إنا على العهد

الخليج والعالم

الدول المشاركة في القمة العربية الطارئة: لرفض محاولات إيجاد مكان بديل للفلسطينيين خارج أراضيهم
04/03/2025

الدول المشاركة في القمة العربية الطارئة: لرفض محاولات إيجاد مكان بديل للفلسطينيين خارج أراضيهم

شددت مواقف الدول في القمة العربية الطارئة بشأن القضية الفلسطينية في القاهرة على رفض أية محاولة لإيجاد مكان بديل للفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية ولمصادرة أراضيهم، وأكدت المواقف ضرورة إعادة إعمار غزة، مشيرةً إلى أن أهالي غزة عانوا فوق المقاييس المتخيلة.

الرئيس المصري 

وفي السياق، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية: "يجمعنا اليوم واقع مؤلم، في ظلّ ما تواجهه منطقتنا من تحدّيات جسام، تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الاقليميين، وتُبدّد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومي العربي، وتُهدّد دولًا عربية مستقرة، وتنتزع أراض عربية من أصحابها، دون سند من قانون أو شرع".

وأضاف: "إنّ ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلًا، أمام ما حدث فى غزة، لتسجّل كيف خسرت الإنسانية قاطبة، وكيف خلّف العدوان على غزة، وصمة عار فى تاريخ البشرية، عنوانها: "نشر الكراهية وانعدام الإنسانية وغياب العدالة"، إن أطفال ونساء غزة، الذين فقدوا ذويهم، وقُتل ويُتّم منهم عشرات الآلاف، ينظرون إليكم اليوم بعيون راجية، لاستعادة الأمل فى السلام العادل والدائم".

كما شدد على أنّ: "الحرب الضروس على قطاع غزة، استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة، وسعت بقوة السلاح، إلى تفريغ القطاع من سكانه، وكأنّها تُخيّر أهل غزة، بين الفناء المحقق، أو التهجير المفروض، وهو الوضع الذي تتصدى له مصر، انطلاقًا من موقفها التاريخي، الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، وبقائه عليها عزيزًا كريمًا، حتى نرفع الظلم عنه، ولا نشارك فيه".

وتابع: "لقد أوهنت الممارسات اللاإنسانية، التي تعرّض لها أهلنا في فلسطين عزائم البعض، إلّا أنّني كنت دائمًا، على يقين بثبات وبسالة الشعب الفلسطيني الأبي، والذي ضرب مثالًا في الصمود والتمسك بالأرض، ستقف عنده الشعوب الحرة، بالتقدير والإعجاب. وأقول لكم وبكل الصدق: "إنّ عزيمة الشعب الفلسطيني، وتمسّكه بأرضه، مثال في الصمود، من أجل استعادة الحقوق".

وأشار إلى أنّ "مصر عملت، بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين، على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين، توكل إليها إدارة قطاع غزة، انطلاقًا من خبرات أعضائها، بحيث تكون تلك اللجنة، مسؤولة عن الإشراف على عملية الإغاثة، وإدارة شؤون القطاع لفترة مؤقتة، وذلك تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع. كما تعكف مصر، على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية، التي يتعين أن تتولى مهام حفظ الأمن داخل القطاع خلال المرحلة المقبلة".
 
كذلك، أكّد أنّ "مصر عملت، بالتعاون مع دولة فلسطين الشقيقة والمؤسسات الدولية، على بلورة خطة شاملة متكاملة، لإعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير للفلسطينيين، تبدأ بعمليات الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، وصولًا لعملية إعادة بناء القطاع"، داعيًا إلى اعتماد هذه الخطة في قمة مصر اليوم، وحشد الدعم الإقليمي والدولي لها، مردفًا: "فهي خطة تحفظ للشعب الفلسطيني حقّه في إعادة بناء وطنه، وتضمن بقاءه على أرضه".

ولفت إلى أنّ مصر سوف تستضيف مؤتمر إعادة الإعمار في قطاع غزة، الشهر القادم، داعيًا "كافة الدول الحرة والصديقة، للإسهام في هذا المسار، والمشاركة بفاعلية"، وقال: "فلنجعل جميعًا من توجيه الدعم، إلى الصندوق المزمع إنشاؤه لهذا الغرض، غاية سامية، وواجبًا إنسانيًّا، وحقًّا لكل طفل فلسطيني، ولكل عائلة فلسطينية، في العيش في بيئة آمنة حضارية، مثل باقي شعوب العالم".

كما تطرّق إلى عدوان جيش الاحتلال على الضفة الغربية المحتلة بالقول: "في خضم الأحداث المتلاحقة، يتعيّن علينا جميعًا، إعلاء رفضنا القاطع، وإدانتنا للاعتداءات والانتهاكات، التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني، في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك الاقتحامات العسكرية، لمدن ومخيمات الضفة المحتلة، والأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضي"، رافضًا بشدة ومحذّرًا من "مغبة استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، والانتهاك المتعمد لحرمته، والمساس بالوضع القائم به". 

وأضاف: "إنّ القدس ليست مجرد مدينة، بل هي رمز لهويتنا وقضيتنا"، مشدّدًا على أنّه "لن يكون هناك سلام حقيقي، دون إقامة الدولة الفلسطينية، وأنّ السلام لن يتأتي بالقوة، ولا يُمكن فرضه عنوة".

الأمين العام للأمم المتحدة

بدوره، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وجود حاجة لإطار سياسي يضع أسس التعافي في قطاع غزة وإعادة الإعمار والاستقرار الدائم، مشيرًا إلى أنّ إنهاء الأزمة الإنسانية في القطاع غير كافٍ، وأنّ القمة العربية تشكّل منتدى أساسيًّا للمسؤولية الدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية.

كما شدد غوتيريش على أنّ "الفلسطينيين في غزة عانوا فوق المقاييس المتخيلة، وأنّهم تنفسوا الصعداء خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار"، وقال: "ينبغي أن تكون غزة جزءًا من الدولة الفلسطينية، دون خفض مساحتها وإخضاع سكانها للنقل القسري، ويجب أن تُشكّل مع الضفة الغربية والقدس المحتلة، وينبغي أن تدعمها سلطة فلسطينية يقبلها الشعب الفلسطيني".

ولفت إلى أنّ العدوان "الإسرائيلي" في قطاع غزة أدى لمستويات غير مسبوقة من القتل والدمار وسببت صدمة هائلة، داعيًا إلى ضرورة العمل بكل الطرق لمنع عودة الأعمال القتالية والتي ستقود إلى المزيد من المعاناة، مؤكدًا أنّ المفاوضات الجدية حول وقف إطلاق النار يجب أن تُستكمل دون أي تأخير.

وطالب غوتيريش بإزالة كافة العقبات التي تعرقل تدفق ووصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة، مشددًا على أنّ ذلك أمر لا يخضع للمفاوضات، مشيرًا إلى أنّ "إنهاء الأزمة الحالية ليس كافيًا ونحن بحاجة إلى إطار سياسي لإعادة إعمار قطاع غزة وفق مبادئ القانون الدولي يضع مبادئ للتعافي"

وتابع: "ينبغي أن يستند الإطار لاحترام حقوق الإنسان، ولا يمسح بتواجد عسكري طويل الأمد لـ"إسرائيل" في قطاع غزة، وأسس التعافي في غزة لا تقتصر على الإسمنت بل على الكرامة والاستقرار ورفض التطهير العرقي".

كما أكّد أنّ "الوضع في الضفة الغربية مقلق وشهدت مؤخرًا أكبر نزوح من نوعه منذ عقود، وينبغي وقف التوسع الاستيطاني".

رئيس المجلس الأوروبي

وطالب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ودعم "الأونروا"، قائلًا: "نسعى لإعطاء بارقة أمل للفلسطينيين وسندعم إعادة إعمار غزة".

الملك الأردني

من جانبه، رفض الملك الأردني عبد الله الثاني مشاريع تهجير للفلسطينيين، مؤكدًا على دعم الأردن خطة إعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني، وقال: "علينا إعداد تصور واضح وقابل للتنفيذ بشأن إدارة غزة وربطها بالضفة الغربية".

ودعا إلى "وقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية خاصة في شهر رمضان المبارك"، رافضًا "قرار "إسرائيل" بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يخالف القانون الدولي"، وأضاف: "سنستمر في دعم الأشقاء في غزة ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".

الرئيس الفلسطيني

من ناحيته، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتداءات الاحتلال المتواصلة من أجل تصفية القضية الفلسطينية، مشيدًا بالخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، وقال: "إنّنا نجتمع اليوم في هذه القمة العربية الطارئة وأمامنا تحديات كبيرة، على رأسها محاولة تهجير شعبنا من أراضيه، وهو ما نرفضه تمامًا ونشكر جميع الدول التي أعلنت رفضها لهذه المقترح غير المسؤول".

كما قدّم رؤية فلسطينية تقوم بتولي دولتنا مهماتها في غزة من خلال مؤسساتها الحكومية، ومن خلال اعتماد الخطة المصرية في إعادة إعمار الغزة، إضافة إلى إنجاح المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار الذي ستستضيفه مصر الشهر المقبل.

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد

كما شدّد رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف جمال رشيد، على أنّ "العراق يرفض بشدّة أية محاولة لإيجاد مكان بديل للفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية ومصادرة أراضيهم"، داعيًا المجتمع الدولي والإسلامي للتحرك السريع للتصدي بشكل موحد وحازم لجميع المشاريع التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم وبلادهم دون وجه حق.

وأضاف: "ندعم الحق الفلسطيني وصموده في مواجهة اعتداءات الكيان "الإسرائيلي"، ونُجدّد موقفنا الثابت والداعي لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليًا وعاصمتها القدس الشريف"، مُعبّرًا عن إدانة العراق للدعوات الرامية إلى تهجير مليوني فلسطيني من أراضيهم في غزة إلى أراضي دول أخرى.

وتابع: "نُحذّر من الآثار الكارثية للمشاريع التي تستهدف تصفية الفلسطينيين وحرمانهم من أحقيّتهم بأرضهم والتبعات الخطيرة التي ستؤول على دول المنطقة بما يهدّد الاستقرار والأمن، وندعو إلى التحرك العاجل لإعادة إعمار قطاع غزة، ونجدد دعوتنا إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمارها ووضع تقييم مدروس يحدد الاحتياجات"، داعيًا لتكثيف الجهود لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية للشعب الفلسطيني.

كما أعرب عن إدانة العراق لقرار الكيان الصهيوني بحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الرئيس الموريتاني

من جانبه، ثمّن رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني الجهود المصرية لمواجهة مخاطر القضية الفلسطينية. وقال: "إنّ الشعب الفلسطيني يتعرض للقتل والتدمير والإبادة الجماعية، وعلينا مضاعفة الجهود لتثبيت "اتفاق" وقف إطلاق النار في غزة"، رافضًا بشكل قاطع كل ما يُشكل تهديدًا لأمن واستقرار دول المنطقة، موضحًا أن القضية الفلسطينية لا تقبل المساومة.

كما شدد على أنّ "القضية الفلسطينية هي قضية مظلومية شعب وحرمة مقدسات ونصرة أشقاء لا تقبل المساومة".

وأكّد "ضرورة بذل كل ما في وسعنا لتوحيد الكلمة الفلسطينية، والعمل على إعادة اعمار قطاع غزة، وتحسين ظروف حياة الفلسطينيين عمومًا، تعزيزًا لصمودهم وتوطئة لتمكينهم من استيفاء حقّهم الأصيل في اقامة دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية"، مشيرًا إلى حاجة الدول العربية إلى تكثيف التشاور وتنسيق المواقف ورصّ الصفوف أكثر من أي وقت مضى.

ملك البحرين 

من ناحيته، أكّد ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة رفضه كل مشاريع تهجير الفلسطينيين، ولأي محاولات استيطان، مشيدًا في هذا السياق بمبادرة مصر المطروحة أمام القمة بشأن قطاع غزة.

وأشار إلى أنّ "التمسك بالقيم هو الضمان الشامل لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وأيضًا المبادرة العربية للسلام والخطط العربية اللاحقة إلى ما يخرج به هذا الاجتماع".

وشدد على "رفض بلاده بأي حال من الأحوال تهجير وإبادة الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن للشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره.

غزةالقمة العربية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة