ميقات العشق..ابا قاسم

عماد عواضة
(*) الى القائد السيد الشهيد محمد حسين مرتضى
كانك تورق على ضفاف الليطاني.. شجرا وحبا
وتهاجر مع النهر الى اجمل عشق
تحاكيه ويحاكيك
وانت ظله وهمسه وسره.. وعزف خريره حين يعزف
نشيد اللقاء في محورك
وانت ميقات المجاهدين
يخرجون من بيتك
اقمار ونجوما وشهداء
وبيتك كهفنا وخيمتنا.. وقاعدتنا ونقطة الرحيل من الوطن الى الوطن السليب
كنت مقاومة.. وكنت تقول
نحن قادرون على صناعة الوطن والنصر معا
كنا ندخل معك من عتبة بيتك المبارك المقدس الذي صلى فيه السيد عباس والشهداء
كنا ندخل معك.. الى عشق آخر
وانت البنادق والبيارق
وانت الروح.. وانت اقدس بندقية وانت المحور وانت الكمين وانت النهر العاشق
من لا يعرفك لا يعرف سر الولادة
من جوف القبر
من لا يعرفك لا يعرف سر الايثار
والتضحية والفداء
وانت الواقف وانت الجبل
وانت الشجر وكل الورد المتدلي على صفحة المجد وقبور الشهداء
يا طينا مباركا مخضبا.. وقائدا ميدانيا.. سيفا حسينيا ونورا مهدويا خمينيا
كنت تعد النصر وتصنع النصر
وكنت لايهمك ان ترى النصر بل كان همك ان ترى المقاومة اجيالا.. للقدس
كنت تصنع حريتنا
كنت عصيا على الاحتلال
والرجل القائد للعمليات
والقائد في كل الملاحم
كنت مربيا واستاذا لكل الاجيال تمسك بالكتاب.. والبندقية معا
وتعود من امام الواحك الى المحور والكمين ما اعظمك
ياجليل المقاومة
جندوا كل طائراتهم وعملائهم ليقتلوك اولئك الصهاينة الاوغاد
جاؤوا جيشا بكامله
لينصبوا لك العبوات وهم لايعرفون سر الشهادة والحياة
والطائرات تحلق.. وتحلق
وانت الواقف كالجبل
وزعت جسدك على الارض
ووصل دمك الى القدس وغزة
وصنعاء وكربلاء والشام
كان دمك يحاكي دمك
وكنت رسولاً  للاحرار
ها انت تنثر دمك المشظى على كل المشهد..وتعلن ولادة فجر آخر
ودمك تصاعد وتصاعد حتى وصل
الى هذا الحد استطاع ابو قاسم الشهيد الزاهد الترابي المتواضع
ان يتحول الى امثولة للجهاد والشهادة
كان خارطة الارض وموسوعة ايماء الحقول والشيارات والكهوف والربوع والوديان
واسماء سرية وشهداء وجرحى
ومدارس وصفوف ..والزيتون والتين والسنديان والبلوط والقندول
كان ابو قاسم.. المقاوم
العدو اغتال ابو قاسم ولكنه هزم قبل ان ينسحب الكوموندوس من ارض زوطر ..هزموا فهو الذي يعلن النصر وهو الوادي الملتهب بالعبوات وهو الذي يقول كلمة السر
ماذا فعل الصهاينة جعلوا من دمه منارة ونورا وقيام
لقد اغتالونا في اكثر من موقع
ولكن لم نهزم.. دمنا الاقوى
ابا قاسم الحبيب الطيب
سيقرع جرس المجيء الى صفك ايتامك ينتظرونك
في مبرتك..لا تترك الواحنا بلا هامتك
ابا قاسم.. برقية من السيد عباس تقول..لا تترك النهر والمقلاع
العدو يتراجع ودمك يتقدم
دمك ينتصر.. دمك امامك
برقية من الحاج عماد..ابا قاسم
دمك صلى في القدس
واستحال قبضات وحجارة
وفاطمة ابنتك.. وعلي ينشدان
نشيد اللقاء يا ابتي انتظرنك
هنا على الكوثر خذني معك الى الغريب والحوراء
ابا قاسم اجمع قلبك مع ابيك وامك وهاجر..
ابا قاسم سكنت جبشيت ومسجد شيخها الشهيد
عشقناك قائدا مربيا مجاهدا مقاوما وشهيدا

(*)  استشهد في 23 حزيران/ يونيو 1994

وقد زفته المقاومة الإسلامية بالبيان التالي:
"بمزيد من الألم والحزن تلقينا نبأ استشهاده الأخ المجاهد محمد مرتضى "أبو قاسم" إثر انفجار عبوات ناسفة وضعت على الطريق العام بين بلدتي كفرتبنيت وزوطر أثناء مروره بسيارته وأدت إلى استشهاده على الفور... إننا إذ ننعى إلى أمتنا الصابرة المعطاءة واحداً من أبنائها الشرفاء وإلى إخوتنا المجاهدين في المقاومة الإسلامية الأبية أحد كوادرها البارزين الذي أفنى ردحاً طويلاً من عمره في مقارعة الصهاينة وسعى في الليل والنهار لخدمة شعبه ومجتمعه، ندعو وبكل مسؤولية السلطات الأمنية إلى العمل بجد للكشف عن هوية المخططين والمنفذين لهذا الاعتداء الآثم وإلى بتر الأيدي التي تريد العبث بأمن أهلنا الصابرين ومجتمعنا المقاوم والتي هي بلا شك أيدٍ "إسرائيلية".

من وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ﴾ صدق الله  العلي العظيم
من ذات نفسي ومن قناعتي الذاتية بوجوب محاربة الصهاينة المحتلين وهذا واجب إسلامي. قررت بأن أحارب وأدافع عن أرضي وشعبي ما دمت حياً. وإن قتلت في هذا السبيل فأكون إن شاء الله عند الله شهيداً. وهذا ما أتمناه من كل قلبي. وإنني أوصي أخوتي أن يعيشوا أعزاء شرفاء.
وأوصي والدي ووالدتي بألا يحزنوا بل يفرحوا. كما أوصي رفاقي بأن يقدموا المساعدة لكل من يقوم بالعمل الإسلامي والواجب في الجنوب. وأوصي الخطيبة بألا تحزن وأن تتابع دورها في العمل الذي بدأته.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف