نقاط على الحروف
حسين ودجاجته و"أقوى جيش" في المنطقة
فيصل الاشمر
حين كنا بعمر حسين شرتوني ابن ميس الجبل كنا نخاف الإشارة بأصابعنا نحو مستوطنة "مسكاف عام" الصهيونية الواقعة على تلة من تلال قريتنا والتي احتلها الصهاينة في العام 1948. كنا نشاهد جنود الجيش "الإسرائيلي" من بعيد كحبات خيار سوداء، وكنت أسأل نفسي كلما شاهدتهم: لماذا هؤلاء صغار الأجسام هكذا؟ ولماذا ممنوع علينا الإشارة إليهم وهم في هذا الحجم الصغير بحيث يعجزون عن الإضرار بنا من ذاك المكان البعيد؟
في ليالٍ كثيرة كان هؤلاء الجنود يعبرون السياج الشائك بين قريتنا وفلسطين ويسيرون على طرقات قريتنا القريبة من الحدود، وكلما رؤوا شخصاً زجروه أو ضربوه وصرخوا به "روخ بيتك".
وشاهدنا حبات الخيار السوداء تلك بأشكالها الحقيقية بعد ذلك، بعد أعوام، حين دخل هؤلاء قرانا غازين محتلين بحجة تخليصنا من "المخربين" الفلسطينيين. شاهدنا أطماعهم المخبأة تحت ضحكاتهم الصفراء، ومكرهم المغطى بحبات البون بون التي كانوا يوزعونها على الأطفال، كما شاهدنا هذه الأطماع مستترة خلف خزان الماء الذي كانوا يجولون به في القرى ليوزع على البيوت مياه الخدمة، وفي خاطر قيادتهم السيطرة على مياه الليطاني وكل مياه لبنان.
وكبرَ الذين كانوا بعمر حسين شرتوني، صاروا رجالاً أشدّاء، وعرفوا عدوهم، درسوا تاريخه الإرهابي منذ أن كان جرثومة خبيثة، إلى أن أصبح "كياناً" يرعب دولاً وشعوباً، دون أن يُرهب الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء.
وكان الذي كان، وجاء نصر الله والفتح على أيدي المجاهدين في سبيل الله، في العام ألفين، وكان الذي كان، يوم رد المجاهدون في العام ألفين وستة العدوان الصهيوني وجنوده، الذين عادوا إلى فلسطين المحتلة حاملين قتلاهم وجرحاهم وكرامةً ملطّخةً بعار الهزيمة، ليقف حسين شرتوني عند آخر شبر من حدود بلدته مع فلسطين المحتلة، يشاهد أولئك الجنود بأحجامهم الحقيقية، ويشاهد كل جبروتهم، مفتشاً عن دجاجته دون خوف، ويضطرهم إلى إطلاق رصاص الرعب في الهواء.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
10/04/2025
"الحدث".. أن يهين المشاهد عقله!
09/04/2025
لغةٌ سوقية للتغطية على العجز العربي
07/04/2025
مرسال الطاغوت: نفذّوا رغباتنا وإلّا!
04/04/2025
عن إرادة المقاومة في سورية
31/03/2025
مشهد العيد: رسالة مقاوِمة
التغطية الإخبارية
اليمن| بيان مليونية "جهاد وثبات واستبسال.. لن نترك غزة": نقول للأعداء عدوانكم فاشل سواء في غزّة أو ضدّ اليمن
الشيخ القطان: أمامنا خياران إما الذل والتطبيع وإما المواجهة والانتصار
اليمن| بيان مليونية "جهاد وثبات واستبسال.. لن نترك غزة": نؤكد أن العدوان الأميركي علينا بهدف منعنا من الوقوف مع غزة لن يثنينا مهما عمل بل سيزيدنا ثباتًا
اليمن| بيان مليونية "جهاد وثبات واستبسال.. لن نترك غزة": نعلن أننا لن نخذل غزة ولن نترك أهلها وحدهم ونقول لهم من جديد "لستم وحدكم"
لبنان| عز الدين والحجار يؤكدان ضرورة إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في مواقيتها المحددة
مقالات مرتبطة

الاعتداءات الصهيونية متواصلة.. إطلاق رشقات رشاشة باتجاه بساتين الوزاني وأطراف ميس الجبل

ميس الجبل تشيّع شهداء الغدر الصهيوني جراء الغارة على الضاحية

ميس الجبل تشيّع الشهيدين مي عمار ونجلها محمد حنيكة بموكب مهيب

بالصور.. تشييع الشهيد حسين علي هزيمة في ميس الجبل
