معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

مملكة الجاهلية في المتحف الوطني اللبناني
23/09/2019

مملكة الجاهلية في المتحف الوطني اللبناني

سالم شهاب

وفقَ ما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية فقد "زها" المتحف الوطني اللبناني يوم أمس بـ"اليوم الوطني السعودي"، وتدفق شلال المديح من ألسنة لو كانت خرساء لحركها منظر الدولارات والأعطيات، والسخاء السعودي، فكيف لو لم تكن هذه الألسنة خرساء، ولو لم تكن مسبّحةً ليلاً نهاراً للملك "الدكاترة" (رحم الله الأديب والشاعر والصحفي والأكاديمي المصري زكي مبارك الذي حصل على ثلاث درجات دكتوراه متتالية فلقبه بعض معاصريه بالدكاترة زكي مبارك) الخطيب المفوَّه وحيد زمانه وفهيم أوانه سلمان بن عبد العزيز.

لا علينا، فلطالما جعل الله رزق المدّاحين على أبواب السلاطين، فكيف لو كان السلطان يغرف من ذهب بلاده الأسود، ويعطي القريب والغريب، ولا قريب، بالمناسبة، ولا حبيب أقرب من ترامب اللبيب.

أكثر ما لفتني في احتفال يوم أمس غرابة مكان الاحتفال باليوم الوطني السعودي. المكان هو المتحف الوطني، الذي يضم ما تيسر جمعه مما تركته الحضارات المتعاقبة من محتويات لو وضعت المملكة الوهابية يدها عليها لحولتها إلى تراب.

المبنى الذي يحوي آلهة وأنصابًا ومحتوياتِ شركٍ وضلال وكفر، كان يخطب في باحته أمس سفير مملكةٍ قائمة على عقيدة متشددة دينياً متخلفة فكرياً تناقض حتى فكر الحضارات القديمة التي تحضر بمحتوياتها داخل المتحف، سفيرُ المملكة التي هدمت كل صرح تاريخي وأثر حضاري، ولم تسلم من تدميرها مقامات أئمة المسلمين وأضرحة آلاف الصحابة والأولياء.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل