نقاط على الحروف
الابنة سر أبيها.. شيا سفيرة الفتنة
نوح عواضة
يجتمع مجلس الشيوخ في القسم الآخر من الكرة الأرضية، في قارة أخرى ببلد غربي بعيد، ليس له علاقة سياسية أو اقتصادية ببلدنا، ليحدد سياستنا وحدودنا الاقتصادية، وما يسمح لنا من خيارات. وبضربة مطرقة واحدة، يحدد القاضي الأمريكي الارهابيَّ منا من الوطني.
وإذا كان هذا التصريح طبيعيًا لأي سفير في أي بلد في العالم، إلا أن ما هو غير طبيعي، مواقف بعض السياسيين اللبنانيين الطامحين الى الـGreen card الامريكية. فمن يسمع شيا تحاضر بحرية الاعلام لا يتصور انها خريجة الكلية الحربية الوطنية الامريكية، ولا يظن انها شغلت منصب المسؤول السياسي في سفارة بلادها في "تل ابيب". فشيا تحولت خلال أشهر قليلة إلى مرجعية للعديد من المسؤولين اللبنانيين. هي التي كبرت على سماع قصص والدها براندان شيا حول خدمته العسكرية في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، والذي شارك أيضاً في خطة مارشال، الخطة الاقتصادية الامريكية التي قسمت أوروبا قسمين شرقي وغربي، حينها اجتاحت الجمعيات الخيرية "غير الحكومية" - اي الامريكية - أوروبا، وعانى القسم الشرقي من الجوع والفقر، وتمتع القسم الغربي بالغناء والثروة. ويبدو أن دورثي شيا تسير على خطى أبيها، لكن أميركا في ذلك الحين لم تكن تملك رئيساً فظاً كترامب، ولا اقتصاداً متوحشاً كاقتصاد أميركا اليوم.
ف
لم تيأس الأبنة الأصغر بين أخواتها الستة من فشل تجربة استغلال الاحتجاجات، بل عادت لتبدأ حملة تحريض اعلامية ضد المقاومة، وتحميلها مسؤولية سوء الأوضاع الاقتصادية، وهي التي خطبت أمام اللجنة الخارجية في الكونغرس وقالت ان الازمة الاقتصادية اللبنانية نتيجة الفساد وتراكم الديون. أخرجت تصريحات السفيرة الامريكية السفارتين الايرانية والصينية في بيروت، واللتين انتقدتا الدور الأمريكي السلبي على صعيد تقدم وازدهار لبنان، عن صمتهما. ولم يكن قرار القاضي مازح سوى انعكاس لصوت الكثيرين من اللبنانيين الغاضبين بوجه تدخلات الادارة الامريكية.
فلا تزال السفيرة الامريكية في لبنان تحن إلى أيام عملها في القاهرة. وقد يكون ذلك بسبب تعثرها في تغيير مواقف اللبنانيين من سلاح المقاومة، الا انها دون شك "تؤثر" على العديد من صديقاتها العرب الناشطات في المجالات الاجتماعية والاعلامية، وذلك يظهر في نوعية نشاطاتهن ومواقفهن السياسية والاجتماعية المتطابقة مع مواقف الادارة الامريكية.
هي ليست المرة الاولى التي ينتفض فيها قاض ويقدم استقالته، ولكنها من المرات النادرة التي يقف فيها في وجه أعتى قوة في العالم ويتحدى غطرستها. يستحق القاضي محمد مازح بعد قراره البطولي الكثير من التحايا وهو الذي وقف إلى جانب المودعين بوجه النظام المصرفي الفاسد.
قرار مازح المعنوي كان رسالة قوية من احد القضاة في جنوب لبنان إلى واشنطن "أغلقوا باب الفتنة الأمريكي عن لبنان".
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024