نقاط على الحروف
استشارات البخاري: تطويق نواب السنة
لطيفة الحسيني
بعيدًا عن الوقاحة الثابتة لدى السفير السعودي وليد البخاري، يبرز اليوم تركيز جهد موظّف المملكة على الاستحقاق الأقرب: تكليف رئيس للحكومة.
الموقع السنّي يُحرّك "الدبلوماسي الناشط" والمَهمّة تطويق أيّة محاولة لتسرّب الاسم المُرتقب من خارج الخيمة السعودية. السيطرة مطلوبة كي لا تخسر الرياض المزيد. في العلن، لم تدخل في "عِراك" المرشّحين، الأوْلى بالنسبة لها تأكيد التحّكم برموز الطائفة وعدم ضرب القاعدة المقدّسة لدى موفدي آل سعود.
على مسافة أيام من الاستشارات النيابية المُلزمة المحدّدة، يحوّل البخاري دارته والسفارة الى صالات استقبال للشخصيات السنية بشكل مكثّف. مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، رؤساء الجمعيات الإسلامية في لبنان، أشرف ريفي، عبد الرحمن البزري، بلال الحشيمي، عبد العزيز الصمد، محمد سليمان، فؤاد مخزومي، ياسين ياسين وأحمد الخير. الكل زار "طويل العمر".
حساب البخاري على "تويتر" بات منبرًا لبنانيًا. ينشر خبر استقباله شخصية ثمّ يُعيد التغريد للأخبار نفسها ولما يودّ إشاعته والترويج له. البارز في هذه الحركات ما أعاد نشره نقلًا عن الصحافي نضال السبع الذي "يحجّ" أيضًا الى السفارة. يقول الأخير:
"لقاءات البخاري مع النواب السُّنة، تهدف إلى ترتيب البيت الداخلي، وتعزيز الحضور السُّني داخل مؤسسات الدولة، ومشاركة السنة في الحياة السياسية. ما يهمّ السعودية، أن يأخذ السُّنة دورهم الوطني ويحافظوا على السلم الأهلي من خلال المحافظة على الطائف، وتغليب منطق الدولة".
مرة ثانية، لا خوض في كمية استباحة الساحة اللبنانية سعوديًا، لكن حجم السفاهة التي يتحرّك بها لا يُطاق. كلعبة شطرنج، يُحرّك من يريد، يستدعي من يريد، يُبلّغ من يريد، يوعز الى من يريد. تمامًا كما قبل الانتخابات، حرّض ودعم مرشّحيه، قاد ماكينات "الحاشية" وفاز بعض من أراد.
اليوم، يتبنّى استحقاق التكليف والتأليف. انشغالات البخاري كثيرة على امتداد ساعات النهار والليل. يحصل ما يحصل وكأن مقرّ السفارة السعودية في بلد بعيد بُعد القارات عن لبنان. لا استنكار للتدخل المستمرّ، لا خطوة رسمية توقفه. المعلومات والمشاهد والصور تؤكد دخول السعودية على خطّ التشكيل، والمُعطيات تُشير الى تنسيق مع الأمريكيين كي تُبرّز شخصية جديدة على الرغم من ارتفاع أسهم نجيب ميقاتي لإعادة تكليفه.
حتى لا تُهزم السفارة مرة أخرى بعد معركتيْ رئاسة مجلس النواب ونائبه، سيُحاول البخاري مع حاشيته تكثيف الاجتماعات والاتصالات واللقاءات. استشارات موازية لتلك الرسمية التي ستجري الخميس المقبل، علّه ينجح في إيصال اسم ترضى عنه المملكة والولايات المتحدة، كي يواجه حزب الله وحلفاءه في المرحلة المقبلة. المنصب سني والمملكة تاريخيًا ترى فيه حصّتها، غير أن الماء تكذّب الغطّاس، فلننتظر ونرَ.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024