نقاط على الحروف
انتفاضة القطيف والأحساء 1400هـ: وعي سياسي ممهور "بختم كربلاء"
سناء إبراهيم
لم يكن حدثاً طارئاً ولا سحابة عابرة. انتفاضة المحرم المجيدة من عام 1400هـ /1979م، كانت هبّة شعبية غير مسبوقة، أرّخها التاريخ وجعل منها انطلاقة أساسية لمنطقة عانى أهلها التهميش والتمييز والحرمان الاقتصادي رغم خيراتها وثرواتها التي تجعل منها أغنى منطقة تحوي في أحشائها ذهب الأرض وثرواتها. ثروات جعلت من النظام السعودي القائم على أجساد آلاف الضحايا، وأشلاء القتلى والذي اتخذ من السيف سلاحاً والقمع والسطوة وسفك الدماء عملاً دؤوبًا لحماية ملكه وعرشه من السقوط والتهاوي، فراح يرقص على أنغام التنكيل والاضطهاد والانتقام من أبناء المنطقة الشرقية الذين جعلوا من تاريخهم وثورتهم تاريخ عز ونضال.
يحيي أهالي المنطقة الشرقية اليوم، الذكرى الواحدة والأربعين لانتفاضتهم المجيدة، تحت شعار "بختم كربلاء"، تأكيداً على أن بذور انتفاضتهم انطلقت من عاشوراء الإمام الحسين(ع) بكل ما تحمل من مفاهيم للتضحية والفداء. فقبل 41 ربيعاً، استلهم أبناء القطيف والأحساء من ثورة الإمام الحسين (ع) مفاهيم العزة والكرامة وبذل التضحيات بالأنفس والأرواح وعدم الرضوخ والركون للاستبداد والاضطهاد مهما كانت الأثمان. ولأن المنطقة كانت محرومة من أبسط حقوقها وكان تضييق الخناق على الحريات الدينية وإحياء المراسم العاشورائية يطفو على المشهد العام، لسنوات طوال، قرر أهالي القطيف الأحساء في ليلة السادس من المحرم 1400هـ، الموافق 25 نوفمبر 1979م، كسر حاجز الصمت والحظر المفروض على الشعائر الدينية والممارسات العبادية للطائفة الشيعية، تحت مزاعم التكفير من قبل النهج الوهابي، وأشعلوا فتيل ثورتهم الحسينية، وانطلقوا إلى خارج المآتم والحسينيات لتأدية العزاء، عبر تظاهرات سيّارة جابت شوارع البلدات، عقب الاستماع إلى المجلس العاشورائي في الحسينيات والمساجد، وحينها، لعب الخطباء دوراً بارزاً في التشجيع على الثورة على الظلم وتطبيق مفاهيم عاشوراء الإمام الحسين"ع".


بعد 41 عاماً على انتفاضة المحرم، التي استلهمت مفاهيمها من ثورة كربلاء، وتأثرت في انطلاقتها بالثورة الإسلامية في إيران بقيادة روح الله الخميني (قده)، يجزم إحياء ذكراها بعد عقود، بأنها ثورة ذات هوية وهدف سام، يتطلع أبناؤها لتحقيق العدالة المجتمعية والحرية والمساواة، وإلغاء التمييز الطائفي، ويستمرون من أجل كسب حقوقهم المشروعة، خاصة وأنهم في المنطقة الأغنى من الجزيرة العربية بالنفط والذهب الأسود، وهي تعوم على خيرات الأرض التي نهبها الحكام ولا يزالون، كما يمعنون في التنكيل بأصحاب الأرض ويستمرون بمحاولات تكميم الأفواه والنيل من الأصوات المطلبية والمعارضة لسياساتهم الظالمة. ولعل ما انتجته الانتفاضة المجيدة التي امتدت جذورها إلى انتفاضة الكرامة في القطيف أو ما عرف بالانتفاضة الثانية لهو خير دليل على أثرها الدامغ في نفوس أبناء المنطقة من جهة، وأرق النظام من "القطيف والأحساء" من جهة ثانية.
إذاً،
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
11/04/2025
"نداء الفتنة".. إعلام موجّه لخدمة الأعداء
10/04/2025
"الحدث".. أن يهين المشاهد عقله!
09/04/2025
لغةٌ سوقية للتغطية على العجز العربي
07/04/2025
مرسال الطاغوت: نفذّوا رغباتنا وإلّا!
04/04/2025
عن إرادة المقاومة في سورية
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| شهيدان في قصف جوي "إسرائيلي" استهدف منزلًا لعائلة كحيل في شارع النخيل بمنطقة الشعف شرقي مدينة غزّة
فلسطين المحتلة| شهيدٌ بقصف صهيوني على حيّ قيزان رشوان بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة
بدء جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي المخصصة لاستكمال البحث بمشروع قانون إصلاح أوضاع المصارف
وزير العمل محمد حيدر قبيل جلسة مجلس الوزراء: القانون يبحث عن تنظيم عمل المصارف وليس للبحث بأموال المودعين
وزير الاقتصاد عامر بساط قبيل جلسة مجلس الوزراء عن قانون إصلاح المصارف: صندوق النقد يدرك أن مشروع قانون إصلاح المصارف يتطلب وقتًا وبحثًا سياسيًا واقتصاديًا وقانونيًا وهو واقعي
مقالات مرتبطة

انتفاضة المحرم في القطيف والأحساء.. معرض في قم المقدسة

الانتقام المؤجّل: أبناء القطيف الى البعثرة

سلطات آل سعود تعتقل أبرز خطباء القطيف الشيخ حسن الخويلدي

نظام آل سعود يستولي على ممتلكات القطيف وتاروت

مجدّدًا.. الإعدامات تُحاصر مستضعفي القطيف

جرحى المقاومة يجددون العهد من مقام السيدة زينب(ع)

شوقٌ لطريق الأربعين

بالصور: من مقام السيدة رقية(ع) إلى مقام السيدة زينب(ع)

عهد الأربعين.. العشق الحسينيّ لا نهايةَ له
