نقاط على الحروف
أهل المقاومة: فرح يقاوم وعزّ ينتصر
ليلى عماشا
أراد الصهاينة بالأمس تخويف الناس بما يشبه غارة وهمية فوق بيروت، على سبيل إخفاء خوفهم هم من مسيّرة، صنعها وأطلقها حزب الله في مهمة استطلاعية تمّت بنجاح، فما ازدادوا إلّا كشفًا لوهنهم، إذ تحوّل "الرّعب" الذي أرادوا صبّه في قلوب الناس إلى مادة سخرية عابرة لكلّ الحدود، وتحوّل معها "الجيش الذي لا يُقهر"، مرّة جديدة، إلى أضحوكة.
في الوقائع، تزامنًا مع إصدار بيان حزب الله المتعلّق بـالمسيّرة "حسّان" التي نفذّت مهمّتها وعادت سالمة رغم استنفار كل تكنولوجيا العدو ومعدّاته وقبّته الحديدية، قام الطيران المعادي بطلعة ترهيبية على علوّ منخفض فوق بيروت اختار توقيتها متزامنًا مع نشاط الطيران المدني لتجنّب التعرّض لأي مضادّات. كان الصوت بطبيعة الأحوال ذا وقع شديد على السكّان بحيث دفع بمعظمهم للخروج إلى الشرفات والصعود إلى أسطح المباني لتصوير العدو والسخرية منه.
حوّلت هذه الوقائع يوم الأمس إلى محطّة من عزّ، تجمّع فيها أهل المقاومة، واستعادوا بها سيلًا هائلًا من الصور الكامنة في ذاكرتهم، صورًا جمعت في إطار واحد كلّ عدوانية وهمجية الصهاينة، وكلّ مشاهد مواجهته ودحره وهزيمته. لقد سطع القائد الجهاديّ الشهيد حسان اللقيس بالأمس قمرًا في ليل البلد، ومعه كلّ الإنجازات التي حقّقها وتلك التي أسّس لتحقيقها، وظهر أولئك الذين هم "أوهن من بيت العنكبوت" وصبيانهم في أحطّ درجات الضعف والعجز.
شكّل البيان الصادر عن حزب الله - الإعلام الحربي افتتاحية لأمسية من عزّ وفرح وشعور بالقوّة، تزامنت مع مناسبة الذكرى الثلاثين لتولّي السيد حسن نصر الله الأمانة العامة للحزب المقاوم.
آلاف المنشورات على منصات التواصل عكست حال الفرح التي اجتاحت قلوب النّاس، وعبّرت عن فيض العزّ الذي ينسكب في قلوب أهله ومنها، وعن ذلك الشعور بالتباهي بنصرة الحق وبالانضواء تحت رايته.
ففي أجواء كهذه، لا بدّ أن تجدّد القلوب ولاءها للمقاومة التي حوّلت العدو إلى كائن مربك يشهد علامات زواله ولا يستطيع أن يفعل شيئًا حيالها، وللمقاومة التي جعلت من كان يقول إنّه يستطيع احتلال لبنان بالفرقة الموسيقية في جيشه، يقف حائرًا أمام مسيّرة صُنعت بيد رجال الله، فلا يجرؤ على ردّ اعتباره، ولا يجد سبيلًا لتبرير وهنه أمام المستوطنين وأمام إعلامه الذي يتابع بدقّة متناهية حال الفرح والعزّة التي يعيشها أهل المقاومة فيما يحتار في كيفية اختيار أولوياته: تسكين رعبه وخشيته من المواجهة، تهدئة روع المستوطنين، البحث عن سبيل يستعرض فيه قوّته الوهمية دون أن يرتدّ عليه استعراضه بالمزيد من الإحباط والارتباك.
بين "٣٠ عامًا وأنت الأمين" و"أذلّت جبروتهم وعادت"، كانت ليلة الأمس حافلة بالفرح وبالحبّ. بدا فيها أنّ فرحًا كفرح عودة "حسان" هو بحدّ ذاته فعل مقاوم، وأنّ اطمئنانًا كاطمئنان الناس إلى عجز عدوهم وضعفه هو انجاز صنعته المقاومة، وأن الحبّ والعاطفة الخالصة التي تجعل الناس يستذكرون مناسبة تولّي السيد نصر الله مهمّة قيادة النّصر ويتحلقون حول دفئها الذي يفوق دفء ألف شمس.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/10/2024
المراسل الحربي لا ينقل "مجرد وجهة نظر"..!
26/10/2024