نقاط على الحروف
"سياديون" تحت خيمة البخاري
ليلى عماشا
وتحوّلت دار "البخاري" في لبنان إلى محجّة لزوارٍ تداعوا إليها وفودًا تسعى لنيل الرضا السعوديّ ونظرة عطف من وليّ أمر يهينهم علانية، وعلانية إليه يعتذرون.
بدأت وفود سياديي الغفلة بالوصول.. خيمة في خارج الدار تمّ تجهيزها لاستقبالهم فيها وبالدّور كي لا يحدثوا ضجيجًا يزعج "السفير" أو ربّما كي يتمكّن هذا من تنويع أصناف الإهانة مراعاة للفروق التي بينهم وهم الآتون من مشارب مختلفة للذلّ والمعتادون كلّ منهم على لون معيّن من ألوان الانبطاح.
اللافت في الأمر أنهم جميعهم لم يساورهم ولو القليل من الخجل فيما كانوا يتنافسون في إظهار التذلّل الساطع، كلّ بأدواته التي تتيح له التعبير أو التي اعتادها. فالسياسي استخدم الموقف المنبطح تمامًا للسعودية، والإعلامي جيّر خبرته ونثرها عند أقدام وليّه، أمّا "الفنان" فاحتار بين أداء أغنية تُطرب أو رقصة تظهر بلا كلمات حجم الاستعداد لأيّ شكل من أشكال الذلّ مقابل الرضا.. وجميعهم، لم يفكّروا برهة في ستر خضوعهم أو تجميله حتى، بل تنافسوا فيما بينهم على من يستطيع بلوغ مرتبة الإذعان الأوضح..
يتعدى الأمر الوقاحة، يتخطى الإذعان الصريح.. لقد تصرفوا كقافلة مجهّزة للعرض في سوق النخاسة.. هو مشهد يستطيب السعودي صناعته، ويُسرّ به لا سيّما بعد سقوط مشروعه "التكفيريّ" الذي أراده في سوريا ومع انتهاء حالة الأسواق الداعشية للاتجار بالبشر.. هم يعرفون جيّدًا ما يحبّ سيّدهم، ولا نملك أمام المشهد إلا حمد الله على نعمة الكرامة التي تجعلنا، نحن أهل العزّة المرصعة بالدم وبالصبر، سادة في كلّ صِلة، أحرارًا في كلّ موقف ومحترمين في كلّ زمان ومكان..
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024