نقاط على الحروف
"سوالف" كرمى المُطبّعين في البحرين
لطيفة الحسيني
"سوالفُ" أحد أبواق آل خليفة حمَلَتْه الى لبنان. تركَ همومَ وطنه والمآسي التي خلّفها نظامُه اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا واختار الانشغال بلبنان.
يُركّز أسامة الماجد، أحد كتاب الأعمدة في صحيفة "البلاد" البحرينية، على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. أكثر من إساءة يُوجّه لسماحته. يتطاول على مقامه وقيادته للمقاومة ويكيل الاتهامات الفوضوية والعبثية. مقالٌ كُتب على غفلة وبلا فكرة، يتوه من أجل مهاجمة السيد بادّعاء أنه يتحكّم بكلّ لبنان.
يريد مواكبة قضية الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة غير أنه يفشل. ماذا يدّعي؟ السيد نصر الله يحتكر بيده كلّ السلطات! الاحتكار اذًا يُحزِن الكاتب البحريني المعروف بتبعيّته المُطلقة لنظام آل خليفة الاستبدادي. من يتحدّث عمّن؟ المُطبّل والمُهلّل والمُنبطح والمُبجّل والمحدود والمُتظلّل لأمراء المملكة يتوقّف عند اختصار السلطة في لبنان بيد السيد نصر الله.
يتناسى ويتعامى ويتجاوز عن جرائم آل خليفة في البحرين، عن سلب الحريات هناك، عن إسقاط الجنسيات، عن سحق الضعفاء، عن ظُلم السجناء السياسيين، عن التعسّف الذي يطال حقوق المتقاعدين، عن سرقة خيرات البلد، عن الرواتب الزهيدة والأسعار المُرتفعة، عن تغييب شريحة أساسية في الانتخابات الصُورية المقبلة، عن مجلس الدُمى وليس النواب. كلّ ذلك يختفي لحظة اختلاء الماجد بقلمه!
الأغبى في المقال ما يخلُص إليه مُحرّره "حرية القيادات اللبنانية مقيّدة". بالفم الملآن ينطِقُها الماجد. معيار حرية هذا "الأداة" لا ينطبق على ما يجري في وطنه. إن كان فعل التقييد له محلّ من الإعراب والجغرافيا فلا يقع إلّا في البحرين، حيث الديكاتورية الحاضرة وحدها في المشهد، حيث الديمقراطية ضميرٌ مستتر لا مكان له، حيث آل خليفة هم "الآمرون والناهون" ولا شركاء لهم.
أسامة الماجد مشهور بسردياته. الحصول على جوائز الأمراء والترويج لتطبيعهم المُخزي مع عدوّ الأمة لا يسمحان للمشكوك بشهادته الجامعية بالحديث عن الاستقامة وانتقاد من عزّ العرب بنصره المحقّق على جيش الإرهاب الأوّل، مُقابل من جعلهم يُطأطئون رؤوسهم جراء الهرولة الى الحضن الاسرائيلي.
من يُقدّس الملوك والأمراء المُطبّعين لن يتحوّل الى داعي منطقٍ وعِلمٍ فجأة. ومن نذر نفسه لمدح رئيس الوزراء البحريني لسنواتٍ طويلة لن ينسلخ عن دوره في تمجيد وتعظيم الخونة والبحث عمّا يوظّفه في سبيل نيل رضاهم، فالفوز بدنانيرهم أولوية ولو باع نفسه وقوميّته العربية!
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/10/2024
المراسل الحربي لا ينقل "مجرد وجهة نظر"..!
26/10/2024