ابناؤك الاشداء

نقاط على الحروف

"سوسو" العبري
05/04/2022

"سوسو" العبري

علي عبادي

الإسرائيلي "مئير المصري" الذي تستضيفه قنوات فضائية عربية بين وقت وآخر ليدلي بآرائه بصفته محللاً سياسياً، أطلق تحدياً أمام متابعيه على تويتر قبل ثلاثة شهور (الشرح في الصورة).

"سوسو" العبري

"سوسن" أخفق في التحدي، لكنه ما زال يظهر عبر وسائل إعلام عربية باسم مئير، لأنه يراهن على أن الجميع ينسى مع مرور الوقت.

استخدم مئير على نحو السخرية اسم سوسن العربي الذي يحمل معنى زهرة طيبة الرائحة، وأراد من ذلك إظهار "رجولته" الفكرية الوقّادة عن طريق إطلاق تنبؤ اتضح أنه حمل ذهانيّ كاذب. لكنه لا يدرك أو لا يريد أن يقتنع بأن السوبرمان الإسرائيلي صاحب المبادرة والقادر في كل وقت على إلحاق الهزيمة بأعدائه، وفق الصورة الذهنية الإسرائيلية السائدة، بات يفتقد قدراته الساحرة على الإطاحة بكل من يقف في وجهه.

"سوسو" العبري (تطلق سوسو احياناً بين الرجال العرب على من يفقد رجولته) ما زال يعيش في جلباب آبائه ويحاول ان يحشو أذهان بعض المشاهدين العرب بصور بطولات خارقة عفا عليها الزمن. والمطبّعون العرب الذين يتوجه إليهم بهذه البطولات الإعلامية يتلقون هذا الخطاب بالترحاب، لأنهم يعشقون الانتقال من أداء مخيّب إلى رهان اكثر خيبة.  

بلطجيّ المنطقة لم يعد يخيف أحداً، وليس من باب الصدفة أبداً أنه الآن يركض خلف القريب والبعيد لتعطيل احتمال نشوب مواجهة جديدة مع الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي يهشّم أسطورة الفزاعة التي خطفت أنفاس العرب في ستة أيام من عام 1967.

لا غرو أن معادلات صنع القوة لا تتوقف على الطائرة والدبابة. والشاب الذي يبارز المحتلين في شوارع بئر السبع والخضيرة وتل الربيع كشف هشاشة المجتمع العبري المليء بثقوب الضعف والتناقضات.

 بعد إخفافه في التحدي، هل يقتنع مئير بضرورة أن يبدّل وظيفته الدعائية، وليس اسمه، ليصير مطبّلاً في سوق المطبّعين، بدلاً من أن يكون محللاً سياسياً؟!

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف