نقاط على الحروف
النفط: سلعة سعودية وسلاح أمريكي
ايهاب زكي
"السيطرة على أسعار النفط وكمية إنتاجه هما من ركائز الأمن القومي الأمريكي"، هذه خلاصة دراسة في جامعة هارفارد. رغم أنّ هذه الخلاصة ليست بحاجة إلى دراسات بحثية استكشافية، فالواقع يغص بالشواهد والأدلة التي في متناول اليد، لذلك فإنّ ركائز الأمن القومي الأمريكي ليست للعبث حتى من ساكن البيت الأبيض شخصياً، فكيف يريدون إقناعنا أنّ حرب الأسعار النفطية المتجددة هي حربٌ سعودية روسية؟
محاولة إقناعنا بذلك هي عملية تهريج لكنها ترتدي ثياب الوقار، حتى تجعل السخرية والضحك على هذا الهزل مستهجناً بل سخيفاً، فلا يمكن فهم أو تأصيل حربٍ نفطية سعودية على روسيا، دواعيها ومبرراتها وأهدافها ونتائجها، والانطلاق من هذه الفرضية هو السخف عينه، لأنّه دون وجود الولايات المتحدة كطرفٍ أصيل في هذه الحرب، لا يستطيع أحدٌ الوصول إلى خلاصة واقعية وحقيقية، كما لا يستطيع قلمٌ مهما أوتي من أدوات التجميل أنّ يجعل من المسوخ أبطالاً أو حتى أنداداً.
عام 2014 هبطت أسعار النفط بشكل مفاجئ مما يقارب 120$ للبرميل إلى ما دون 50 % للبرميل، وكان ذلك بسبب الإصرار السعودي على عدم خفض الإنتاج، وقد تعاظمت الآمال في حينها أن يتسبب هذا الانخفاض الهائل في الأسعار بالضغط على روسيا وإيران تحديداً. وبدأ العالم في ضبط ساعته لساعة الصفر التي تعلن روسيا فيها عن تنازلاتٍ مؤلمة في الملفين السوري والأوكراني، كما تسارع إيران لفعل ذلك أيضاً تحت طائلة ذات الأزمة، بالإضافة لتنازلاتٍ في الملف النووي كذلك. وكانت الولايات المتحدة تسعى لإعادة اجتراح التاريخ لأواخر الثمانينيات من القرن المنصرم، حيث قامت السعودية بذات الفعل ليصل سعر البرميل إلى 10 دولارات، وهو ما أدى لاستنزاف الموازنة السوفياتية خصوصاً مع استنزافٍ حربي في أفغانستان، وهو ما ساهم في انهيار الاتحاد السوفياتي. والقياس على ذلك بوجود الولايات المتحدة بأهدافها يبدو وجيهاً، بعكس محاولات التنقيب بلا جدوى عن أهدافٍ سعودية تختبئ خلف صقوريةٍ كاذبة، حيث خسرت أرامكو 300 مليار دولار في اليوم الأول لهبوط الأسعار، هذا دون احتساب ما تخسره المملكة يومياً وهو مئات الملايين، وهذا الإصرار الذي هو أقرب للبلادة، يشبه ما قاله وزير النفط السعودي عام 2014، "سنظل ننتج حتى لو وصل السعر إلى 20$".
ف
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024