معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

إيران النصر المبين
01/02/2021

إيران النصر المبين

غالب ابو زينب

يحمل شهر شباط/فبراير في طياته عبق النصر المبين. ففي مثل هذه الأيام المباركة انتصرت الثورة الإسلامية في إيران، وكان لها وقع هائل على انطلاق مرحلة جديدة في العالم ومحيطنا العربي والإسلامي، ما زالت نتائجها مستمرة إلى لحظتنا هذه. من واكب تلك الأيام المجيدة في لبنان يدرك تمامًا الساعات الخالدة التي عاشها المتحمسون للثورة الإسلامية في إيران، ومعظمهم من جيل الشباب الذي كان يتطلع إلى تجربة فريدة خرجت عن مألوف التجارب الحزبية السائدة والتي كانت قد وصلت إلى مأزق الانفصال بين القول والفعل، بين الشعارات التي تدعو إلى العدالة وحقوق الناس ومواجهة العدو الصهيوني، وبين ممارسة عبثية غارقة في وحول الزواريب الضيقة والمصالح الشخصية وغيرها، يطول الحديث لذكرها.

في تلك الأجواء جاء الانتصار، لتتفجر الأفراح العميقة من القلب، ولتسير التظاهرات المؤيدة للثورة، تحت مطر شديد الغزارة، باتجاه سفارة الجمهورية الإسلامية، هذا الكم من السعادة والفرح وتحقيق الذات بلغ أقصى ما يستطيع قلب أن يتحمل.

لقد كانت هامة الإمام الخميني (قدس سره) بإطلالته البهية وحضورها المهيب، وجاذبيتها المطلقة، وابتسامته الأخاذة وكلامه الحاسم الحازم، بالنسبة إلينا نحن المتلهفين إلى الثورة، القدوة التي تعكس ما آمنا به من مبادئ. لقد استطاع الإمام الخميني (قدس سره) وشعب إيران البطل أن يجسدها واقعاً ملموساً، وأن يعلن قيام الجمهورية الإسلامية رغم معارضة الإدارة الأمريكية وذهول الدول المحيطة والمحاور المختلفة.

 لقد انطلقت الجمهورية الإسلامية في إيران واستطاعت على مدى تاريخها الحافل أن تصنع خيارها المتفرد عن الشرق والغرب، وأن تفرد لنفسها مكاناً خاصاً وأساسياً في المنطقة والإقليم، وأن تكسر كل المؤامرات المتوالية التي استهدفتها، وأن تجهض الحصارات المختلفة، لتبزغ دولة علمية قادرة تحوي على عقول علماء من الطراز الأول بشهادة القاصي والداني، وأن تخرق تبعية السوق والسلاح، لتستحق عن جدارة موقعها وتقدمها، ولتغدو الآفاق أمامها مفتوحة، خاصة في مرحلتها الجديدة وانتصارها في انتزاع حقها النووي بكل جدارة.

إيران الثورة التي حققت ذاتها وأصبحت راسخة كدولة قوية، زاوجت في صلب سياساتها التي تعبر عن عمق قناعاتها، بين تطويرها الاقتصادي والعلمي وتأمين الرخاء لشعب الثورة، وبين الوقوف ومنذ اللحظة الأولى إلى جانب شعوب المنطقة في مواجهة الاحتلال الصهيوني لفلسطين ولجزء من لبنان (لم يكن هذا التأييد لفظياً أو يكتفي ببعض المساعدات). لقد انخرطت الجمهورية الإسلامية في إيران في التسليح والتدريب وتقديم المشورة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان وإلى المقاومة في فلسطين، وبالرغم من الثمن الباهظ لهذا الموقف إلى جانب المقاومين في مواجهة الصهاينة، والذي انعكس مؤامرات متعددة، إذ إن الكيان الصهيوني شكل خطاً أحمراً لم يستطع أحد من العرب أو المسلمين، أن يواجهه أو يتجاوزه، فإن إيران الثورة تجاوزت كل الضغوط ووقفت إلى جانب الشعوب والحق العربي والإسلامي، ولولا جهودها وتضحياتها إلى جانب المقاومة لما كانت هناك نتائج باهرة من تحرير للأرض وتوازن للرعب، وإلى انقلاب معادلة الداخل الفلسطيني مع العدو.

لإيران الثورة المساندة والداعمة والمؤمنة بقضية فلسطين وحق الشعوب العربية والإسلامية الحق بأن تعيش استقلالها وتتنعم بخيراتها الوفيرة ومواردها المختلفة، وهي ستبقى قبلة الأحرار والمستضعفين والساعين إلى الحرية، وستترسخ جمهورية إسلامية حديثة تجربتها مفتوحة والفضاء رحب أمامها بقيادة الولي الفقيه سماحة القائد الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله الشريف) لمزيد من التألق والنصر، فلك منا كل تحايا الحب والوفاء من القلب يا إيران.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف