نقاط على الحروف
هنية يخرق سيادتنا.. وشينكر يعززها!
سعد حمية
انتفض دعاة "السيادة" المشوهة وغير المتوازنة وأنصار"الحياد" بشقيه "الإيجابي" و"السلبي" معطوفاً على "النأي بالنفس" فضلاً عن منظري تحالف "الفرنكوفون" و"الانكلوفون" وناشطي NGO والمنضوين في تحالف "البترو دولار" من سياسيين واعلامين لشن حملة عنيفة على زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى لبنان ولقائه المسؤولين اللبنانيين سواء من الرسميين أو غير الرسميين وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.
هذه الحملة على ضراوتها، والتي بدأت بوادرها منذ الاعلان عنها بتوقيت لافت محلياً واقليمياً، ليست مستغربة أو مفاجئة، وهي ليست كما يحاول البعض أن يُظهٍّرَها وكأنها رد فعل على موقف أطلقه هنيّة هنا أو هناك، انما هي عائدة لحسابات كبيرة لدى منتقدي الزيارة، وهي تنطلق من الساحة اللبنانية لتتوسع إلى دائرة أوسع تشمل مدعي السيادة والمطالبين بالحياد المدعومين من الولايات المتحدة الأميركية وتحالف تصفية القضية الفلسطينية من بعض الامارات والممالك الخليجية.
والعجيب أن الغيرة اشتعلت لدى هؤلاء على "السيادة " و"الحياد" اللبنانيين، وجعلتهم يرون خرق هنية لـ"السيادة اللبنانية" ويتعامون عن زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شينكر الذي لم يلتق أيا من المسؤولين الرسميين اللبنانيين في رسالة واضحة للحكومة واقتصرت لقاءاته على لقطائه من جمعيات "الثورة" الممولة من USAID!
لقد
وأيضاً، ثارت حميتهم السيادية وبلغت ذروتها واجمعوا ـ ويا للصدفة ـ كلهم على أن تهديد هنية بصواريخ غزة لـ"تل أبيب" وما بعدها استباحة للسيادة وتهديد للسلم والاستقرار اللبنانيين! لقد كدنا نظن لشدة المواقف أن هنية أعلن الحرب على "اسرائيل" باطلاق صواريخ حماس من المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان! والحقيقة هي انه هدد "اسرائيل"، وهذا وحده أمر جلل لا يمكن تجاوزه أو السكوت عليه، لا أميركياً ولا اسرائيليا ولا حتى سعوديا، وهو يستدعي بالتالي أعلى درجات الاستنفار والغضب في زمن التطبيع الإماراتي والسوداني وتحفز المملكة للقفز إلى الطاولة للرقص على معزوفة التطبيع تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية نهائياً والاستراحة من عبئها!
ما يغيظ هؤلاء، انه في الوقت الذي لم يجد الاميركي والاسرائيلي فيه حلا لما يسمونه صواريخ حزب الله الدقيقة في لبنان، تأتي حماس وصواريخها في غزة لتكمل المشهد وتعيد خلط أوراق المنطقة من جديد على تطورات وتعقيدات يبدو انها ليست في مصلحة تحالف تصفية القضية الفلسطينية.
أكثر من ذلك، نكاد نشعر ان هؤلاء انما يتذرعون بالسيادة والخوف على الاستقرار في لبنان لان إسرائيل تمارس يومياً مختلف انواع انتهاك السيادة اللبنانية ميدانياً وسياسياً، ولكن يصمت هؤلاء صمت ابي الهول عنها، وكأن تهديدات بنيامين نتنياهو وجنرالات جيشه وتحليق طائراتهم المسيرة والحربية في الأجواء اللبنانية واختراق الحدود اللبنانية براً وقصف المدنيين العزل لا تمس سيادتهم ولا كرامتهم!
والاغرب من ذلك، ان بعض مدعي السيادة والاستقلال، وظف مواقف هنية في الشؤون المحلية إذ ان بعضهم رأى فيها "كسرًا لمبدأ النأي بالنفس وإطلاق رصاصة الرحمة عليه" و"محاولة تفخيخِ للمبادرة الماكرونية عبر المزيد من إغراق بيروت في التمحور الاقليمي" إلى ما هنالك من توصيفات تخدم التأليب والتحريض على الزائر والمضيف اللذين وان كانا يصنفان أميركيا واسرائيليا انهما منظمتان ارهابيتان، إلا انهما عمليا يشكلان جناحي المقاومة الفاعلة ضد "اسرائيل".
وهنا للحظة ما يختلط محلياً "النأي بالنفس" مع "الحياد" بفروعه الإيجابية والسلبية فينتج عنه خليط كيميائي ذو رائحة كريهة كالتي تنتشر في بعض امارات وممالك الخليج التواقة للتطبيع مع "اسرائيل" وتصفية الحسابات مع المقاومة التي ستبقى محلقة عالياً في فضاء السيادة والاستقلال الحقيقي وهو ما يثير قلق ومخاوف مدعي السيادة زوراً الذين لم ولن تستقيم حساباتهم يوماً.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024