هل يعترف ترامب بتشكل التعددية القطبية؟

لفت الكاتبان David Goldman وUwe Parpart إلى أن "لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مخططاً كبيراً لعالم جديد متعدد الأقطاب، يشمل تحقيق "السلام" في أوكرانيا، والاستقرار في ملف تايوان، ومن ثم تقليص الإنفاق "الدفاعي" إلى النصف بحيث يجري تجنب أزمة ديون أميركية"، وفق تعبيرهما.

وفي مقالة نُشِرت على موقع Asia Times أضاف الكاتبان أن "عملاء أميركا السابقين ليس لهم دور يُذكر في النظام الجديد، وبأن المفاوضات الأميركية الروسية التي بدأت بتاريخ الثامن عشر من شباط/فبراير الحالي في السعودية تنبئ باتفاق يذهب أبعد من الحرب الأوكرانية".

كما أشار الكاتبان إلى ما قاله ترامب عن أنه يريد لقاء نظيريه الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين والاتفاق على تقليص الميزانية العسكرية إلى النصف. كذلك لفتا إلى أن ترامب قد يحضر الاحتفال بالذكرى السنوية الثمانين لانتصار أوروبا في موسكو، وذلك بتاريخ التاسع من أيار/مايو القادم، وإلى أن الرئيس الصيني أيضًا سيكون حاضرًا.

ونبّه الكاتبان إلى ما ورد على الموقع الصيني “guancha.cn” في التاسع عشر من الشهر الجاري، عن أن ترامب قد يعقد مؤتمرًا على غرار مؤتمر يالطا.

هذا، وتوقع الكاتبان أن تشمل أجندة القمة الثلاثية الأميركية الصينية الروسية المحتملة مسألة إلغاء العقوبات الاقتصادية على روسيا "على وجه السرعة". أما في ما يخص موضوع الغاز فتوقعا أن يكون مرهونًا بالمفاوضات.

كما توقعا التوصل إلى اتفاق مع الصين من أجل تهدئة الوضع المتعلق بتايوان، وانطلاق مفاوضات حول الأسلحة النووية على غرار الاتفاق الذي توصل إليه ريغن وغورباتشوف في أيسلندا عام 1986.

هذا، ورأى الكاتبان أن "النظام العالمي الأحادي القطب الذي نشأ بعد انهيار الاتحاد السوفييتي انتهت صلاحيته في آذار/مارس عام 2022"، وبيّنا هذا الأمر بدليل فشل الولايات المتحدة في الحفاظ على موقعها بإطار الأحادية القطبية. وأشارا إلى ما أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن عام 2022 من أن حجم الاقتصاد الروسي سيتراجع إلى النصف، وأن بوتين سيُطرد من الكرملين بالقوة، كذلك أشارا إلى أن الولايات المتحدة فرضت قيودًا تقنية استهدفت القطاع التكنولوجي الصيني، وذلك في تشرين الأول/أكتوبر عام 2022، فيما حصل العكس حيث إن "الاقتصاد الروسي نما بدلًا من أن ينهار، وأن روسيا تفوّقت على كل دول الناتو في مجال التسلح، أما الصين فقد استطاعت أن تتخطى القيود الأميركية، حيث أنتجت الرقائق الإلكترونية المتطورة وأنظمة الذكاء الاصطناعي الابتكارية".

كذلك ذكّر الكاتبان بما قاله وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أواخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي من أن وجود قوة أحادية في العالم ليس بالأمر الطبيعي ونتيجة لنهاية الحرب الباردة. كما لفتا إلى كلام روبيو عن أن العودة إلى عالم متعدد الأقطاب كان لا بدّ منه.

الولايات المتحدة الأميركيةدونالد ترامب

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم