معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

يوم الشهيد.. أجمل الأعياد
11/11/2020

يوم الشهيد.. أجمل الأعياد

أمير قانصوه

جاء العيد.. ارتدى أفضل بزة في خزانة ملابسه، ليبدو في أجمل حلّة، أخرج زجاجة العطر التي يحتفظ بها منذ سنوات، قبلها، ثم رشّ بعضا منها، وأعادها الى مكانها في ذلك الصندوق الخشبي، الذي يضم أغلى ما يملك، صورا وذكريات وقلادة صغيرة لم ينس أن يعلقها على صدره لجهة القلب.

اكتملت أناقة "أبو الشهيد"، خرج ينتظر أمام باب منزله، لحظات ومرّت سيارة الحاج أبو عباس لتقلّه مع آخرين الى ساحة البلدة.

اصطف الرجال، رجال كثيرون من وجوه المدينة، لكن الحاج "أبو الشهيد" تقدم جميع الرجال، حمل اكليل الورد، عزف أفراد الفرقة الموسيقية لحناً حزيناً، رفع الشباب أياديهم الى الاعلى، تلوا القسم بحماسة عالية، تقدم أبو الشهيد بخطوات بطيئة، والى جانبيه تفتحت ورود الجوري ذات اللون الأحمر، رفع رأسه شامخاً وسار الى جانبه آباء الشهداء، وخلفه كل الرجال حتى وصل الى أسفل النصب التذكاري، الذي يرمز الى بطولات المقاومين، انحنى قليلا ووضع اكليل الورد.. ثم استدار الى حيث الجمع.. ارتفع الصوت عالياً "قسماً بالمهدي.. وبروح الله .. بالخامنئي.. بولي الله.. بالسيد عباس.. شهيد الله.. إنّا على العهد.. يا نصر الله..".

يوم الشهيد.. أجمل الأعياد

بالنسبة لهذا الوالد الذي قدّم خيرة أبنائه في سبيل دينه ووطنه وشعبه، يمثل يوم الشهيد من كل عام، أجمل الأعياد. ففي هذا اليوم يعود ابنه الشهيد إليه، يفتح صندوق ذكرياته، صورا من طفولته وفي الكشافة ويوم تخرجه من الجامعة ويوم زفافه، وأوسمة كثيرة.. ويتأمل صورته في ميدان الجهاد.. كل شيء في هذا اليوم يعيده الى زمن مضى حين امتشق ابنه المقاومة عقيدة وسلاحاً، وانطلق الى خطوط القتال ليذود عن قرى كانت تستباح، وعن شعب كان يقتل وعن ارادة كادت تسلب وعن وحدة وطن يريده العدو ممزقاً لا يملك أي قدرة، فيسهل عليه احتلاله وسرقة ثرواته.

انه يوم الشهيد الذي يشكل لأسر الشهداء يوم عيد حقيقي فيه يستذكرون أبناءهم الذي صنعوا التحرير ودفعوا الاحتلال عن أرضهم ويقدمون قسم العهد والوفاء بصون الخط الذي دفعوا فيه أغلى ما يملكون.

يوم الشهيد

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل