نقاط على الحروف
غزّة والحقيقة المرّة
العيش في غزّة تحدٍّ، والنجاح في غزّة ناهيك عن التفوق تحدٍ أيضاً، وأن تأتي غزّةَ أو تعود إليها مختاراً تحدٍّ وتحدٍّ كبير، لأن غزّة بمعايير الزمن أو العصر الذي نعيش فيه ليس فيها حياة، ويكفي أن نستحضر التقارير الرسمية الأممية وغير الأممية التي تحدّثت مراراً وتكراراً عن أن المياه في غزّة لم تعد صالحة للاستعمال الآدمي إضافة إلى وجود عوادم الحياة في غزة خصوصاً وفلسطين عموما: "الاحتلال والسلطة".
إذًا ما بين هاتين النقطتين فعلاً لا يُنتظر أن تجد في غزّة تحديداً حياة بمعنى حياة، ومع ذلك غزّة فيها أحياء، وأيُّ أحياء؟ ما يزيد عن مليوني فلسطيني جُلُّهم شباب ونساء وأطفال ومن نسيه الموت من الشيوخ.
نعم، إن استمرار وجود ما يزيد عن مليوني فلسطيني في غزّة رغم وجود الاحتلال والسلطة لهو معجزة بكل معنى الكلمة، لأن الاحتلال تكفّل بإغلاق كل منافذ الحياة حتى لا نستمر فنهاجر أو نستسلم.
والسلطة تكفلت بهدر كرامة من نجح في إفشال خطط الاحتلال واستمر في التحدّي والمواجهة حتى النصر أو الشهادة.
وشهداءُ الاحتلال يصعب إحصاؤهم، وشهداء السلطة والحكم، ونزار بنات لن يكون آخرَهم، بالتأكيد أيضاً يصعب إحصاؤهم، لأن قتل نزار بنات بالطريقة التي تمت هو قتل لكل الأحياء الأحرار في فلسطين.
لذلك، لا بد من الجهر بهذه الحقيقة المرّة وهي أن السلطة (سلطة أوسلو) هي مشروع غير فلسطيني، وهي شَرَك وفخ تاريخي لانتفاضة الحجارة عام ١٩٨٧ م ولمنظمة التحرير الفلسطينية في آنٍ واحد.
أو بالأحرى هي شرك وفخ للمقاومة وللثورة الفلسطينية التي كانت الانتفاضة أرقى تجلّياتها على الإطلاق لأنها جسّدت وحدة الشعب الفلسطيني كأرقى ما يكون من جهة ووضعت الكيان الصهيوني في مأزق حقيقي كبير وغير مسبوق، وكان يمكن أن تكون رافعة للتحرير والتحرر الحقيقي والجدّي لو وجدت قيادة وحِسْبة ثوريّة حقيقيّة.
والسلام على من اتّبع الحقيقة
بقلم / السيد بركة
بيروت ١٤/٨/٢٠٢١
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/10/2024
المراسل الحربي لا ينقل "مجرد وجهة نظر"..!
26/10/2024