نقاط على الحروف
قنوات الكسب الرخيص
لطيفة الحسيني
على مسافة ساعات من بدء اقتراع المُغتربين اللبنانيين في ألمانيا، قرّرت إحدى مراسلات محطة الـMTV تقديم خدماتها المجانية لأجهزة الدولة في برلين.
"يمكنني أن أقول إن الأصوات الشيعية تصبّ "بلوك واحد" للثنائي الشيعي. كما هو معلوم على حزب الله عقوبات وبالتالي لن نرى يوم الأحد أيّة شعارات تدلّ على حزب الله ولا أيّ علم لحزب الله، ولكن في هذه النخبة الشيعية هناك من يناصرون حزب الله في برلين، لكنهم لن يجاهروا بهذا الأمر بما أن التصويت سرّي... ما استنتجتُه من اتصالاتي ومن حديثي مع عدد من اللبنانيين هنا من الطائفة الشيعية، خيارهم شبه واضح حتى أنهم قالوا ذلك علنًا... ماكينة حركة أمل تعمل بشكل مكثّف ليس فقط في برلين إنما تربط مختلف دول أوروبا ببعضها البعض وهذا أمر لافت يؤكد ما كنتُ أقوله هناك مسار انتخابي واضح"، هكذا اختصرت المراسلة المشهد في ألمانيا.
في يوم الانتخاب الطويل، صُدمت المراسلة نفسها من "كثرة" مُقترعي الـ"بلوك الواحد". بضحكةٍ رسمتها على مضض، قابلت سيلًا من المُصوّتين للثنائي الوطني. للتغطية على هذا "الجرف"، ارتأت ومحطّتها التركيز على مشادة بين أنصار الثنائي ومغتربين آخرين في ألمانيا، على الرغم من قولها "نحنا مش عالهوا"، مانحةً الناخبين "الميكرو" لإعلاء سجالهم.
المشكلة راسخة على ما يبدو مع المراسلة نفسها. تبحث عن مقترعٍ جديد علّه يُبدّل ما تواجهه. تظّن أنها اصطادت أحدهم منفردًا. تسأله: "هل تُميّز بين حزب الله وحركة أمل؟"، يُجيبها: "في كلّ تنظيم أو حزب هناك فاسدون.. هذا لبنان ومعروف.. نحن مع الرئيس بري والمقاومة وضدّ كل من يهاجم سلاحها.. هذا السلاح هو شرفنا حمى الأرض والعرض". تُقاطعه: "ألا تعتبر أن السلاح يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية الشرعية؟"، يردّ هنا الناخب: "عندما تُسلّح أميركا الدولة اللبنانية ففي حياتها لن تواجه "اسرائيل"". ثمّ تسترسل في أسئلتها: "البعض يقول إيران تُسلّحكم"، يُعلّق: "لنا الشرف في ذلك فهي تخدم القضية الأمّ القضية الفلسطينية". يتدخّل أحد المواطنين المغتربين دعمًا للفكرة، فتُحوّل النقل المباشر الى حلقة نقاش، تستفسر منهما عن سنوات غربتهما، يُبيّنان لها، ثمّ تسأل: "كيف لشخص هاجر منذ 20 سنة بسبب طبقة سياسية أن يُعيد انتخابها؟"، فيقول "أنا تغرّبت عن بلدي وأرضي لأدعم ناسها وننصر فلسطين.. أنا هنا اليوم لأدعم المقاومة والسيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري".
ولأنّ الوضع في برلين لم ينل إعجاب الـMTV، أكملت الأخيرة في نقل ما يُعكّر صفو الصورة ويُغيّب حجم الإقبال (الذي بلغ حسب الأرقام الأخيرة 59%)، فنشرت عبر صفحاتها الالكترونية مشاهد لإشكال بين ناخبين أيضًا في ألمانيا مُعنونة الخبر بالآتي: "سُجّل إشكال لحركة "أمل" وأحد الناخبين المُستقلّين، وذلك بعد أن عبّر عن رأيه المُعارض لحركة "أمل" وأحزاب السلطة في مدينة هامبورغ".
محطة "الجديد" أمام هذا التصويت ولا سيّما حيث ثقل المُغتربين الجنوبيين في ألمانيا والدول الإفريقية وجدت نفسها مرتبكة. أضحت عن غير قصد منبرًا لأنصار الثنائي الوطني.
في ساحل العاج، تُباغَت الموفدة الى هناك بإجابات المُقترعين لصالح المقاومة. عندها، تحاول أن تُغيّر من الحال. تسأل "لماذا تنتخبون الأشخاص أنفسهم؟ ألم تخسروا أموالكم في المصارف؟"، فتأتي الإجابة: "القصة قصة مصير إمّا أمريكا واسرائيل أو وطنيّتنا!".
وفي برلين، الحكاية تتكرّر أيضًا مع "الجديد". عند استطلاع آراء الناخبين، تبرز الأكثرية المؤيّدة للثنائي. فاصل تأييدي مرة أخرى للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري، "حاميي الوطن"، حسب وصف المغتربين.
المراسل وفي محاولة للفوز برأي مُغاير للأكثرية السائدة بين الناخبين، يسأل: "لمن صوّتّ؟"، يردّ الناخب "للرئيس بري ونواب حركة أمل"، هنا يعود للسؤال: "يعني للسلطة!"، يُجيب الناخب: "الرئيس بري كبير كلّ لبنان". مجدّدًا يطرح: "ألم تغرّبك السلطة عن بلدك؟"، فيُقابَل بجواب: "ليه وين في بلد؟"، عندها يُسارع الى ختم رسالته.
يُثبت الإعلام اللبناني، أو على الأقلّ بعضه، أنه خارج عن كلّ قواعد الصحافة المهنية الرصينة. كلّ مراسلٍ يبتكر طريقة لكسب ثقة المحطة التي ينتمي إليها وما تمثّله من توجّهات سياسية معتمدة. هو استدراجٌ لشعبية رخيصة قائمة على التحريض والتجييش عكس مصلحة الشعب واختياراته، حتى لو كلّف الأمر وشايةً لدولة أجنبية، أو تطلّب مغامرةً بمصير لبنانيي الانتشار، فغاية المحطات المناوئة لنهج المقاومة الحصول على أرباح لا تأتي سوى من الحرب على كلّ من يُساند خطّ حزب الله وحلفائه.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024