نقاط على الحروف
قطار النصر.. والمحطة اليوم سوريا
ليلى عماشا
بعد سنين الحريق، وبعد احتراق كلّ أوراق "العِدا" في الشأن السوريّ، بعد حرب بألف معركة، ودم عزيز رُفع على مذبح المقاومة قرابينَ، بعد همّ وصبر وصمود وإباء، اكتسحت سوريا العالم بكلمة حبّ وحقّ بعد أن حوّلها السوريون إلى صوت ينتخب أسد سوريا، بشّارها ابن حافظها، لولاية رئاسية جديدة، في مشهد انتخابيّ حرّ صفع وجه العالم.. محور المقاومة ممثّلًا بالرئيس بشار الأسد حقّق نصرًا جديدًا، نصرًا ككلّ انجازات محور الحق، ساطع لا يُخفى ولا يُكذّب، مهما حاول الأعداء طمسه أو تشويهه.
انتصر الدم السوري على سيف أميركا وأدواتها المتشابكة المتكافلة.. انتصر للأرض وما حوَت من دماء بُذلت كي لا يسقط آخر حصن رسميّ عربيّ بوجه الغرب القاتل وأذنابه المتمثّلة بأنظمة عربيّة باعت شعوبها بثمن بخس، وقدّمت شرفها الوطني مجانًا "على ظهر البيعة".
بالأمس استعدنا صور الشهداء وأسماءهم قمرًا قمرًا، هرعنا إليهم نخبرهم أن الدم أزهر نصرًا شريفًا باسمهم.. تبادلنا التهاني بإنجاز لم نشكّك برهة بحتمية تحقّقه لأن فينا ما يكفي من اليقين بأن الحقّ المسقيّ دمًا وتعبًا ودموعًا لا بدّ أن ينتصر..
وعدنا إلى كلّ شريط الأحداث كي نبلغ كلّ التفاصيل، لنتأكد أن كلّ ما حدث لم يقوَ على المسّ بصمود سوريا وبشعبها الأبيّ الذي يعرف جيدًا ما يريد، مهما حاول غربان البلاد التشويش على المشهد..
وفيما كان أهل سوريا يحتفلون في شوارعها ويجدّدون العهد لرئيس سيّد شجاع، كان أحبّتها يشاركونها الاحتفال والبهجة من طهران الحقّ الشجاع وفلسطين النصر المدوّي ولبنان المقاومة الطاهرة ويمن السخاء المقاتل وعراق الحشد الأبيّ، وطبعًا بكثير من الحب ولا بأس ببعض السخرية ممّن بنوا كل حساباتهم منذ سنين على سقوط سوريا الأسد وتهيأوا، يا بؤسهم، لدولة سورية يقودها عميل أميركي أو أداة صهيونية.. وهيهات!
مِن الذي تنبّأ سابقًا بسقوط النظام السوري مرارًا وبنى على وهمه هذا أحلامًا ومشاريع وربّما مخطّطًا لصور "سيلفي" مع الشعب السوريّ، إلى من أعلنوا العداء لسوريا والذين من فرط حماستهم لدمارها اختلط عليهم الواقع بالأمنيات، وحين اصطدموا بالحقيقة نسوا شعاراتهم المتعلقة "بحق الشعب السوري بالتعبير والاختيار" فهاجموا الناخبين السوريين في لبنان.. إلى من قال قبل سنوات إنّ سقوط الدولة السورية مسألة وقت وكان بحسب ما قال يتهيأ للصلاة بحنين عثماني الطباع في المسجد الأموي.
سوريا التي ملأت الدنيا وشغلت الناس وأذهلت كلّ من في الأرض بصمودها وسيادتها وبقدرتها على اجتياز درب النار حرّة بطلة، والتي ما إن تألّمت حتى هبّ لنصرتها أحرار المحور ورجال شمسه، سوريا التي كلّلتنا جميعًا برائحة ياسمينها وقد كساه الدم ولم يخنقه، هذه "السوريا" العظيمة وقفت بالأمس فرحة، ومن مثلها باستحقاق الفرح بعد وجع السنين، وأفرحت قلب كلّ محبّ وكلّ حرّ، وسطرت للتاريخ تجربة ستُدرّس لاحقًا في علوم صون الأوطان والشرف..
مبارك لسوريا ولنا نصر بشارها على كلّ من عاداه، ومبارك لسوريا القوية فيض الحب الذي سال أصواتًا تقترع للحقّ وبه تحتفل في طرقاتها التي شهدت كيف المرتزقة أتوا إليها ليهشّموا وجهها الجميل وعادوا منها جثثًا أو عيونا هائمة تبحث عن جحر تتخفى فيه..
مبارك للسوريين جميعهم صمودهم الحرّ ودقّة بوصلتهم الوطنية..
مبارك لكلّ حرّ على الأرض النصر "الديمقراطي" الذي أنجزته سوريا الدولة ووضعته في مكانه الطبيعي وسياقه الواقعي كنصرٍ تلا النصر الفلسطينيّ وحتمًا سيليه نصر آخر في دول محور الحرية..
هذه هي سوريا، وهذا أسدها وهؤلاء هم ناسها الطيبون الأوفياء، يبقون ما بقي الليل والنهار والغاصب المغتصب يعود إلى دولة المنشأ التي حرّضته وجهّزته وأرسلته، إما جيفة وإما ذليلًا وبالحالين مهزومًا..
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/10/2024
المراسل الحربي لا ينقل "مجرد وجهة نظر"..!
26/10/2024