معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

رسائل السيّد في عاشوراء تحمل رياح التغيير
12/09/2019

رسائل السيّد في عاشوراء تحمل رياح التغيير

عبير بسام

تأتي مناسبة عاشوراء هذا العام في وقت مميز من مرحلة الصراع العربي - الإسرائيلي. عنوان المرحلة كان الرد الصريح والجريء للمقاومة الإسلامية في لبنان على اعتداءات العدو. فكانت عملية المقاومة في "أفيفيم" العملية الأولى داخل أراضي 1948 في فلسطين المحتلة منذ 2006، وإسقاط الطائرة المسيرة فوق رامية في التاسع من أيلول، في اليوم التاسع من شهر محرم 1441هـ. رد المقاومة جاء بعد إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن سياسة الردع التي انتهجتها المقاومة منذ ما قبل الاعتداء الاسرائيلي في الضاحية لن تكون كما بعدها. ما تضمنته خطابات وتصريحات السيد نصر الله بعد اعتداءات الـ 25 من آب لم ترسم فقط سياسات جديدة، لكنها حملت في نتائجها آفاقًا جديدة تطال كل محور المقاومة.

لنبدأ من فلسطين، التي أكد السّيد، كما في كل خطاب، الوقوف إلى جانبها، معبرًا في ذلك عن آمال الشعب العربي والشعوب الحرّة في كل مكان. فتأثير إنجازات المقاومة في لبنان يتردد صداه دائماً في فلسطين. هذا الكلام لا يعني أن الفلسطينيين قد تقاعسوا يومًا عن النضال وبذل الدم من أجل فلسطين، ولكن الدعم التي تتلقاه المقاومة الفلسطينية اليوم، يختلف جذريًا عن مرحلة توقيع الاتفاقيات المذلة مع الكيان في أوسلو ووادي عربة وغيرها من الاتفاقيات التي استنزفت أرض فلسطين وشعبها.

التغييرات التي شهدناها في قواعد الاشتباك ما بين الصهاينة والمقاومة الفلسطينية في الأيام الأخيرة توضح مدى تأثير ردّ المقاومة في لبنان، سواء في قصف الآلية الإسرائيلية، أو في إسقاط الطائرة المسيرة فوق رامية. لقد كان للمقاومة والانتصار والتحرير في العام 2000 الأثر نفسه عند اندلاع ثورة الأقصى في مثل هذا الشهر. واليوم المقاومة في فلسطين قرأت بوضوح أن قدرة الإسرائيلي في الرد على عمليات المقاومة النوعية باتت معَرقَلة، وهذا ما تم تثبيته في تضعضع قدرة الرّد على إسقاط الطائرات المسيرة في سماء غزة، وفي إسقاط هيبة نتنياهو خلال إلقاء خطابه. تمامًا كما أسقطت هيبة الإسرائيلي في أفيفيم، حيث اتبع العدو سياسة "بلع اللسان".

النقطة الثانية تتمثل في تأكيد السّيد نصر الله أنّه لن يسمح لـ"إسرائيل" بالخروج عن قواعد الاشتباك التي أُرسيت بعد العام 2006، وإلا فإنها ستدفع الثمن غاليًا. وفي الحقيقة، إنّ عملية المقاومة في أفيفيم كانت الشاهد على أن ما يبقي الاتفاق 1701 نافذًا ليس نباهة قوات اليونيفيل المتواجدة في لبنان والتي تحصي الخروقات الإسرائيلية فيه، بل بسبب معادلة الرّدع التي شدد عليها السّيد في خطاباته منذ الخرق الإسرائيلي في 25 آب/ أوغسطس وحتى العاشر من محرم.

العنصر الثالث الذي بينه السّيد في خطابات الأيام العشرة الأخيرة، هو التصميم على حماية محور المقاومة من الحروب الأميركية والإسرائيلية على مختلف أنواعها. وطبعًا لبنان يقع ضمن هذا المحور. وأهم معركة يصرّ السّيد على شنّها، هي محاربة الجوع والحصار، الذي يفرضه الأميركيون على إيران وسوريا ولبنان. في الحقيقة، هذه أهم وأخطر معركة في الوقت الحالي. فهي حرب ناعمة، والجميع اليوم تشخص أنظارهم نحو الخطة التي ستوضع لخوض هذه المعركة. وضمن حركة التغيير هذه، تضمن كلام ليلة العاشر وخطاب العاشر من محرم تأكيدًا يسترعي الانتباه، وهو إطلاق السيد نصر الله شعار: "ما تركتك يا ابن الحسين!"، والذي أراد من خلاله إيصال الرسالة ليس فقط لآية الله العظمى سماحة السيد علي الخامنئي، في إيران، فقط، بل  الى كل من يستمع. وبحسب التقدير، فإن السّيد في ذلك اليوم أعلن لأعداء محور المقاومة، من أميركيين واسرائيليين أولاً، ومن العرب المتواطئين على فلسطين وناصبي العداء لإيران ثانياً، أن حزب الله لن يسكت على أي عدوان على الجمهورية الاسلامية في ايران.

 

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل