نقاط على الحروف
"قمع القوات" نفاقٌ رخيص
لطيفة الحسيني
عنوان المعركة التي أرادتها "القوات اللبنانية" خلال التحضير للانتخابات النيابية وأثناء خوضها هو مواجهة حزب الله. بالنسبة لها كلّ الأدوات مُباحة كي يتحقّق الهدف: فبركة قمع ومنع وحجب تعرّض له المناصرون والناخبون. كلّ شيء جاهز ينتظر ساعة الانطلاق.
حان يوم الاستحقاق الكبير. أقلام الاقتراع ميدان ترجمة النوايا المُبيّتة. حيثما تكن "القوات" تكن فتنة. في دائرة بعبدا، تحديدًا في حارة حريك، ظهر مندوبو سمير جعجع في خيمةٍ أمام أحد أقلام الاقتراع. لوهلةٍ تظنّهم يجلسون في بيتهم أو حديقتهم. أين العزل؟ أين التهديد والوعيد اللذيْن أطربونا بهما طيلة الفترة الماضية؟ هل من يتعرّض للترهيب من قبل حزب الله يستطيع أن يتسامر مع الرفاق ويتناول النرجيلة بكلّ سلامٍ وأمان؟ كيف لمن يخضع لـ"خطر" الإسكات أن يبتسم في معقل الخصم؟ هؤلاء هم القواتيون في الضاحية وليس في بشري.
خيمة "القوات" في حارة حريك
في زحلة - المعلّقة، "الحدّة" تتحدّث عن نفسها. وسائل الإعلام المحلية تنشغل بإشكال بين قواتيين وأحد الأشخاص في المنطقة. الصحافيون التابعون للمحطات "المُحِبّة" وجدوا ما يجب تضخيمه: تضاربٌ بين قواتيين وعناصر من حزب الله. خلافًا للرواية الحقيقية، العمل جارٍ على قلب ما يحدث. اعتداءٌ بالضرب علني لقواتيين على عدد من النسوة والشباب في مركز المعلقة الانتخابي، ينتهي بوقوع جرحى ثمّ تعود الأمور الى نصابها. مادة حاضرة للاستغلال، وعناصر جعجع على الأرض لها. أسلوبٌ ثابت لديهم من الحرب الى اليوم.
من كان يمرّ في المنطقة، لمس عن قرب كيف أن خيمة اللائحة المدعومة من قبل حزب الله لا تبعد سوى أمتار قليلة عن تلك المُخصّصة للائحة القوات. الاستفزاز الذي رُوّج له غاب. مندوبو لائحة حزب الله يوزّعون المياه ويتعاونون حتى مع الناخبين المارين بسيّاراتهم مهما كانت انتماءاتهم.
خيمة اللائحة المدعومة من قبل حزب الله في المعلّقة - زحلة
أمّا في البقاع الأوسط، فقد لاحظ الناخبون وجودًا واضحًا لمندوبي "القوات" في أكثر من بلدة تُصنّف على أنها "شيعية" بكاملها ومحسوبة على أنها مُناصرة تمامًا للائحة "الوفاء والأمل". حيث يُردّد جعجع وأبواقه أن القمع طال ممثلّيه يحضرون. كيف ذلك؟ كيف لمن هو مُحاصر ومُحاط بهذا "القمع" أن يتنقّل بهدوء وراحة بين الأقلام الانتخابية وبين بلدات الدائرة الثالثة في البقاع؟ هل يتساوى ذلك بالمنطق؟
يُركّز الإعلام القواتي على منع حزب الله الناخبين التعبير عن آرائهم. هؤلاء أنفسهم من سلك الطرقات التي رمّمها وعبّدها "الخصم". مرّوا منها كي يقترعوا ضدّ المقاومة، لأنهم لا يريدون أن يحكمهم السلاح الذي سئموا منه. ربّما يتوقون لبنادقهم التي عرفها كلّ شهيد لبناني في الحرب الأهلية. هذه هي التي تُعبّر عنهم. هي وحدها التي تصف خياراتهم الإقصائية والإلغائية: نحن أو لا أحد والديمقراطية الى مثواها!
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024