نقاط على الحروف
هي المحور
ليلى عماشا
هي المحور.. ولولا أن هي المحور ما كان عاشقها عِماد، وما كان فارسها قاسم عليهما سلام الله يومَ وُلدا في عرفانها قمران، ويوم تجهّزًا وجهّزا لحبّها كلّ العتاد، ويوم تنبعث حرّة فيعودان إليها، فتَيان في أزّقتها، ينظران نحو سورها المعتّق البهيّ ويبتسمان..
هي المحور.. وعماد هو عينها وميمُ مُريدِها، وآه الصّبر على مواجعها، الدّال عليها في كلّ حين. وهي حبيبةُ الفارس القاسم، أسكنها ضوء عينيه كي لا تقهرها الغربة، وسكّن روعَ جراحها بيديه وبالسلاح، وسكَنها، حتمًا سكنها.. ورآه اهلُ الأرض هناك ورآه الغاصبون..
هي المحوَر، أرض الهوى النّاطق بآيات السّماء، وهي سجادة كلّ صلوات الأحرار في كلّ بيت على أرض "الذين استضعفوا في الأرض"، هي بابُ الإسراء المفتوح أبدًا، وغار دراويش القتال..
هي المحور، ولولا أن هي المحور، لما تدفّق في شرايين هواها هذا السّيل من القلوب الحرّة المقاتلة..
أولم نرى الدفء المهيب حين في اليمن تجتمعُ القلوب في ساحات نصرتها، كي تهتف من خلف الحصار، من تحت غبار العدوان، من فوق سنين الوجع "هنا القدس"؟! ولولا أن في اليمن قلوب مسلّحة بحبّ القدس، لما اعتدى على الأحرار سعوديّ غاشم..
أولم نرى الشّام، وطريقة أهلها في لفظ "قدْس"، وبنية ثقافتها الوارفة باسم فلسطين، ومتانة هوّيتها المحاربة في هوى الأرض المحتلّة؟! وهلّ تخضبّت بالجراح وبالنار شآم لو لم تُسكِن في ضلوعها فلسطين، ولو لم ترصّع تاجَ عروبتها بدرّة هي القدس؟!
أولم نرى في ضاحية الحبّ القدسَ؟ ألم نراها عند منعطفات الطرق في صورة، والصور عنوان لهوية المكان: صور الشهداء هويّة، وهويّة الشّهداء فلسطين. ألم نراها من عاملة الإباء، على امتداد خط الوهم الحدودي.. هناك حيث تقف عيون العاشقين، تجول في التراب المحتّل وتهمس له: "سنعبر"؟
وفي العراق، كم حزن طال والبلسمُ قدس، كم جرح شقّ الرمال لأن في قلب أهل الوفا في العراق القدس.. كم قهر صُبّ مغليًا على الضلوع ليخلّف صديدًا في الجسد العراقي، صديدٌ يغمر حبّ القدس وما استطاع إلى قتلِ الحبّ الصّديدُ؟ هي المحور، واسمها بصوت أبي مهدي المهندس يشهد..
هي المحور.. ولولا أن هي المحور لما سمّى الخمينيّ المعظّم يومها، ولما سكب من ضوءِ عينيه نورًا لنصرتها.. والنّور تواصل، سيظلّ.. وكفّ القاسم قائد لوائها تشهد.. هي المحور، وسنين الحصار العالمي على جمهورية نصرتها العظمى تشهد..
يوم القدس، يوم الحبّ بكلّ لهجات أهل المحور إذا قالوا "قدس" ووضعوا الأكفّ فوق قلوبهم وعدًا أن القدس، عاصمة فلسطين، ستتحرّر كما كل فلسطين.. وإنّا يومًا نعود إليها، ونصلّي بإمامة صادق حرّ هو سيّد العشق في أعين أهل المحور، ويُدعى في كلّ الأرض نصرالله.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024