نقاط على الحروف
المملكة الزجاجية.. ترمي الجمهورية الاسلامية بالحجارة
محمد باقر ياسين
مع كل أعمال شغب مدبرة تقع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تتجند وسائل الإعلام المختلفة في السعودية لدعم ومساندة المشاغبين وتحريضهم على مواصلة هذه الأعمال، ممنيةً النفس والجمهور بأن تؤدي هذه الأحداث إلى زعزعة النظام في إيران، ويوم السعد إذا أدت إلى الإطاحة به.
لكن هذه المرة تغيرت الأمنية مع أعمال الشغب الحاصلة على خلفية ادعاء مقتل شابة إيرانية، فقد ارتدت هذه الوسائل الإعلامية ثوب المدافع عن حقوق المرأة تارةً، وحق التظاهر والتعبير عن الرأي طوراً آخر. فهل السعودية واحة لحماية حقوق المرأة وحق التظاهر والتعبير عن الرأي؟
بصدد الإجابة عن هذه التساؤلات، لن نعرج على مقارنة حقوق المرأة في إيران والسعودية، بل سنستعرض شواهد لحقوق المرأة السعودية بعدما ادعت السعودية سن القوانين التي تحمي وتحترم المرأة. لذا سنضع بين أيديكم شواهد أربعة تظهر من خلالها كيف تحترم المملكة حقوق المرأة.
لجين الهذلول
هي ناشطة حقوقية نسوية سعودية، نشطت ضد حظر قيادة المرأة للسيارات ونظام ولاية الرجل في السعودية، اعتقلتها السلطات في 18 أيار/ مايو 2018، بقيت سنتين حتى أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة، الحكم عليها بالسجن لمدة 5 سنوات.
وأوردت منظمة "هيومن رايتس ووتش" شهادات حصلت عليها من سجن ذهبان شمال جدة، تظهر تعرض الهذلول للتعذيب (الصعق الكهربائي والجَلد) وسوء المعاملة، كما تعرضت لفقدان الوعي والتحرش الجنسي الذي مارسه المحققون السعوديون بحقها.
وأطلق صراحها في 10 شباط/ فبراير 2021، وأظهرتها الصور بحالة يرثى لها من شدة ما عانته خلال السنوات الخمس في السجون السعودية.
نورة القحطاني وسلمى الشهاب
حكمت محكمة الجنايات بالسعودية بالسجن على "نورة القحطاني" التي تبلغ من العمر 50 عاما، لمدة 45 عاما؛ لإدانتها بقائمة من الجرائم المزعومة من بينها استخدام الإنترنت وحسابات التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب عن المملكة وقادتها.
وهذا ما حصل أيضاً مع "سلمى الشهاب"، وهي طالبة دكتوراه في جامعة "ليدز" وأم لطفلين، التي حكمت عليها المحكمة بالسجن لمدة 34 عاما، بسبب حسابها على "تويتر"، ولمتابعتها، وإعادة تغريدات، معارضين وناشطين.
قتل الفتاة قمر واعتقال اختها
قتلت فتاة سعودية تدعى قمر بديوي على يد أخويها بعدما اختطفاها وقتلاها ودفناها بمكانٍ مجهول، وعندما رفعت أختها منال الصوت وطالبت بتوقيف اخويها القاتلين، أقدمت السلطات السعودية على اعتقالها وذلك بسبب تغريدة لها على تويتر، وبعدما طالبت الأم بحق ابنتيها تم تهديدها بعملها فتنازلت عن الدعوى بحق ابنيها وتبرأت من ما فعلته ابنتها منال فبقيت مسجونة. هنا انتصر القانون السعودي للأخوين اللذين بقيا حرين طليقين، بينما تم اذلال الأم لتتنازل عن حق ابنتها المقتولة والتبرؤ من ابنتها المسجونة.
حادثة دار الأيتام بخميس مشيط
انتشر فيديو يظهر حقيقة احترام حقوق المرأة في السعودية، حيث أظهر المقطع العنف الذي مارسته قوات الأمن السعودية ورجال كانوا داخل الدار بحق فتيات أيتام، حيث أظهرت المشاهد كيف اشبعوا الفتيات ضرباً وسحلاً وهتكاً للحجاب. هذه المشاهد تبين حقيقة التعامل مع المرأة في السعودية التي كانت سائدة وما زالت قبل وبعد الزعم بإعطائها حقوقها، حيث إن إذلال المرأة والنظرة الدونية إليها هي متجذرة في النفوس وإن حاولت النصوص الإيحاء بغير ذلك.
واقع حقوق التظاهر والتعبير عن الرأي
وبالحديث عن حقوق التظاهر والتعبير عن الرأي، التي ادعت السعودية دعمها في إيران، فيجب تذكير المملكة بأنها الرائدة بقمع المظاهرات والمتظاهرين السلميين، فقتلت من استطاعت من المتظاهرين اثناء فضها للمظاهرات، ومن أفلتوا من الموت قامت بسجنهم والحكم عليهم بأحكام جائرة، لتعمد بعدها إلى فصل رؤوسهم تنفيذاً لأحكام لا تمت للعدالة والإسلام بصلة. فتهمة هؤلاء هي خروجهم للمطالبة بأبسط حقوقهم المعيشية ورفضهم التمييز الذي يقع عليهم. وما زالت سجون المملكة إلى يومنا هذا، تعج بالناشطين الحقوقيين من مختلف المذاهب وجميعهم متهمون بأنهم عبروا عن رفضهم لقضايا شتى تخص بلادهم. فأين حرية الرأي والتعبير إذا كانت تغريدة واحدة يمكن أن تفصل رأسك عن جسدك في مملكة القمع؟
وبناء على ما تقدم، آخر من يحق لها أن تتحدث عن حقوق المرأة واحترام حق التظاهر، هي المملكة العربية السعودية. وإذا كانت صادقة بما تقول، فلتفرج عن معتقلي الراي اللذين تعج بهم سجونها العلنية والسرية، ولتسمح للشعب بالتعبير عن رأيه ومطالبته بحقوقه. فهل تجرؤ على ذلك؟ بالطبع لا. لذا من كانت مملكته زجاجية، عليه عدم رمي الآخرين بالحجارة.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024