كاتب أميركي: الصين تحقق نصرًا إستراتيجيًا مع "DeepSeek"

قال الكاتب الأميركي نايجل جرين إن شركة "DeepSeek" الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي غيرت في الفرضيات المعتمدة حول فاعلية الرسوم الجمركية كأداة للهيمنة الاقتصادية.

وفي مقالة نُشرت على موقع "Asia Times"، أضاف الكاتب أن الاختراق الذي أحدثته الشركة - التي قدمت نموذجًا في الذكاء الاصطناعي يعمل على شرائح أقل تطورًا - يسلط الضوء على تحدٍ أساسي تواجهه الولايات المتحدة، وهو أن الرسوم الجمركية وغيرها من القيود الاقتصادية مثل الحظر على الشرائح ربما لم تعد كافية من أجل احتواء منافسين في التكنولوجيا مثل الصين والتقدم عليها.

كما تابع الكاتب أن نجاح "DeepSeek" يكشف كيف بإمكان الخصوم الابتكار لتخطي الإجراءات المضادة بحيث قد تبطل فاعليتها. 

واعتبر أن هذا الإنجاز يعكس اتجاهًا أوسع نطاقًا، إذ إن التقدم الصيني السريع في مجال الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات يغير في ميزان القوة، بينما كانت الولايات المتحدة تاريخيًا في الصدارة في مجال التكنولوجيا المتطورة.

كذلك، أردف الكاتب أن واشنطن أرادت على الأرجح إبطاء تقدم الصين التكنولوجي من خلال فرض قيود على حصولها على الشرائح المتقدمة، إلا أنه بدلًا من ذلك دفعت ببيكن نحو تعزيز الاعتماد الذاتي، وتسريع الابتكار الذي قد يضعف قبضة الولايات المتحدة على سلاسل التوريد العالمية.

وشدد الكاتب على أن نموذج الذكاء الاصطناعي لدى "DeepSeek" ليس مجرد قفزة تكنولوجية، إنما نصر إستراتيجي للصين، مضيفًا أنه يثبت أن الابتكار يمكن أن يتخطى القيود المفروضة عبر الرسوم الجمركية وغيرها من الأدوات الاقتصادية.

كما قال الكاتب إن هذا التحول يطرح أسئلة حقيقية عن مستقبل الإستراتيجية الاقتصادية الأميركية، فإذا كان الخصوم يستطيعون تخطي القيود عبر بدائل تتطور باستمرار، قد تصبح الرسوم الجمركية من الماضي، مضيفًا أن الإستراتيجية الأميركية بفرض القيود على الموارد الأساسية مثل أشباه الموصلات المتطورة كانت تهدف إلى إبطاء تقدم الصين، إلا أنها على الأرجح زادت من اندفاعة بيكن التكنولوجية، بحيث انكشفت التداعيات غير المقصودة الناتجة عن الاعتماد المفرط على الإجراءات العقابية.

وحذر الكاتب من تآكل النفوذ الأميركي في الأسواق العالمية أكثر إذا تبنت المزيد من الشركات نهج "DeepSeek"، حيث قد يتراجع الطلب على الشرائح الأميركية المتطورة. 

وأوضح أن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتهديد برسوم جمركية بنسبة ستين في المئة يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها واشنطن في جعل سياساتها تتكيف مع عالم بات يحدد معالمه أكثر فأكثر التقدم التكنولوجي. 

وأكد أن مثل هذه الإجراءات تحمل معها خطر عزل الولايات المتحدة في اقتصاد عالمي يشهد تطورات سريعة. 

وتحدث عن مهارة الخصوم مثل الصين في إيجاد طرق للتغلب على القيود الاقتصادية وغيرها، بحيث تبدو إستراتيجيات واشنطن قديمة.

وقال الكاتب إن صعود "DeepSeek" هو جرس إنذار لصناع السياسة الأميركيين، والرسوم الجمركية تبدو غير مجدية أكثر فأكثر في ظل واقع الابتكار في العالم، مشددًا على ضرورة أن تعيد الولايات المتحدة تقييم إستراتيجيتها الاقتصادية.

الولايات المتحدة الأميركيةالصين

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم