الخليج والعالم

الصحف الإيرانية تهتم بالجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية الأميركية
20/04/2025

الصحف الإيرانية تهتم بالجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية الأميركية

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 20 نيسان 2025 بالتطورات الحاصلة في المفاوضات الإيرانية الأميركية، والانتقال إلى الجولة الثانية التي يغلب عليها البعد التقني والفني، واهتمت أيضًا بالمواجهة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية وآفاقها.

أداة حرب الهيمنة

وبهذا الصدد، كتبت صحيفة همشهري: "في السنوات الأخيرة، أصبحت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية الصين الشعبية واحدة من أهم التحديات التي تواجه النظام التجاري الدولي. فخلال فترة ولايته السابقة والحالية، حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجبار بكين على تغيير سياساتها التجارية من خلال فرض رسوم جمركية باهظة على السلع المستوردة من الصين. خلال فترة ولايته الأولى، فرض ترامب رسومًا جمركية على بضائع صينية بقيمة تزيد عن 550 مليار دولار، بما في ذلك زيادات من 10% إلى 15% ومن 25% إلى 30%. وخلال فترة ولايته الثانية، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات من الصين، بما في ذلك فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على السلع الصينية".

وقالت: "لكن على الرغم من كل الضجة، علّق ترامب الرسوم الجمركية على العديد من البلدان لمدة 90 يومًا، باستثناء الصين. ورفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية بنسبة تصل إلى 125%. وفرضت الصين تعريفات جمركية بنسبة 84% على السلع الأميركية، ولكن بعد هذا الإجراء، أعفت الحكومة الأميركية الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى من التعريفات الجمركية المتبادلة، بما في ذلك التعريفات الجمركية بنسبة 125% المفروضة على الواردات من الصين".

وأردفت: "قد أدت هذه الإجراءات إلى تصعيد التوترات التجارية بين البلدين، مما أجبر بكين على تبني استراتيجيات متعددة لمواجهة هذه الضغوط. ومن أجل البقاء في وجه التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، استخدمت الصين مجموعة من الاستراتيجيات التقنية والتجارية والدبلوماسية. وقد تم اعتماد هذه الحلول ليس فقط لتقليل التأثيرات الاقتصادية المباشرة، ولكن أيضًا للحفاظ على الموقع الجيوسياسي للصين والتنمية المستدامة للاقتصاد".

وأوضحت أن "من السياسات المتبعة من قبل الصين مبادرة الحزام والطريق، وهي استثمارات ضخمة في البنية التحتية وطرق التجارة في آسيا وأفريقيا وأوروبا لإنشاء طرق تجارية بديلة، واتفاقيات التجارة الإقليمية مثل الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وهي أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم والتي تلعب فيها الصين دورًا رئيسيًا، وتعزيز التعاون مع بلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا والدول الأفريقية وأميركا اللاتينية، وقد أدت هذه السياسات إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة كوجهة للتصدير، بالإضافة إلى زيادة القيمة المضافة للصادرات من خلال التركيز على السلع المتقدمة بدلًا من تصدير المواد الخام أو السلع الاستهلاكية الرخيصة، وركزت الصين على تصدير السلع عالية التقنية ذات القيمة المضافة الأعلى، إلى جانب تقليل الاعتماد على التقنيات المستوردة خاصة الأميركية، وزيادة القدرة التنافسية العالمية".

وأكدت الصحيفة أنه: "مع تزايد التعقيد التكنولوجي للسلع المصدرة، أصبحت التعريفات الجمركية عليها أكثر تعقيدًا وتكلفة بالنسبة للمستوردين، وبهدف تقليل الاعتماد على الصادرات، اعتمدت الصين سياسات لتعزيز الاستهلاك المحلي، منها تطوير الطبقة المتوسطة من خلال زيادة دخل الفرد وتحسين البنية الأساسية، وسياسة "استراتيجية الدورة المزدوجة"، والجمع بين نمو السوق المحلية والاتصال الدولي، وتشجيع الشركات على التركيز على الاحتياجات المحلية بدلًا من الأسواق الأجنبية فقط؛ وتساعد هذه السياسة على تقليل التعرض للصدمات الخارجية مثل الحروب التجارية".

وتابعت: "ينبع نجاح الصين في هذا المجال من رؤية منهجية طويلة الأمد تأخذ في الاعتبار في الوقت نفسه الاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا. ويبدو أن الصين، بطبيعة الحال، لديها استراتيجيات دبلوماسية أخرى على أجندتها، مثل التعاون التجاري مع أوروبا وتشكيل دائرة جديدة من التعاون العابر للإقليم مع الدول الأوروبية، من أجل السيطرة بشكل آمن على فخ التعريفات الجمركية الأميركية ضدها وهزيمته - وهو أحد أدوات واشنطن لمواجهة الصين، التي تشكل التهديد الرئيسي لموقف أميركا المهيمن في النظام أحادي القطب."

المفاوضات بين وجهتي نظر إيران والولايات المتحدة

من جانبها، ذكرت صحيفة كيهان أنه جرت أمس الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في روما عاصمة إيطاليا، مؤكدة أنه "أمر مهم"، مردفةً: "في الوقت نفسه، تسارعت وتيرة العمل الدبلوماسي على المستويين الإقليمي والدولي، بينما تشهد الرسائل والاجتماعات على ذلك".

وقالت: "بسبب عدم وجود ثقة في الولايات المتحدة في المجال الدبلوماسي، فإن الثقة في نتائج المفاوضات مشكوك فيها إلى حد كبير، وقد أصبحت هذه المحادثات في حد ذاتها مهمة للغاية لدرجة أن تطورات دولية أخرى حدثت على هامشها خلال الأسبوع الماضي".

وتابعت الصحيفة أن السبب وراء هذا الاهتمام الخاص هو موقف الجمهورية الإسلامية. وهناك بعض النقاط التي يجب ملاحظتها في هذا الصدد: 

1. عام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، أكد ترامب الحاجة إلى صفقة أفضل مع إيران ووعد مرارًا وتكرارًا بأن إيران مستعدة لصفقة أفضل وستتوصل قريبًا إلى اتفاق جديد معها. ثم عندما دخل الحملة الانتخابية الثانية، أثار مرة أخرى موضوع التفاوض مع إيران للوصول إلى اتفاق، وبعد فوزه في الانتخابات أصر على هذه القضية. ويأتي تأكيد ترامب على التفاوض في وقت فقدت فيه الجمهورية الإسلامية الثقة في التفاوض، والتركيز الأميركي على التفاوض مع إيران يظهر أن الطرق الأخرى لم تكن مثمرة للغاية، والآن أصبحت المفاوضات، التي هي تكتيكية بطبيعتها، هدفًا.

2. لقد اتخذت الجمهورية الإسلامية الموقف الأكثر ذكاءً في هذا الصدد. وقال آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في تصريحات متتالية إن أميركا لا يمكن الوثوق بها، وأن التفاوض معها ليس مشرفًا، وأن التفاوض لن يحل أيًا من مشاكلنا، وأن التفاوض لن يؤدي إلا إلى إضعاف العلاقات الاقتصادية للبلاد بشكل أكبر. وتسببت هذه التصريحات في خفض سعر السلعة التي أراد الأميركيون بيعها لإيران بأعلى سعر بشكل مستمر، إلى أن أكد ترامب في رسالة عزمه على حل الملف النووي مع إيران بطريقة لا تضرها. وفي هذه الأجواء، حيث كانت المفاوضات تعتبر ذات قيمة كبيرة من وجهة النظر الأميركية وغير ذات قيمة كبيرة من وجهة النظر الإيرانية، طالبت الجمهورية الإسلامية بذكاء بقبول قاعدة محددة - آلية - فيما يتصل برفع العقوبات عن إيران من جانب الولايات المتحدة في مقابل قاعدة تأمين نشاطها النووي، ووافق الجانب الأميركي على الالتزام بصيغة واحد مقابل واحد - أي ضمان رأي إيران في قضية مقابل ضمان رأي أميركا في قضية. 

3.  لماذا "المفاوضات غير المباشرة"؟ إن المفاوضات غير المباشرة أمر شائع في العالم، والعديد من البلدان على استعداد للتحدث مع أعدائها فقط من خلال وسطاء. إن حصر المفاوضات مع الولايات المتحدة في المفاوضات غير المباشرة والإعلان عن تجنب المفاوضات المباشرة كان في الواقع يعتبر شكلًا من أشكال الإذلال للولايات المتحدة، ولهذا السبب أصر ترامب بشدة على أن تكون هذه المفاوضات مباشرة. 
 
4. خلال هذه المفاوضات، تم التخلي عن المسار السابق، الذي كانت فيه أوروبا هي المحور الرئيسي، حيث أن نصف دول 5+1 كانت أوروبية، وتم إخراج أوروبا فعليا من هذه الدورة. وكانت هذه خطوة واقعية وحكيمة، لأن الأوروبيين لم يفعلوا سوى الشر ضد إيران منذ دخولهم هذه العملية.

تعمق الشقوق في بيت العنكبوت

بدورها، قالت صحيفة رسالت: "ترى الدوائر العبرية أن عريضة الاحتجاج ضد الحرب، والتي بدأت بسلاح الجو ووصلت إلى مؤسسات حساسة أخرى مثل الموساد ثم المجتمع النخبوي، تعكس قبل كل شيء عمق الشرخ في "المجتمع الإسرائيلي" وأزمة انعدام الثقة المتنامية بين المجتمع والمؤسسة العسكرية والسياسية".

وأضافت: "في مشهد غير مسبوق، يشهد الكيان الصهيوني احتجاجات متزايدة تجاوزت المؤسسات العسكرية والأمنية للنظام ووصلت إلى مجتمع النخبة، بما في ذلك الأكاديميين والأطباء والكتاب وغيرهم، إذ يطالبون جميعًا بإنهاء حرب غزة والعودة الفورية للأسرى "الإسرائيليين"".

وأشارت إلى أن "الصدمة الأكبر للسلطات الصهيونية في هذه الاحتجاجات، هي انضمام عناصر من داخل جهاز المخابرات "الموساد" أيضًا إلى موجة الاحتجاجات ضد الحرب، حيث قام 250 موظفًا سابقًا في جهاز التجسس، بما في ذلك ثلاثة من رؤسائه السابقين، بإعداد عريضة احتجاج وأعلنوا معارضتهم للحرب".

وتابعت: "لم تعد هذه العرائض مجرد تصريحات رمزية، بل تعكس حالة عدم الرضا والانقسام العميق داخل الكيان الصهيوني، وخاصة في مجتمعه النخبوي، في الوقت الذي تتعثر فيه المفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى، وتتزايد الضغوط الداخلية لإنهاء الحرب. وفي غياب أي أفق سياسي واضح لإنهاء المفاوضات وإنهاء الحرب". 

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة