معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

بعد
05/02/2021

بعد "الاتهام السياسي".. "الحدس" دليل "قالولو"

ياسر رحال

"الاتهام السياسي" كان مفردة جديدة أدخلها أحد أمراء الحرب في لبنان لتجييش طائفة بأمها وأبيها ضد من يعاديهم محليًا وإقليميًا.
اليوم تفتقت أريحية صحيفة "النهار" عن مفردة أخرى جديدة في العلم الجنائي والقانون واعتمدتها كدليل، ألا وهي "الحدس". فقد أفردت الصحيفة مساحة لمقال كتبته روزانا بو منصف، تحت عنوان لافت: "الاغتيال كعنوان لمرحلة مختلفة!"، ووسمته بكلمة دالة هي "لمرحلة مختلفة".

في تحليل مضمون سريع للمقال، تسرد الكاتبة فيلما هوليووديًا تربط به مجريات الأحداث بين لبنان والعراق، وللمفارقة البلدان في المهداف الأميركي، الأول لوجود المقاومة فيه، والثاني لارتباطه عضويًا بسوريا عبر انتشار "داعش" المصنوع أميركيًا بين البلدين، فضلًا عن مجاورته للجمهورية الاسلامية الايرانية.

وفي كلتا الحالتين، فإن هدف الأميركي في البلدين واحد، تعزيز سيطرة الكيان الصهيوني، وعدم السماح بعودة العراق ليشكل جبهة جديدة بوجه الكيان يخشاه ويعرف أن قدرته ستشكل خطرًا عليه.

المهم في المقال هو الربط مع ايران واتهامها بمحاولة اغتيال احد النشطاء العراقيين، وإسقاط نفس التهمة على حادثة مقتل لقمان سليم في لبنان.
والمفاجأة في المقال هي في صندوق وضع ضمنه، يسمّى في علم الإخراج الصحفي بـ: "الاستراحة".

الاستراحة في المقالة بالعادة تكون من نفس النص، لكن في مقالة بو منصف لم ترد الاستراحة كما هي في النص، بل استوحت إدارة التحرير نصها وهو: "على رغم المطالبة بالتحقيق القضائي في اغتيال لقمان سليم ولكن الحدس المنطقي والسياسي وحده كافٍ لاستنتاج طبيعة الرسائل".

بعد "الاتهام السياسي".. "الحدس" دليل "قالولو"


ايران تركت النووي والفضاء والكيان الصهيوني.. وخططت لقتل لقمان سليم، خلاصة مقال روزانا بو منصف اليوم في "النهار".. لكن ما هو الدليل؟
"الحدس"..

ترى ماذا لو قبلنا بالمعادلة وبدأنا تطبيقها؟

ـ هل يمكن القول إن "الحدس" يؤكد انتماء أعداء المقاومة إلى المحور الأميركي ـ الصهيوني وبالتالي اتهامهم بـ "الخيانة العظمى" لدس الدسائس لدى العدو والتحريض على مكون لبناني لقتله؟

ـ هل يمكن القول إن "الحدس" يؤكد ارتزاق هؤلاء من سفارة عوكر.. إن لم نوسع الدائرة ليتعاملوا مع الوحدة 8200 ومنحها داتا معلومات حساسة عن مراكز الجيش اللبناني والمقاومة من أجل استهدافها في أي عدوان جديد؟

ـ هل يمكن القول إن "الحدس" يسمح لنا باتهام كل قوة مسيطرة على منطقة وقع فيها اغتيال سابقًا.. لاحقًا.. بأنها خلف ما حدث؟

ـ هل يمكن القول إن "الحدس" يؤكد أن كل ما يجري من تجويع ومحاصرة للشعب اللبناني هو بسبب "فسدية" هؤلاء الآذاريين لدى رب عملهم الأميركي و..؟

ـ هل يمكن القول إن "الحدس" وبمنطقية هذه المرة، يؤكد أنهم هم وراء تفجير المرفأ لكي تستكمل الحرب على المقاومة واتهامها بتخزين النيترات؟

ـ هل يمكن القول إن "الحدس" يسمح لنا باتهام كل من يسأل عن جريمة قتل تحدث في لبنان أن فريق السفارة الأميركية الخاص هو من ينفذها ويجب أن يستدعوا جميعًا إلى التحقيق؟

"الحدس" يا سادة أصبح دليلًا.. كما البصارات وقارئات الفنجان، في صحيفة باعت أوراقها في سوق جفري فيلتمان لتشويه صورة حزب الله..بملايين الدولارات.

وسائل الإعلام

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف