نقاط على الحروف
عزيزي المسؤول اللص
فيصل الأشمر
لأننا في بلد عجيب غريب في البلدان، لا هو دولة كما يجب أن تكون الدولة، ولا هو مزرعة إذا حسبناه وفق تعريف المزرعة، أجدني أخاطبك الآن عوض أن تكون مقبوراً في سجنك، محكوماً عليك بعشرات السنين من الأشغال الشاقة بسبب ما سرقته من خيرات البلد وما سببته للبلد من أضرار اقتصادية وغيرها.
ولأن البلد كما ذكرتُ، ولأنك لن تكون في سجنك لأن خلفك زعيمك اللص الأكبر، وطائفتك التي تشعر بالإهانة العظمى في حال ذُكر اسمك بسوء أو بغير سوء، وإن نقداً أو لوماً، فلا بد من الاتفاق معك على التالي:
بما أن سيادتك ستبقى في السلطة طالما بقي زعيمك وحزبك فيها، وبما أن التغيير للأفضل سيكون على يدك ويد أمثالك، يا للعجب، مُصلحها حراميها، فاسمح لنا، نرجوك، أن نعفو عما سرقت من خيرات البلد وهو ما يكفيك ويكفي سلالتك الملعونة إلى عشرات ومئات السنين القادمة، لا هنّأك الله ولا هنّأهم بها، لا الخيرات ولا السنوات، ولنبدأ صفحة جديدة، نغض فيها الطرف عن ماضيك المافياويّ، وننصّبك مصلحاً للبلد، يا للسخرية، ومنقذاً اقتصادياً لها.
نعم، عزيزي المسؤول اللص، هذا الأمر يشبه ما يقوله المثل: اليد التي لا تستطيع قطعها قبّلها وادعُ عليها بالقطع، وأنا مواطن عاجز أمامك وأمام زعيمك العظيم، فهل تسمح لي بتقبيل يدك الكريمة؟
صراحةً لا أعرف متى ينتهي هذا الوضع الكارثيّ في البلد. ولا أظن أحداً يدري. المسؤول موغل في شرب دم اللبنانيين ولم يعد لديه أي شعور بالإنسانية، يساعده على فساده صمت اللبنانيين المتحير، لا يعرفون ماذا يفعلون، ولا أية وسيلة يستعملون للتخلص من هذا اللص وأمثاله، ولا تظاهرةَ تجمعهم، ولا مطلبَ يوحدهم، إن تظاهرت طائفة استنكفت أخرى، وإن تظاهرت الأخيرة استنكفت الأولى، والشك وسوء الظن المتبادل يباعد بينهما، وإن دعا حزب إلى تظاهرة امتنع حزب آخر، وإن دعا الأخير امتنع الأول، وفي جميع الحالات إن تظاهر مواطنون غير طائفيين أو غير حزبيين لم يردفهم حزب ولا طائفة.
وفي كل ذلك للدول أيدٍ متدخلةٌ وأرجل، ومستفيدون داخليون وخارجيون من بقاء البلد على ما هو عليه بل أكثر، ينتظرون تدهور وضعه السياسي والاقتصادي أكثر، والهدف الأكبر لديهم ضرب المقاومة.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024