نقاط على الحروف
فرعون حاكمية مصرف لبنان يحاصر قمح الفقراء
ليلى عماشا
"رفع الدّعم"، عبارة تصدّرت أحاديث النّاس في الآونة الأخيرة، ولا سيّما يوم أمس حيث تم تداول خبر مفاده أنه سيتمّ رفع الدعم عن الطحين ما عدا المخصّص لصناعة الخبز العربي، في حين أشارت مصادر السراي الحكومي إلى أن قرار الدعم تتخذه حاكمية مصرف لبنان، بعد أن أبلغ فرعون الحاكمية رياض سلامة المجتمعين في السراي أن لا أموال لديه للدعم وأن على الوزراء تحديد المواد الاساسية والضرورية جداً التي سيتم دعمها.
صور عديدة تجتاح الذهن مع هذه الأخبار:
- أكداس الهبة العراقية من الطحين الذي تُرِك للتعفّن والرطوبة تحت مدرّجات المدينة الرياضية، والتي كشفت وجودها بهذه الحال بلدية الغبيري، وواجهت عناد وزارة الاقتصاد التي آثرت ترك الطحين بهذه الحال عوضًا عن توزيعه للأفران وللناس.
- طوابير الناس على أبواب الأفران كلّما شاءت نقابتهم ابتزاز الفقير بلقمته، الأفران التي كانت تستخدم الطحين المدعوم لتصنيع "خلطاتها" من المعجنات ثمّ تشكو من أنّ ما تتسلمه لا يكفي لسدّ حاجات الناس من الخبز كذريعة لرفع سعر ربطة الخبز أو تقليل زنتها.
ويحضر إلى الذهن أيضًا مشهد حقول القمح التي تمّ إحراقها في سوريا، ومشهد الإصرار على استيراد القمح عبر وكالات حصرية عوضًا عن دعم المزارعين في لبنان، فدعم المزارعين كفافه من القمح ذي النوعية الجيدة.
مشاهد كثيرة، يتخلّلها طبعًا صور "السلع المدعومة" والتي يجب أن تباع في لبنان، معروضة على رفوف المتاجر في تركيا وبعض الدول الأوروبية.
وبالمقابل، تستقر أمام العين صورة رياض سلامة، الحاكم الذي أوكل إليه أمر تفعيل آليات الحصار، باسمًا، مستهترًا حدّ القتل العمد، ساعيًا بكلّ ما أوتي من ولاء للأميركي إلى شدّ حبال يريدها سيّده مشنقة حول رقابنا جميعًا. وتمرّ عبرها صور كلّ المساهمين معه ومثله في تهديد الناس بلقمة أولادهم، وبوضع هذه اللقمة في قائمة الابتزاز والأذى المادي والمعنوي، تمامًا كما فعل في مسألة الدولار الطالبي، والذي وضع آلاف الطلاب اللبنانيين في جامعات الخارج من أبناء الفقراء تحت خطر ضياع سنواتهم الدراسية وتعبهم وتعب أهاليهم، وتمامًا كما فعل في كلّ قطاع يُعوّل عليه في سبيل كسر كل احتمالات التحرّر الاقتصادي. وهذا هو دوره الوظيفي الذي نال على حسن أدائه الجوائز العالمية تحت مسمّى رسميّ هو "حاكم المصرف"، فبكل المعايير، فشل هذا الرجل في أداء مهمته الرسمية، ونجح، نعم نجح في أداء دور السكين التي يحملها الأميركي وبها يحزّ أوردة البلد ومفاصله الاقتصادية.
سرى الخبر في قلوب الفقراء يوم أمس كالنار. وما بين "شامتين" فوضويين لا يختلفون إلا بالشكل عن النظام المصرفي وحاكمه، وبين محترفي التهويل والتحريض على الهلع، وبين المصرّين على ابتزاز أهل المقاومة عبر تحميلهم مسؤولية ما وصلت إليه الأمور، ثمة بارقة منطق تشير إلى أن لبنان يزرع القمح وأنّه يمكن شراء القمح مباشرة من المزارعين وتحويله إلى طحين وبالتالي عدم الخضوع لأصحاب الوكالات الحصرية ولا لحاكمية النهب الممنهج. وثمّة يقين بسيّد صادق قال إنّنا لن نجوع، مهما اشتدّت الأزمة ومهما ازدادت مفاعيل الحصار ومهما اتخذت آلياته أشكالًا متوّحشة.. هم يهدّدوننا بالجوع قريبًا، وعلى كلّ المستويات، الغد لناظره قريب، وقد يحمل ما ليس في حسبان سلامة، ولا في حسبان مشغّليه.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
11/04/2025
"نداء الفتنة".. إعلام موجّه لخدمة الأعداء
10/04/2025
"الحدث".. أن يهين المشاهد عقله!
09/04/2025
لغةٌ سوقية للتغطية على العجز العربي
07/04/2025
مرسال الطاغوت: نفذّوا رغباتنا وإلّا!
04/04/2025
عن إرادة المقاومة في سورية
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| شهيدٌ بقصف صهيوني على حيّ قيزان رشوان بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة
بدء جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي المخصصة لاستكمال البحث بمشروع قانون إصلاح أوضاع المصارف
وزير العمل محمد حيدر قبيل جلسة مجلس الوزراء: القانون يبحث عن تنظيم عمل المصارف وليس للبحث بأموال المودعين
وزير الاقتصاد عامر بساط قبيل جلسة مجلس الوزراء عن قانون إصلاح المصارف: صندوق النقد يدرك أن مشروع قانون إصلاح المصارف يتطلب وقتًا وبحثًا سياسيًا واقتصاديًا وقانونيًا وهو واقعي
لبنان| بدء توافد الوزراء إلى السراي الحكومي للمشاركة في جلسة استكمال البحث بمشروع قانون إصلاح أوضاع المصارف
مقالات مرتبطة

تداعيات رسوم ترامب: قفزة للذهب وانخفاض بأسعار النفط والدولار

"بريكس" والشرق الأوسط والنظام العالمي الجديد

هل أوشك العالم على التحرر من هيمنة الدولار؟!

لافروف: موسكو وبكين توقفتا بشكل شبه كامل عن استخدام الدولار في تجارتهما المتبادلة

غرب آسيا والحيثية الدولية للولايات المتحدة الأميركية

بعد انتهاء جلسة استجوابه.. مذكرة توقيف وجاهية بحق سلامة

القاضية عون تُعيّن موعدًا لاستجواب سلامة في ملف "أوبتيموم"

توقيف صاحب الأرواح السبع: الأسئلة أكثر من الأجوبة

المطلوب كشف الحقائق في "فوري" و"أوبيتموم" والودائع: هل يجرؤ القضاء على محاكمة فعلية لسلامة؟
