نقاط على الحروف
إعلام امريكا والسيادة Don`t mix
ياسر رحال
يحار المرء في توصيف ما يقدمه بعض الإعلام اللبناني المؤمرك والمدعوم بالبترودولار تجاه السيادة الوطنية. تارة نجدهم يحملون لواء السيادة وأطواراً يركبون موجة "صفقة القرن" المقبورة تطبيلاً لما يسمى "الحياد"، ونزعاً لحقوق لبنان بسيادته على أرضه ومياهه عبر تقديم مقالة العدو وداعميه في أميركا وبعض الأعراب.
آخر إبداعات هذا الصنف المضروب من الإعلام، تصدير موقف للموفد الأميركي فرديرك هوف وهو صاحب خط هوف الشهير لترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، والذي قلص حق لبنان بمياهه، وتبنته حكومة فؤاد السنيورة البتراء في العام 2011 وتحديداً بما يعرف بالمنطقة الاقتصادية الخالصة والتي ضيعت على البلد قرابة 1430 كيلومتراً مربعاً يستفيد منها لبنان.
ثم تستضيف إحدى الصحف التي تمولها سفارات البترودولار هوف بمقالة تسعى لبث الشقاق والفرقة بين أصحاب الحق دون التطرق للاعتداء الصهيوني على السيادة سورية كانت أم لبنانية على مزارع شبعا، لتأتي بعد ذلك صحيفة زرقاء لم تعد تشبه صاحبها (الذي عمل من أجل تنفيذ انسحاب العدو الصهيوني من الاراضي التي احتلها يوم كان سفيراً للبنان في الامم المتحدة وسعى لتنفيذ القرار 425، وطبعاً لم ينسحب الاحتلال الصهيوني الا بسواعد سمراء مرغت انفه بالتراب في 25 أيار/ مايو 2000) فتزيد طينة التهديد والوعيد بلة بحضور الناظر الأميركي للضغط على اللبنانيين للتنازل عن حقوقهم دون أن يرف لها جفن على السيادة. وإذا أردنا تذكيرها فإن أحد شعارات الحملة الانتخابية النيابية في العام 2005 كان "10452 مترًا مربعًا" كما كان يردد بشير الجميل والتي بحسب الأمين العام لحزب الله تصل إلى قمم مزارع شبعا وتلال كفر شوبا ( واللي مش مصدق يروح يقيس المساحة).
بل عن أي حرية وسيادة يتشدق هؤلاء ويدعون أن هناك احتلالًا ايرانيًا للبنان عبر اقتصادي مزعوم يتنقل عبر الشاشات الثلاث التي أقرت انها قبضت ثمن تحشيد "الثورة" وقبلها عبر مدفوعات جيفري فيلتمان ومعلمه دايفيد هيل الذي أقر في الكونغرس بأنه دفع المليارات من أجل تشويه صورة المقاومة، ليتحدث عن أن عودة لبنان إلى كونه دولة طبيعية يبدأ من التحرر من الاحتلال الايراني.
هل رأيتم مقراً للجيش الايراني أو لحرس الثورة في تلال كفرشوبا أو مزارع شبعا؟ هل يرفرف علم الجمهورية الإسلامية هناك أم علم عدو احتل الأرض وحولها إلى منتجعات سياحية يستفيد منها صيفاً وشتاءً؟
بئس العبيد أنتم، لا يحق لكم الحديث عن وطنية أي طرف في لبنان فيما أنتم تصطفون إلى جانب العدو في احتلاله.
لبنان، لم يركع لمحتل، ولم يسجد لغازي، وحتى انتهاء التاريخ سيبقى عصياً، فهو أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم.. أما المطبلون لمجيء دايفيد هيل ليضغط على الحكومة اللبنانية المستقيلة من أجل التنازل عن تعديل المرسوم 6433 الصادر عام 2011 من أجل استعادة مساحة 1430 كيلومتراً إضافية إلى منطقته الاقتصادية الخالصة، فهو واهم، لأن السيادة لا تتجزأ، وإن غداً لناظره لقريب.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/10/2024
المراسل الحربي لا ينقل "مجرد وجهة نظر"..!
26/10/2024