إنا على العهد

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: من حق إيران تغيير استراتيجيتها في مواجهة الضغوط
04/03/2025

الصحف الإيرانية: من حق إيران تغيير استراتيجيتها في مواجهة الضغوط

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 04 آذار/مارس 2025 بالتطورات الإقليمية والدولية، ولا سيما المساعي المخادعة للإدارة الأميركية والكيان الصهيوني لسحب كلّ نقاط القوّة من يد المقاومة في فلسطين والبدء بجولة ثانية ضدّها.

كما تناولت الصحف التطورات في أوروبا والتوتّرات الحاصلة مع الولايات المتحدة الأميركية.

المقاومة جاهزة للقتال مرة أخرى

بداية مع صحيفة "رسالت" التي جاء فيها: "في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بشكل مخادع كسب النقاط من حماس وانتزاع ورقة الأسرى المهمّة من أيديهم، يتحدث البعض عن إعادة المفاوضات إلى نقطة الصفر، والمقاومة أعلنت استعدادها لأي سيناريو. مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة، ورغم عدم الالتزام بالعديد من بنود الاتفاق في المرحلة الأولى، فإن النظام "الإسرائيلي" يمنع الدخول في المرحلة الثانية من خلال انتهاكه مرة أخرى. وفي هذا الصدد، بالإضافة إلى تكثيف هجماته العسكرية على قطاع غزّة، والتي أدت إلى استشهاد عدد من المدنيين الفلسطينيين في الأيام الأخيرة، فرض الكيان الصهيوني مرة أخرى حصارًا خانقًا على القطاع ومنع المساعدات الإنسانية من دخوله. وفي الوقت نفسه، تم نشر عدد أكبر من الجنود الصهاينة حول قطاع غزّة، كما بدأت الغارات الجوية على بيت حانون ورفح، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين الفلسطينيين".

وقالت "هذه الاعتداءات تأتي ضمن استراتيجية الكيان الصهيوني الرامية إلى تكثيف الضغوط على حماس لدفع الحركة نحو تقديم التنازلات دون أي ضمانات بوقف دائم للحرب وانسحاب الاحتلال الصهيوني من قطاع غزّة، وجاء تصعيد العدوان واستئناف الحصار الخانق على قطاع غزّة بعد رفض حركة حماس خطة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، القاضية بإقامة وقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وإطلاق سراح نصف الأسرى "الإسرائيليين" الأحياء والأموات في اليوم الأول من تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.  بشكل عام، إن تصعيد العدوان من قبل الكيان الصهيوني على غزّة في الأيام الأخيرة يحمل رسالة واضحة مفادها أن رفض حماس لخطة المبعوث الأميركي سيكون له عواقب عديدة، وقد أشار مكتب رئيس وزراء الاحتلال إلى هذه القضية صراحة. وعليه، يحاول مجلس الوزراء في الاحتلال برئاسة نتنياهو إعادة مفاوضات وقف إطلاق النار إلى نقطة الصفر من خلال التركيز على قضية تبادل الأسرى ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة. في الواقع، ومن خلال القيام بذلك، يريد النظام الصهيوني التقليل من أهمية بطاقة أسير الحرب وتجنب تقديم أي تنازلات إستراتيجية طويلة الأمد".

وأشارت الى أن "موقف المقاومة الرافض للخطة الأميركية الصهيونية المذكورة يعكس إصرار المقاومة الفلسطينية على الحصول على مزيد من الضمانات في ما يتعلق بمستقبل قطاع غزّة، بالإضافة إلى رفض تسليم الأسرى الصهاينة دون الحصول على تنازلات استراتيجية. إن مضمون الخطة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى المنطقة بشأن وقف إطلاق النار في غزّة يشير إلى أنحياز واضح من جانبها لمطالب الكيان الصهيوني، ويدل على أن "إسرائيل" والولايات المتحدة من خلفها تحاولان التقليل من تأثير ورقة الأسرى في المفاوضات، وحتّى تصفير هذا التأثير إن أمكن، من أجل تحقيق الهدف النهائي المتفق عليه بين واشنطن وتل أبيب. وهذا يعني التوصل إلى تسوية سياسية وأمنية في قطاع غزّة تؤدي إلى تفكيك حركة حماس وإنهاء وجودها في قطاع غزّة".

الرغبة في الضغط على إيران عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية

من جهتها، كتبت صحيفة "جام جم": "لم تتمكّن الوكالة من حل قضاياها مع إيران خلال السنوات الماضية، لأنها، على عكس طبيعتها التي ينبغي أن تكون وهي طبيعة وجهة النظر الفنية للقضايا النووية للدول، فإن لديها وجهة نظر ورؤية سياسية للقضية الإيرانية، متأثرة بالأجواء التي خلقتها الدول الغربية". 


وبحسب الصحيفة، تشير التقارير العديدة التي أصدرتها الوكالة، والتي نتجت عن وصول غير مسبوق إلى المنشآت الإيرانية وعمليات التفتيش غير المسبوقة (مقارنة بالدول الأخرى)، إلى أن البرنامج النووي لبلادنا سلمي، ولم يتم العثور على أي دليل يشير إلى أن إيران تحول برنامجها النووي نحو أغراض عسكرية. ورغم أن إيران قلصت التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة بسبب انتهاك الولايات المتحدة وأوروبا لوعودها، فإنها تواصل الالتزام بمبادئ الضمانات ويتم الإبلاغ عن جميع أنشطة إيران. لكن الأمر المقلق هو أن رافائيل غروسي، مثل أسلافه، يتأثر بالاتّجاهات والآراء السياسية ويستخدم تقارير الوكالة كرافعة للضغط على إيران. وبطريقة ما، كانت هذه الرافعة بمثابة رادع. 

وقالت "في الواقع، الدول الغربية لا تريد منا أن نتّخذ خطوات في مجال تطوير الطاقة النووية بطريقة سلمية تمامًا، بل أيضًا لا تريد منا أن نحقق تقدمًا في هذا المجال، وأن نكون قادرين على التقدم في عملنا في ظل العقوبات ونقص مبيعات الأجزاء والمعدات التي نحتاجها [...] إن الأوروبيين المؤيدين لتطبيق منظور سياسي على القضية النووية الإيرانية والضغط على بلادنا من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن يأخذوا في الاعتبار أيضًا أنه إذا فرضوا قدرًا كبيرًا من الضغوط على إيران فإن طهران قد تغير استراتيجياتها النووية. صحيح أن طهران، وفقًا لفتوى الإمام السيد علي الخامنئي، صرحت بأنها لن تدخل في الاستخدام العسكري لهذه التكنولوجيا، لكن من حق إيران أن تغير استراتيجيتها في مواجهة الضغوط الشديدة. وخاصة أن الغرب لا يذكر عادة عدم امتثاله لقضايا الاتفاق النووي ولا يتحمل أي مسؤولية، في حين أننا قبلنا طوعًا وبكل حرية التزامات الاتفاق النووي المتعلّقة بالشفافية، إلا أن الغرب لا يعرب عن أي قلق بشأن أنشطة الأنظمة المتحالفة معه والتي ليست حتّى أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

هل أوروبا مستعدة للطلاق من أميركا؟

أمّا صحيفة "وطن إمروز" فجاء فيها: "هل تستطيعون مواجهة مع روسيا من دوننا؟ هذا ما قاله الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء البريطاني. ورغم أن ما قاله دونالد ترامب كان مجرد إذلال للأوروبيين، فإن هذه القضية كانت حاضرة في أذهان الأوروبيين منذ فترة طويلة. هل تستطيع أوروبا حقًّا الدفاع عن نفسها دون الدعم العسكري الأميركي؟ ويرى ترامب أن الجواب عن هذا السؤال سلبي. ويعتقد أنه لولا الدعم الأميركي لأوكرانيا، لكانت الحرب قد انتهت بهزيمة أوكرانيا خلال أسبوعين. ولكن بعض الزعماء الأوروبيين لديهم رأي مختلف. ويتحدث ماكرون عن ضرورة تشكيل حلف شمال الأطلسي الأوروبي المستقل، ويطرح فريدريش "ميرتس" - المستشار المستقبلي المحتمل لألمانيا - ضرورة الاستقلال الأمني عن الولايات المتحدة.

وتابعت "ما الذي يجعل التهديد الروسي لأوروبا مستمرًا بين الحين والآخر؟ وهذا يثير بشكل جدي الحاجة إلى استقلال الدفاع الأوروبي. وتكتسب هذه القضية أهمية خاصة مع وصول إدارة ترامب الثانية. إن حكومة يعتقد مسؤولوها أن أوروبا يجب أن تقف على قدميها وأن الدعم الأميركي ليس دائمًا، ولكن بالنسبة لقارة عهدت بأمنها للأميركيين لمدة 75 عامًا فإن الاستقلال الدفاعي ليس بالأمر السهل".

وختمت "وطن إمروز": "كشفت الحرب في أوكرانيا عن نقاط ضعف أوروبا في مخزونات الذخيرة والقدرة الصناعية على استبدال المعدات. ولكن التحديات المذكورة لا تبدو مستعصية على الحل؛ تشير الدراسات إلى أنه على المدى الطويل، بطبيعة الحال، من الممكن أن يصبح استقلال الدفاع الأوروبي عن الولايات المتحدة ممكنا، ولكن هذا سوف يتطلب الكثير من النفقات".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة