنا يمتد الى غزة".. قطعٌ لساعد "اسرائيل"
عبير بسّام
بعد عدة سنوات من الأخذ والرد، وبحسب ما أعلن البارحة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، فقد تم التوصل إلى تعيين الحدود البحرية الجنوبية للبنان. هذا التعيين له مفاعيل كثيرة على مختلف المستويات، وقد اختصرها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بكلمات بسيطة ولكنها تضرب في الصميم حين قال: "هناك من يحمّلنا مسؤولية الخطوط ونحن لا علاقة لنا بخطوط! واذا بتسألني بحرنا وين؟ بقلك: بحرنا يمتد الى غزة ونحن والشعب الفلسطيني مش قاسمين".
ومن المفترض، أن لا نكون في لبنان "قاسمين" مع الأخوة العرب في سوريا وفلسطين، وقد اتضح أن حرية بلادنا وحريتنا وعقيدتنا هي التي على المحك. إن صمود هذا المثلث وبتثبيت نهايات الأضلاع فيه بقوة هو المطلوب. وبصراحة لا يهم أيّا كان نوع المثلث: قائم الزاوية أو متساوي الأضلاع أو متساوي الساقين. لأن ما ينتظرنا جميعاً أمران وهما إما الصمود والإنتصار وإما تنفيذ ما جاء في النشيد الرسمي للكيان الغاصب. نشيد يتوق فيه نحو الشرق، ويريد فيه أن يرتعد كل سكان مصر وكنعان وبابل وأن يغرز الرماح في صدورهم ويرى دمهم مراقاً على الأرض ورؤوسهم مقطوعة، لأنه هو "شعب الله المختار". عندما ينشد الصهاينة هذا النشيد في كل يوم، فمن الطبيعي أن يتحضر المقاومون للمعركة، وأن يشكرهم السيد مبكراً على ما قاموا به من تجهيزات لأي اشتباك مع الإسرائيلي، فيما إذ اختارها حرباً، فالسيد يصوب نحو البعيد. وصوّب إلى أبعد من البعيد، عندما أرسل الرسالة للمقاومين والحاضرين وغير الحاضرين، اذ قال: "أنا أريد أن أستعجل شكر هؤلاء الإخوة الذين أقول لهم أنتم أيضاً ستبقون على جهوزيتكم، على إجراءاتكم، على تدابيركم، على يقظتكم، لن يتغير شيء إلى أن نرى بأم العين أن التفاهم قد وُقّع وبعد التفاهم يوم آخر".
نعم بعد تعيين الحدود يوم آخر! لأن "الإسرائيلي" المجروح، يشبه في عقليته التي وصفها نشيده، المريض الذي لا يأمن جانبه أبداً، ولو استطاع لكشر عن أنيابه وهجم. والإسرائيلي الذي بات أبتراً في المياه اللبنانية، فقد بأت أبتراً حتى الفرات، وبالتالي فإن "إسرائيل" لن تكون أبداً من الفرات إلى النيل. وإذ ما اختار الكيان المارق الذهاب نحو الحرب كي يتفلت من توقيع الإتفاق، الذي سيبتر إحدى ساعديه، وليس كفه فقط، فهو يسعى نحو نهايته المحتومة. استخراج الغاز، لن يكون فقط مصدر دخل وطني معتمد بالنسبة للبنان فقط، بل هو كسر لحصار ما تحت الطاولة، الذي ابتدأت الولايات المتحدة تنفيذه منذ تحركات 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وبالتالي فهو بالتأكيد كسر لحصار أهل المقاومة.
منذ زمن بات العدو على قناعة أن لبنان لم يعد بلداً ضعيفاً تحتله فرقة موسيقة، مع العلم أن لبنان بتاريخه المقاوم ومنذ 1948، أي منذ قيام الكيان لم يكن يوماً بلداً ضعيفًا، بل كانت تحكمه حكومات ضعيفة تآمرت على لبنان منذ اتفاق الهدنة 1949 وحتى اتفاق 17 أيار/ مايو1983 المشؤوم. وهذا الكلام يعرفه القاصي والداني، ولكن اليوم يترافق مع هذه المعرفة مقتلان للكيان، الأول عملية "سيف القدس"، والثاني هو "وحدة الساحات". أضف إلى ذلك تصاعد العمليات المقاومة في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة. ومن المفيد هنا أن نعيد التأكيد على أهمية الضفة الغربية بالنسبة للكيان الغاصب، فبدون الضفة، أو ما يسميه الكيان بـ "يهودا والسامرة"، لا أساس حقيقي لوجود الكيان. فأسطورة مملكة سليمان تبدأ من "يهودا والسامرة".
وبما أنه بعد تعيين الحدود يوم آخر! وهو مبني على أساس المصلحة الوطنية أساساً وبمنهجية لا يستطيع الكيان معها أن يبني أساساً لوجوده بناءً على تسيير عمليات التطبيع أو "الإستسلام" من بلد عربي إلى بلد عربي آخر، بات هناك حدود ممنوع تجاوزها وخيارات أخرى أسس لها التعيين في تحصيل الحقوق دون الإعتراف بالكيان، ليس في البحر فقط، بل على اليابسة وفي الجبل والهضبة، وقد يمتد ذلك ليقلب الطاولة، على الأقل، في وادي عربة. لأنه عندما يمتد بحرنا ليصل إلى غزة فما الذي يمنع نهرنا في وادي الأردن من الوصول إليه؟
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024