معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

غاز الكهرباء.. وعود أميركية عرقوبية!؟
30/12/2021

غاز الكهرباء.. وعود أميركية عرقوبية!؟

د.علي مطر

منذ أربعة أشهر، وعلى وقع إعلان الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في يوم العاشر من المحرم، استجلاب المازوت من إيران وتقديمه للشعب اللبناني، بعد الحصار الجائر الذي فرض عليه من قبل الولايات المتحدة الأميركية، أعلنت السفيرة الأميركية دوروثي شيا أن بلادها ستقوم بمساعدة لبنان لاستجرار الغاز المصري مروراً بالأردن عبر سوريا. وأُعلن انذاك عن موافقة أميركية لاستثناء الغاز المصري من قانون قيصر، بما يسمح عمليًا بمروره عبر الأردن وسوريا إلى لبنان من دون التعرض للعقوبات. حينها بدأت الاجتماعات تعقد بين الأطراف كافة، لبنان، سوريا، الأردن، ومصر، وحصل تواصل مستمر من أجل تسهيل هذه العملية، خاصةً من قبل الجانب السوري، الذي لطالما مد لبنان بالطاقة، وكان مستعداً لذلك بطلب من الحكومة اللبنانية، لمعالجة أزمة الكهرباء التي يمر بها لبنان.

تقبل اللبنانيون فكرة العرض الأميركي، ولم يعارض ذلك أحد، بل إن حزب الله كان منفتحاً على كل الحلول الممكنة، لإراحة لبنان من أزمة الطاقة، وبالتالي إراحة الشعب اللبناني من أزمة الكهرباء، أو على أقل التقدير الحصول على ساعات تغذية كهربائية أكثر.
 دائماً ما كان حزب الله يؤكد ويكرر أن أي حل يمكن أن يخفف عن اللبنانيين، مرحب به ويمكن السير به، وأن تقديم أي جهة المساعدة للبنان ـ طبعاً باستثناء كيان العدو ـ هو أمر جيد ومطلوب للتخفيف من حدة الأزمة، بل إن الأمين العام لحزب الله لطالما دعا أصدقاء واشنطن إلى الطلب من حلفائهم وأصدقائهم مساعدة لبنان إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

مرت أربعة أشهر على الوعد الأميركي، والحركة التي قامت بها دورثي شيا ـ على غرار توزيع الكمامات ـ يبدو أنها حركة بلا بركة، وأن كل البحث الذي حصل ما هو إلا فقاعة إعلامية فارغة حتى الان، لم نشهد آثارها الجدية، فيما لبنان يغرق في العتمة، واللبنانيون يضجون من كثرة انقطاع الكهرباء، التي تزورهم في اليوم ساعة إلى ثلاث ساعات، إن وجدت، فيما لا تزال الجعبة اللبنانية من الوعود الأميركية خالية الوفاض. والانكى ان وزير الطاقة المصري أكد انه لم يتم الحصول على الموافقة الأميركية بعد.

لسنا هنا في معرض الإشارة إلى ما قام به حزب الله خلال هذه الأشهر الأربعة، لكن يحق لنا السؤال عن هذا الوقت الضائع الذي يذهب سدى، فيما لبنان يعاني من انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، وأقل ما يمكن الإشارة إليه أن بعض المستشفيات تكاد تغلق أبوابها وتطفئ محركاتها، نتيجة عدم تأمين الطاقة وارتفاع كلفة الطاقة البديلة، فأين هذه الوعود؟ ولمَ تأخر استجرار الغاز؟ هل أن الأمور صعبة لهذه الدرجة لكي نحصل على الكهرباء؟ لماذا لا يغمز الأميركي أحد أصدقائه فيزود لبنان بما يحتاجه في هذا القطاع؟ ألم يكن أجدى للبنان أن يذهب إلى سوريا ويحصل مباشرة على الغاز من دون كل هذا العناء؟ ألا تسقط كل المحرمات فيما الشعب يصارع في ظل عدم حصوله على الكهرباء، ومع ارتفاع فاتورة مولدات الاشتراك، والحاجة الماسة إلى ذلك في كل القطاعات؟

أسئلة كثيرة تطرح إذاً، ومنها هل أن الأميركي فعلاً سوف يسمح بمرور الغاز إلى لبنان عبر سوريا؟ هل  سوف يعطي استثناء عن العقوبات المتعلقة بقانون قيصر، خاصةً أن هناك مطالبات بتطبيق قانون قيصر بصرامة، وهذا ما لفت إليه عضو مجلس النواب الأميركي فرينش هيل، أم أن ذلك هو مجرد "همروجة" إعلامية، ومسرحية كما كل المسرحيات التي تخرجها واشنطن؟

للأسف، فإن حلفاء واشنطن في لبنان يتصرفون ايضاً وفق استراتيجيتها، فلا يهتمون بوضع الشعب اللبناني، فهم يعيشون في قصورهم، فكيف سوف يشعرون مع المواطنين الذين يفرحون ويصفقون إذا أتت الكهرباء ساعة واحدة، فيما هم يكررون في خطاباتهم الزائفة الوعود ويطالبون الدولة بالتحرك، لكن تصرفاتهم على الأرض لا توحي بذلك، بل إنهم يطبقون المثل الذي يقول "لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم"، فيما لبنان يرزح في عتمته.

هكذا يستمر الأميركي في حصاره على لبنان، ويبحث عن سبل كثيرة لتركيع الشعب اللبناني وإخضاعه، منها مسألة التسكير على كل الحلول المتعلقة بقطاع الطاقة، فيما يعِد دون أن يفي لأن سياساته قائمة على الكذب والزيف، من أجل الوصول إلى الأهداف التي يسعى لتحقيقها.

الكهرباءالغاز

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة