الخليج والعالم
تحديات المفاوضات النووية والتطورات الإقليمية محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 19 نيسان/أبريل 2025 بالقضايا المرتبطة بالجولة الثانية من المفاوضات، حيث ركزت بعض الصحف على العقبات الأهم التي تواجه المفاوضات، فقد اعتبرت بعض الصحف أن الملف النووي هو الأسهل مقابل الملف الصاروخي الإيراني، بينما ركزت بعض الصحف على الدور التفاوضي الإيراني مع الدول الحليفة مثل روسيا والصين، كما اهتمت الصحف بالتواصل السعودي الإيراني الأخير.
الدبلوماسية بتوقيت طهران
بداية، كتبت صحيفة إيران: "تتحول روما اليوم مرة أخرى إلى حاضنة للنشاط الدبلوماسي خلف الكواليس. حيث تحضر إيران والولايات المتحدة المفاوضات دون أن تلتقيا وجهًا لوجه، حاملتين رسائل واضحة لبدء حوار حساس ومصيري.
[...] وتُعد زيارة عراقجي إلى موسكو، الخميس، خطوة في هذا الاتّجاه. ومن خلال مصافحتها لروسيا، تسعى طهران إلى إقامة شراكة إستراتيجية تتجاوز الشعارات. وفي الوقت نفسه، استضافت غروسي لتوضيح أنها تسعى أيضًا إلى إعادة تفعيل تعاونها مع هذه الوكالة الدولية في القضية النووية. ولكن ربما كان الحدث الأكثر لفتًا للانتباه هو وصول أحد أكبر القادة العسكريين السعوديين إلى طهران. وأظهرت الزيارة غير المسبوقة لوزير الدفاع السعودي، والتي تمت متابعتها على أعلى المستويات العسكرية والسياسية، أن الدبلوماسية الإيرانية لا تركز فقط على الشرق والغرب، بل تتحرك بشكل جدي أيضًا نحو العالم العربي وروسيا والصين كحلفاء لها.
وترسم هذه السلسلة من الحركات صورة جديدة للسياسة الخارجية الإيرانية. دبلوماسية ديناميكية وهجينة تسعى إلى تعظيم المصالح الوطنية.
[...] وبينما كانت كلّ الأنظار متجهة إلى مسقط، ظهرت روما فجأة على الساحة الدبلوماسية لتخلق يوم سبت مختلفا في العاصمة الإيطالية. حيث من المقرر أن تجرى الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة. لكن هذا المشهد الجديد بدأ بالغموض. وأدت التصريحات المتناقضة التي أدلى بها ستيف ويتكوف، رئيس فريق التفاوض الأميركي، بعد اجتماع الأسبوع الماضي في عُمان، إلى أجواء غامضة في المحادثات قبل بدء اجتماع اليوم في روما. من "لا للأسلحة النووية" إلى "لا لمبدأ التخصيب"؛ وهو تحول حاد قوبل على الفور برد فعل من طهران. وحذرت إيران من أن التخصيب هو خطها الأحمر الذي لا تقبل التراجع عنه. لكن فجأة، ليلة الخميس، طرح دونالد ترامب موقفا جديدا، مما خفف إلى حد ما من حدة الأجواء الحالية. وقال نحن لا نريد أن نحرم إيران من صناعتها أو أرضها، نحن لا نريد الأسلحة النووية.
[...] الآن، تُعدّ الجولة الثانية من المحادثات الإيرانية الأميركية في روما، وزيارة غروسي إلى طهران، مؤشرين على استمرار الجهود الدبلوماسية في ظلّ أجواء من انعدام الثقة والشك. ومن ناحية أخرى، تظهر تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المؤسسات الدولية لا تزال تأخذ دورها في الحفاظ على خطوط الاتّصال بين طهران وواشنطن على محمل الجد.
ومن ناحية أخرى، تظهر المواقف الأميركية المتناقضة، سواء من جانب المفاوضين أو من جانب شخصيات مثل ترامب، أن إجماعًا واضحًا لم يتشكّل بعد في واشنطن حول نوع الاتفاق مع إيران".
يد الصداقة السعودية
من جهتها، كتبت صحيفة وطن أمروز: "إن نظرة على العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية على مدى السنوات الـ93 الماضية (منذ تأسيس السعودية) تظهر أن طهران والرياض شهدتا العديد من التقلبات في علاقاتهما على مدى العقود. [...] مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران، شهدت العلاقات بين الجانبين تقلبات مختلفة. من حادثة احتجاز الرهائن في المسجد الحرام على يد جهيمان العتيبي ورفاقه، ودعم النظام السعودي لصدام في الحرب المفروضة، إلى طلب الملك عبد الله من أوباما قطع رأس الأفعى في المنطقة (في إشارة إلى إيران)، كانت هذه من بين الأحداث التي تسببت في تبريد العلاقات بين طهران والرياض. ومع ذلك، فقد شهدنا في بعض الأحيان تحسنًا في العلاقات بينهما.
في واقع الأمر، فإن الدور والمكانة الجيوسياسية لإيران والسعودية باعتبارهما قوتين إقليميتين رئيسيتين قد دفع الجانبين إلى مواجهة بعضهما البعض في بعض الأحيان من أجل تأمين مصالحهما الخاصة. في هذه الأثناء، منذ انتصار الثورة الإسلامية، عملت الولايات المتحدة والنظام الصهيوني مرارا وتكرارا على تأجيج الصراعات في المنطقة بهدف خلق التوّتر في المنطقة وضمان نفوذهما ووجودهما العسكري. لقد بذلوا جهودًا متضافرة لتأجيج الصراع والحرب في المنطقة من خلال إثارة قضايا واتهامات مثل نشر إيران للإرهاب والطائفية. سياسة سعت إلى تحقيق هدفين رئيسيين: تهميش القضية الفلسطينية، والسيطرة على سوق النفط في المنطقة.
[...] يتم تصوير الجمهورية الإسلامية باعتبارها العدوّ الرئيسي للعرب (بدلًا من النظام الصهيوني) من قبل الدوائر الأميركية والصهيونية. وقد شكل سقوط النظام البعثي في العراق وتغير موازين القوى، وما أعقبه ممّا يسمّى بالصحوة الإسلامية في المنطقة، أرضية مناسبة لتصعيد العداء بين طهران والرياض. أحداث حوّلت العراق وسورية واليمن وليبيا ولبنان والبحرين إلى بؤر للصراع بين الأطراف. ومع ذلك، بعد عقد من التوّتر في العلاقات بينهما، في عام 2023، وبفضل الدبلوماسية الإقليمية لحكومة الشهيد رئيسي ووساطة بكين، توصلت الكتلتان القويتان في غرب آسيا إلى حل وسط.
إن التحول التدريجي في السياسة الخارجية الأميركية نحو تقليص أهمية الشرق الأوسط والتركيز على احتواء الصين في إطار إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ، إلى جانب لامبالاة إدارة أوباما تجاه سقوط الديكتاتوريين العرب المستبدين على غرار أحجار الدومينو خلال الصحوة الإسلامية، وأخيرًا انتقادات إدارة بايدن الصريحة للنظام السعودي بسبب استمرار الحرب في اليمن، دفعت الحكومة السعودية حتما إلى السعي إلى تحقيق التوازن في سياستها الخارجية. ومن أجل تحرير نفسه من الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة، انتهج محمد بن سلمان سياسة تعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية مع الكتلة الشرقية على مدى السنوات الخمس الماضية. وفي هذا الصدد، يمكن تقييم عضوية الرياض في مجموعة "البريكس" وإبرامها عقودًا عسكرية واقتصادية ضخمة مع الصين والهند وروسيا.
[...] ومن الممكن أن يكون الملك سلمان قد اقترح في رسالته إلى قائد الثورة الإسلامية المصالحة في المنطقة من خلال الحوار والشراكة الإستراتيجية مع طهران. وبالإضافة إلى التحدّي السائد في اليمن، والذي أدى إلى تفتيت وإضعاف وحدة أراضي البلاد، فإن حالات لبنان (وخاصة بعد وقف إطلاق النار)، والعراق، ومستقبل سورية، تشكّل قضايا أخرى يمكن للأطراف أن تسعى إلى إيجاد حلول لها، نظرا لنفوذها في البلدان المذكورة، من دون تدخل أجنبي".
إيران وأميركا في نقطة حساسة
بدورها، كتبت صحيفة مردم سالاري: "إن إيران والولايات المتحدة عند منعطف حرج. وتشير تهديدات ترامب، وردود الفعل الإيرانية القاسية، والتحركات العسكرية في المنطقة، إلى أن خطر الصراع أصبح أكبر من أي وقت مضى. ولكن طريق الدبلوماسية لم يُغلق بعد بشكل كامل. ورغم أن الوضع يقترب من شفا الحرب، فإن اندلاع الحرب لا يزال يعتمد على قرارات الأطراف، وسلوك الحلفاء الإقليميين، وربما سوء التقدير. يرى المحللون الإستراتيجيون أن احتمالات التوصل إلى حل سياسي للقضايا بين إيران والولايات المتحدة في الوقت الراهن أكبر بكثير من اندلاع الحرب، ولكن في الوقت نفسه فإن أي عمل أو رد فعل غير محسوب من أي من الجانبين قد يغير مصير هذه الأزمة تمامًا.
ومن ناحية أخرى، فإن الضغوط من الجانب الأميركي لا تحتاج إلى تفسير وهي واضحة تمامًا. وحتّى يومنا هذا، لم يكن سلوك الولايات المتحدة و"إسرائيل" سرًا، وقد شهدنا ضغوطًا علنية من جانب جماعات الضغط الإسرائيلية ونتنياهو لمنع إجراء مفاوضات مثمرة. ولحسن الحظ أن السيد عراقتشي اتّخذ مواقف مناسبة ردًا على هذه التهديدات وأكد على أن المفاوضات يجب أن تتم في إطار وزارة الخارجية مع الردود الدبلوماسية.
[...] إن احتمال أن تتحمل إيران عبء تخفيض مدى صواريخها ضئيل للغاية، لأن قوة إيران تكمن في مدى صواريخها. وبناء على ذلك، إذا أردنا أن نصنّف فإن القضية النووية ستكون البعد الأبسط من القصّة، والقضايا الإقليمية ستكون البعد الأوسط من القصّة، وقضايا الصواريخ ستكون البعد الصعب والمعقّد من القصّة".
السعوديةالولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيران
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
التغطية الإخبارية
عناوين الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 21 نيسان 2025
فلسطين اليوم| قوات الاحتلال تقتحم مخيم عايدة في بيت لحم
سرايا القدس - كتيبة جنين: استهداف قوات العدو المقتحمة للبلدة بعدد من العبوات الناسفة شديدة الانفجار
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تشرع بهدم بناية سكنية في بيت أمر شمال الخليل
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تقتحم بلدة نعلين غرب رام الله تمهيدًا لهدم منزلين
مقالات مرتبطة

وزير الدفاع السعودي: لقاءاتنا في إيران مفيدة وإيجابية وبنّاءة للغاية
اللواء باقري التقى وزير الدفاع السعودي: تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين ضرورة إستراتيجية لأمن المنطقة

الإمام الخامئي يستقبل وزير الدفاع السعودي: العلاقة بين إيران والسعودية مفيدة للبلدين

وزير الدفاع السعودي يصل إلى طهران في زيارة رسمية

الصحف الإيرانية: الإمام الخامنئي يدعو إلى تعزيز الاستقلالية وتجنّب التعويل على المفاوضات

لماذا لم يعد وارداً العدوان "الإسرائيلي"- الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية؟

جولة روما النووية.. تفاهم حول سلسلة من المبادئ والأهداف

جولة جديدة غير مباشرة بين طهران وواشنطن: عناوين المرحلة المقبلة محور النقاش اليوم

قرار الرسوم الجمركية يهدّد عرش أميركا المالي

العميد اليمني مجيب شمسان لـ "العهد": سندافع عن فلسطين حتى آخر طلقة وكل تصعيد سيُواجَه بصاعق أعظم

الصحف الإيرانية تهتم بالجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية الأميركية
