الخليج والعالم
بعد التطورات السياسية والاقتصادية... كيف تنظر سوريا للعلاقة مع لبنان ؟
دمشق ـ علي حسن
كان افتتاح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن نقطة تحول اقتصادية لدول المنطقة وفائدةً كبيرة لها وخصوصاً للبنان الذي تحكمه مع سوريا علاقة جوار أزلية شهدت تأزماً في بعض المراحل، والمحطات الزمنية بسبب موقف بعض الفرق السياسية في لبنان من الحرب على سوريا، إلا أنّ التنسيق بين البلدين كان قائماً بشكل دائم و لو بحدوده الدنيا، فهو ضرورةٌ لبنانية أكثر من كونها سورية، فكيف تنظر دمشق الآن إلى العلاقة مع لبنان اقتصادياً و سياسياً بعد فتح معبر نصيب و بدء النشاط الاقتصادي فيها واستعادة الجيش السوري لمعظم الأراضي السورية؟.
معاون وزير الكهرباء السوري الدكتور حيان سلمان تحدث لموقع "العهد" الإخباري عن العلاقات السورية اللبنانية في الوقت الحالي وقال أنّ "دمشق تنظر للعلاقة مع بيروت على أنّها علاقة شعب واحد في بلدين رغم تهاون بعض اللبنانيين مع الحقد الأمريكي الغربي الخليجي لسوريا، وإن كان بإمكان هؤلاء أن يغيروا في التاريخ فليس بإمكانهم أن يغيروا في الجغرافيا، و سوريا تتعامل مع لبنان مقاوم مناضل رافض للسيطرة و الهيمنة الأمريكية و الغربية رغم وجود ألسنة لبنانية شريكة في سفك الدم السوري ومتآمرة على سوريا و لكن دمشق تدرك أن هناك فريقاً لبنانياً آخراً اختلطت دماؤه مع دماء السوريين وإرادته هي إرادة السوريين وهو حزب الله ورجاله الحقيقيون وحلفاؤه ولا شئ في العالم يمكن أن يبعدنا عنه".
وأضاف سلمان أنّه "من ذات المنطلق في التعامل السياسي السوري مع لبنان، لا تنظر سوريا في علاقتها الاقتصادية معه إلى الربح والخسارة وقد تجلى ذلك حين افتتاح معبر نصيب حيث رأى الجميع أن كل التكاليف تمت على حساب الدولة السورية والموازنة العامة لها وقدمت الخدمات اللوجستية بشكل كامل وإن كان لبنان والأردن وبالفقه الاقتصادي مستفيدان أكثر من سوريا بكثير ولكن الدولة السورية لا تنظر إلى الموضوع من هذه الزاوية لأن سوريا ترحب بكل أشقائها العرب وتقييم دمشق للأمور على أنّ أيّ خير يصيب لبنان قد أصاب سوريا وأي خير يصيب الأردن أصابها أيضاً".
وأشار إلى أنّ "الوفود اللبنانية التي أتت إلى سوريا تعكس رأي قسم معين فيه، ولكن هناك الكثير من الشركات اللبنانية قد بدأت تعود إلى سوريا لحجز حصة في إعادة الإعمار كما يقال ولكن سوريا تُعمّر مع اللبنانيين كما لبنان تُعمّر مع سوريا أيضاً، فأمام تصاعد الدين العام في لبنان ووصوله لمئة وسبعة وأربعين بالمئة وتراجع الناتج المحلي الإجمالي وافتتاح معبر نصيب وتنشيط حركة الاستيراد والتصدير سيتحسن الاقتصاد اللبناني"، مؤكداً أنّ " من تآمر من اللبنانيين على سوريا تآمر على أبناء بلده اللبنانيين أيضاً ومنعَ تصدير منتجاتهم التي لن تعرقلها سوريا عبر معبر نصيب"، لافتاً في نهاية حديثه لـ"العهد" الإخباري أنّ "سوريا مقبلة على إعادة الإعمار وكما قال الرئيس بشار الأسد مسبقاً فمصادر إعادة الإعمار ستكون رأس المال السوري والشعب السوري، ورأس مال الدول الصديقة وشعوبها و رأس مال الدول التي لم تشارك في الحرب على سوريا وشعوبها أمّا من قدّم القنابل للسوريين داخل علب حليب الأطفال فلن يشاركوا في إعادة الإعمار لأن مهمتهم هي الخراب والتدمير فقط".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
04/12/2024