الخليج والعالم
عراقتشي: لن نتفاوض مع الحكومة الأميركية بشأن القضايا النووية حتّى تعود إلى الاتفاق النووي
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتفاوض مع الحكومة الأميركية بشأن القضايا النووية حتّى تعود إلى الاتفاق النووي، لافتًا إلى أن: "صيغة الاتفاق النووي ما تزال موجودة".
وقال عراقتشي في حوار مع التلفزيون الإيراني: "خلال اليومين الماضيين، أجرينا جولة من المفاوضات مع ثلاث دول أوروبية، بالإضافة إلى جولة من المحادثات مع خبراء أوروبيين، والهدف الأساسي كان إيجاد طريقة لبدء المفاوضات النووية". وأضاف: "لم نغادر طاولة المفاوضات في موضوع الملف النووي أبدًا، ولم نكن يومًا من الذين يقولون إننا غير مستعدين للتفاوض. لم يكن لدينا أبدًا مشكلة مبدئية. في بعض الأحيان؛ كانت المطالب المفرطة من الطرف الآخر تُعقد المفاوضات، لكن من حيث المبدأ، لم تكن لدينا مشكلة للتفاوض لأننا نثق ببرنامجنا النووي السلمي".
وأشار عراقتشي إلى أن المفاوضات الحالية مع الدول الأوروبية الثلاث تهدف إلى فحص ما إذا كانت هناك فرصة لبدء مسار تفاوضي أم لا. وقال: "أميركا خرجت من الاتفاق النووي، ولا توجد مفاوضات معها في هذا الإطار. هل الحكومة الأميركية الجديدة مستعدة للعودة إلى الاتفاق أم لا؟ هذا موضوع يجب أن يُحدد ونحن لا نعرف".
وتابع: "كانت مفاوضاتنا في اليومين الماضيين جيدة، وقد شعرنا بجدية من الدول الأوروبية الثلاث. شعرنا برغبتهم في إيجاد حل تفاوضي وهذا موجود. لكن من الطبيعي أن هذا يعتمد على كيفية تعاملهم مع الحكومة الأميركية الجديدة لتحقيق نتائج بشأن رفع العقوبات. نحن لا نتفاوض مع أميركا في هذا الصدد. سياستنا مع أميركا هي نفسها، ولن نتفاوض معها حتّى تعود إلى الاتفاق النووي، وسنجري مشاوراتنا الخاصة مع الصين وروسيا، ونعدهما عضوين رئيسيين في خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأكد عراقتشي: "سوف نواصل المفاوضات في أي مكان يحتاج الأمر لذلك، ولن نغادر طاولة المفاوضات. كما قال قائد الثورة الإمام الخامنئي، ليس لدى الحكومة أمل في المفاوضات، ولكن أملنا هو تحييد العقوبات ومكافحة آثارها، ولكننا لن نتخلى عن مسار التفاوض".
وردًا على سؤال قال: "الحكومة الأميركية الجديدة لمّا تستقر بعد. أما الحكومة السابقة فقد كانت واضحة في موقفها وكانت هناك مفاوضات غير مباشرة في إطار مسقط. لمّا نسمع بعد سياسة الحكومة الأميركية الجديدة، وسنقوم بتنسيق سياستنا بناءً على أدائهم. سنشارك في المفاوضات بشكل مهيب. الصيغة في الاتفاق النووي ما تزال سارية، وثقة الطرفين في رفع العقوبات ما تزال قائمة، ولكن أولئك الذين يشعرون بالقلق، أفهم مخاوفهم".
وأضاف: "نظام اتّخاذ القرار في البلاد يسير على مساره المعتاد، وفي القضايا المهمّة تطرح في مجلس الأمن القومي؛ حيث تُناقش وتُدرَس هناك. أود أن أطمئن أولئك الذين يشعرون بالقلق أن اتّخاذ القرار في هذا الموضوع سيكون منطقيًا تمامًا، وفي النهاية يتخذ القرار في المكان الذي يجب أن يُتخذ فيه، ووزارة الخارجية ستنفّذ قرار النظام".
وردًا على سؤال قال عراقتشي: "الأوروبيون لديهم قلق بشأن الوضع في أوكرانيا. الحرب في أوكرانيا ليست محصورة فيها فقط، بل الغرب كله متورط فيها. من الطبيعي أن يكون لديهم قلق بشأن سياسات إيران، لكن من وجهة نظرنا، لا يوجد سبب لهذا القلق. نحن دائمًا دعمنا سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. ومع ذلك، لدينا تعاون مع روسيا كان قائمًا منذ مدة طويلة".
وأضاف: "نحن مستعدون للدخول في حوار مع الأوروبيين بشأن مخاوفهم والتهديدات الأمنية التي يواجهونها. إذا كان هناك اهتمام من جانبهم، فنحن جاهزون للحوار، لكن هذا الطريق يجب أن يكون ذات اتّجاهين، وعليهم أن يستمعوا أيضًا إلى مخاوفنا. إذا كانت أوروبا مستاءة من التعاون بين إيران وروسيا، فيجب عليها أن تشرح تعاونها مع الكيان الصهيوني الذي أدى إلى الإبادة الجماعية في غزّة".
وشدد عراقتشي على أن: "الأسلحة التي توفرها للكيان من أجل الإبادة الجماعية والهجمات في غزّة ولبنان وسورية هي حقيقة قائمة. لا يمكنهم فقط أن يكونوا في موقف القلق. الشوكة التي دخلت في جسد باقي العالم من أوروبا لا يمكن تجاهلها. نحن مستعدون للحوار مع أوروبا، لكن يجب أن يكون الحوار قائمًا على مخاوف متبادلة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانعباس عراقتشي