الصحف الإيرانية: النازحون الفلسطينيون يصفعون ترامب ونتنياهو

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 02 شباط 2025 باقتراب ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وكُتبت حول المناسبة المقالات والدراسات التي تُقارب وضع الثورة الآن، كما اهتمت بقضايا عالمية وإقليمية من قبيل الرسالة العظيمة التي وجّهتها عودة النازحين الفلسطينيين إلى قطاع غزة والتي شكلت صفعة لرئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.

من الثورة الفرنسية إلى الثورة الإسلامية في إيران: أين نحن الآن؟

مع اقتراب ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "أن إحدى أهم ضروريات المجتمع الثوري هي التذكير الدائم وتقييم تلك المثل والقيم الأساسية التي من أجلها قام الناس بالثورة، وفي كل الثورات الكبرى في العالم، تعمل هذه القيم كميثاق مقدّس لتلك البلدان، وأحيانًا تؤثّر عواقبها العابرة للحدود الوطنية على المجتمع العالمي لسنوات، ومع ذلك، فإن التاريخ يثبت أن العديد من الثورات، بعد حدوثها، يصعب تحقيق قيمها وإضفاء الطابع المؤسسي عليها".

وأضافت الصحيفة: "تُعتبر الثورة الإسلامية الإيرانية واحدة من أكبر الثورات وأهمها وأكثرها تأثيرًا في التاريخ. لقد مرّت ست سنوات منذ احتفلت هذه الثورة بالذكرى الأربعين لتأسيسها، ومن خلال مراجعة النتائج والإنجازات منذ ذلك الحين، يمكن أن ندرك إلى أي مدى حقّقت هذه الانتفاضة الشعبية العظيمة أهدافها وإلى أي مدى لا تزال بعيدة عن الوصول إلى النقطة المثالية. إن الروتين اليومي والأحداث والتقلبات قصيرة المدى من جهة، والتهديدات القاسية والناعمة من الأعداء من جهة أخرى، قد تُخفي الإنجازات الفعلية وطويلة الأمد للثورة عن الشعب الثوري والأجيال التي لم تعش طويلًا". 

كما أشارت إلى أنه "لكي نفهم بشكل أفضل إنجازات الثورة الإسلامية في إيران، ربما يكون من المفيد الرجوع إلى أحداث العقد الرابع من الثورة الفرنسية، ليس سرًّا أنّ الثورة الفرنسية كانت واحدة من أهم الثورات في العالم، حيث كان لها تأثير هائل على عملية التاريخ البشري، واستمرت هذه التأثيرات إلى يومنا هذا"، مردفةً: "كان الإنجاز الأول والأعظم للثورة الفرنسية هو تغيير النظام السياسي من "الملكية" إلى "الجمهورية"، إذا اعتبرنا اقتحام سجن "الباستيل" من قبل الثوار في 14 تموز/يوليو 1789 بمثابة لحظة انتصار الثورة الفرنسية، فإنّ الثورة دخلت ذكراها الأربعين في عام 1829، وفي هذا العام، اعتلى شارل العاشر، ابن شقيق لويس السادس عشر، عرش فرنسا، وهو ما يعني أن العائلة المالكة التي قامت الثورة ضدها كانت لا تزال على العرش". 

وأوضحت الصحيفة: "أنّ القصد ليس غضّ الطرف عن الإخفاقات والأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للثورة الإسلامية الإيرانية التي استمرت أربعين عامًا، من خلال تسليط الضوء على مشاكل الثورة الفرنسية الكبرى في ذكراها الأربعين؛ أزمات كانت سببها إلى حدٍّ كبير الأنشطة والأعمال العدائية القاسية والناعمة للنظام الاستكباري العالمي، لكن هذه الصور تدعونا إلى إلقاء نظرة أكثر إنصافًا على إنجازات هذه الحركة الشعبية الضخمة على نطاق واسع"، لافتةً إلى أن "الدعاية المكثّفة والشاملة التي يشنّها أعداء المنطقة قد لا تسمح برؤية هذه الإنجازات بوضوح كافٍ، بل على العكس من ذلك، من خلال استخدام الإجراءات التخريبية والحرب الإعلامية، وفي نهاية المطاف من خلال خلق حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي يمكن تقديم صورة غير واقعية".

ترامب وأوروبا

بدورها، كتبت صحيفة "قدس": "من المؤكد أن العديد من الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للولايات المتحدة الأميركية قُدّمت للعالم من خلال المؤسسات الدولية، على سبيل المثال، يُشكّل نفوذ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في تعزيز السياسات الاقتصادية الدولية للولايات المتحدة مثالًا واضحًا على هذا النهج، وقد حاولت هذه الدولة عبر تاريخها الحفاظ على هذه القدرة لنفسها واستخدامها كغطاء لإضفاء الشرعية على أفعالها على الساحة الدولية، لكن في عهد رئاسة دونالد ترامب، سُحب هذا الستار، واتّخذت السياسة الخارجية الأميركية شكلًا مختلفًا تمامًا، والآن نرى دولة هي نفسها عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومع ذلك فهي تُهدّد بسهولة أراضي غرينلاند الخاضعة للسيطرة الدانماركية بالعمل العسكري، وتعتبر هذه القضايا كلّها انتهاكات واضحة لاستقلال وسيادة الدول، وتتناقض تمامًا مع ميثاق الأمم المتحدة".

تابعت الصحيفة: "يُمكننا أن نرى بوضوح أنّ السياسة الخارجية لترامب تتبنّى وجهة نظر مختلفة بشأن القوة المؤسسية للولايات المتحدة، وهذه المرة، لا تظهر أميركا كطرف يحاول تبرير صورته خلف قناع المنظمات الدولية، بل كعنصر يسعى علنًا إلى تحقيق مصالحه الخاصة، وهذا قد يكون بمثابة إنذار خطير للاتحاد الأوروبي"، مشيرةً إلى أن "الاتحاد الذي كان في الماضي يتصوّر نفسه محصّنًا ضد العدوان الأميركي، ويتصور أنّ كل ضغوطه موجّهة نحو الدول النامية وشرق آسيا، يواجه الآن أزمة التهديدات العسكرية وهو في حيرة تامة من هذه الظاهرة الجديدة، ويبدو أنّ الوجه الآخر لعملة ترامب أصبح واضحًا للأوروبيين في وقت مبكّر جدًّا". 

وأردفت الصحيفة: "وفي نهاية المطاف، يُمكننا القول إنّ السياسة الخارجية التي ينتهجها ترامب لم تشكّل تحديات خطيرة للنظام الدولي فحسب، بل إنها أثارت أيضًا تساؤلات حول المكانة العالمية للولايات المتحدة، وسيكون لهذا التغيير في النهج عواقب وخيمة ليس فقط على حلفاء أميركا التقليديين، بل أيضًا على النظام الدولي بأكمله، والسؤال الآن هو ما إذا كان هذا الاتّجاه سيتغيّر مع نهاية عهد ترامب، أم أنّ هذه التغييرات تُشير إلى بداية تحوّل أكبر في السياسة الخارجية الأميركية، وإنّ الإجابة على هذا السؤال سوف تُحدّد مستقبل النظام الدولي".

اللاجئون الفلسطينيون يصفعون ترامب ونتنياهو

من جانبها، كتبت صحيفة "رسالت": "إنّ التطورات في غزة ولبنان هذه الأيام ليست ذات طابع عسكري أو دبلوماسي فحسب، بل هي ذات طابع شعبي بالكامل، ففي غزة، بدأ اللاجئون الفلسطينيون من المناطق الجنوبية بالتحرك نحو منازلهم في شمال غزة، وإنّ مئات الآلاف من اللاجئين، الذين يدركون أن منازلهم لم يبقَ منها سوى الركام، يعودون إلى منازلهم بروح مقاومة عالية وعلى أمل أن يستعيدوا كرامتهم، وفي لبنان، بدأت عودة اللاجئين اللبنانيين إلى ديارهم بعد أن انتهى وقف إطلاق النار الذي استمر 60 يومًا".

وأضافت الصحيفة: "بعد إعلان المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وبدء عملية تبادل الأسرى، كان لأهل غزة حضور كبير إلى جانب قوى المقاومة، ما يدلّ على عدم رغبتهم في التخلي عن حماس والمقاومة. النقطة الأساسية هنا هي أنّ الصهاينة، بزعمهم أن أربيل يهود، السجينة العسكرية الصهيونية، لم يُطلق سراحها، سعوا إلى انتهاك وقف إطلاق النار وإعاقة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى شمال غزة، ومع ذلك، فإنّ الحركة الكبيرة للناس للعودة إلى شمال غزة لم تتوقف، وقد وصل هذا الوضع إلى درجة أنّ وزراء النظام (الكيان) وخبراءه يؤكدون رسميًّا أنّ هذه العودة تشكل هزيمة قاسية لـ"إسرائيل"".

وأشارت الصحيفة إلى أن "عودة اللاجئين الفلسطينيين هي نقطة أخرى مهمة جاءت في وقت دعا فيه الرئيس الأميركي ترامب إلى إعادة توطين مليون إلى مليون ونصف المليون لاجئ فلسطيني في دول المنطقة، مدعيًّا أنّ غزة ليست مكانًا للعيش، في هذه الأثناء، أعلن ترامب، رفع الحظر عن إرسال القنابل التي تزن ألفي رطل إلى النظام (الكيان) "الإسرائيلي"، ومن خلال العودة إلى المناطق الشمالية، أرسل أبناء غزة رسالة إلى أميركا، مفادها أنّهم ليسوا مُستعدّين لمغادرة وطنهم تحت أي ظرف، وأنّهم يعيشون على أرضهم، ولن يستسلموا للهجرة، وأكّدوا أنّ حماس ليست مجموعة صغيرة يمكن تدميرها، بل هي مليوني نسمة من سكان غزة الذين لن يتم تدميرهم أو الاستسلام لهم".

الجمهورية الاسلامية في إيرانبنيامين نتنياهودونالد ترامبالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم