نقاط على الحروف
رسالة رجال الله إلى السيّد في تمّوز..
ليلى عماشا
في ٢٨ تموز ٢٠٠٦، حيث احتدم القتال وأثبت رجال الله تفوّقهم النوعيّ في المواجهات البريّة، وجّه المجاهدون من ميادين المعركة رسالة إلى السيد نصرالله، ومما جاء فيها:
"نحن يا قائدنا على عهدنا وقسمنا لك وللشهداء ...
نحن وعدك الصادق..
نحن حرية سمير القنطار..
نحن حرية نسيم نسر ويحي سكاف ومحمد فران وكل الاسرى...
نحن التحرير لمزارع شبعا وتلال كفر شوبا وكل شبر من ارض لبناننا العزيز...
نحن الفداء لشعب لبنان الأبي والعظيم ...
نحن الدم الذي يحمي ويدافع عن الوطن ...
نحن عشاق الحسين عليه السلام ...
نحن المفآجأت...
نحن النصر الآتي بإذن الله تعالى...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
حين قُرأت هذه الرسالة على مسامع أشرف الناس، بدا وكأن قلوبهم خرجت من بين ضلوعهم برهة كي تنهمر قبلًا ودموعًا فوق الحروف، كي تلامس رائحة الكلمات التي خُطّت بالدم قبل الحبر، وكي تضيف بصمات قلوبها إلى آخر الرسالة "نحن النصر الآتي بإذن الله."
لم تكن تلك الرسالة مجرّد كلّمات يتوجّه بها جندٌ إلى قيادة، بل كانت أقرب إلى حديث الأبناء الأبرار إلى أبٍ عظيم ، إلى أبٍ يتقدّمهم على الجبهة ويُسكنهم في حِماه.. كانت سطورًا كتبها عشّاق موقنون إلى وليّ حبيب، ومريدون أوفياء إلى عارف جليل.
ولذا حين قالوا "السلام عليك يا حبيبنا" أمكن للقلوب أن تحظى بلفحات من فيض العشق المنسكب من رجل الميدان إلى سيّد الحبّ والحرب..
ستة عشر عامًا مضت على رسالة شكّلت سلاحًا نوعيًا في صدّ عدوان تموز ٢٠٠٦ وأهدافه. بعدها، واصل كاتبوها والجيل الذي التحق بهم مسيرة الوفاء للنهج المقاوم، وراكموا فيها انتصارات وانجازات أثبتت أنّهم ليسوا فقط سلاح الشيخ راغب ووصية السيد عباس، ووعد السيّد الصادق، بل هم أيضًا حاملو صوت كربلاء وأمناء "هيهات مِنّا الذلّة"، أوليسوا "عشاق الحسين ع" كما قالوا؟!
اليوم، في تموز ٢٠٢٢، وبعد أن نما النصر الإلهي، وأزهر على امتداد أرض القتال شرفًا وعزّة، يمكن للمرء أن يعود إلى رسالة ٢٠٠٦ ويستمد منها ما قد يقوله رجال الله اليوم إذا أرادوا ترجمة نبضهم في رسالة.. قد نقرأ فيها أنّهم ما زالوا على الوعد، وهم أهل الوعد الصادق، في الميدان العسكري كما في سائر الميادين التي أبدعوا فيها واستبسلوا لرفع الظلم عن الناس، كلّ الناس.. من ميدان الصحّة الذي شهد تصدّي فرق الهيئة الصحية لوباء كورونا، إلى تولّي إيجاد البدائل الدوائية من الجمهورية الإسلامية في إيران حين اشتدّت أزمة الدواء، مرورًا بميدان التدخّل الطارىء لتأمين المواد والسلع الأساسية كالوقود وتجهيز مراكز بيع السلع الغذائية بشكل خاص وبأسعار مقبولة عبر بطاقة السجّاد وصولًا إلى ميدان الردع والجهوزية العالية لما بعد بعد كاريش..
قد نقرأ فيها بعض من حكايات أرواحهم الحسينية الكربلائية مرفقة بأسماء الشهداء في الحرب على التكفيريين آكلي الأكباد.. وربما، قد يتحاشوا ذكر مآثرهم التي يعرفها جيّدًا، والتي تمّت بقيادته وتحت جناح لهفته وحكمته، لأنهم أهل حياء وإيثار مثله، يرفضون نسب أي إنجاز لذواتهم.. وحتمًا، سيعيدون تلاوة عهدهم في حضرته، بأن يكونوا كما عهدهم، رجال الله في كل الميادين.
سيوقعّون الرسالة بملح عيونهم العاشقة، وبيقينهم السماويّ أن "كلّ أرض كربلاء" وبعزّتهم المرفوعة مع صيحة "هيهات منّا الذلّة"..
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024